الثلاثاء، 9 يونيو 2015

كائنات فطرية - أفعى الماء السامّة
تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٩ يونيو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

أفعى الماء السامّة، أفعى سامة تعيش في جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية، وتسمى أيضًا الثعبان السام وصلّ الماء. ولأفعى الماء السامة تجويف أو حفرة على كل جانب من رأسها بين العين وفتحة الأنف أو أسفل من ذلك قليلاً، وللعديد من ثعابين الماء غير المُؤذية رأسٌ عريض مثل أفعى الماء السامة، غير أنها جميعًا ينقصها التجويف.
ويصل طول أفعى الماء السامة المكتملة النمو إلى 105 سم، على الرغم من أن طول بعضها يصل إلى أكثر من متر ونصف. وعادة ما يكون لها علامات سوداء عريضة حول جسمها، وتتغذى أفعى الماء السامة بمجموعة كبيرة من الحيوانات، بما في ذلك الضفادع والسمك والثدييات من الحيوانات والطيور، وتولد صغار أفعى الماء السامة في الصيف.
وعادةً ما يُمكن مشاهدةُ أفعى الماء السامة في الأماكن المائية، وفي المياه السبخة المتجمعة عند الأنهار والجداول، كما يمكن مشاهدتها على شواطئ البحيرات السبخة. وإذا عرفنا ذلك أمكننا تفادي أفعى الماء السامة، إذ إن لدغة أفعى الماء السامة شديدة الخطورة وتتسبب في الوفاة في بعض الأحيان.

تُسمى هذه الحية أيضًا «صِلَ الماء» إذ إنه عندما يتهددها خطر، تُعطي إشارة تحذير، وذاك عندما تُلقي برأسها إلى الخلف وتبرز أسنانها البيضاء المخططة.


المضافات الغذائية - صبغة الكلوروفيل الخضراء (E140)
تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٩ يونيو ٢٠١٥
الدكتور زكريا خنجي

تعرف صبغة الكلوروفيل أو اليخضور (Chlorophyll) (تعني: chloros أي اللون الأخضر، أما phyllon فتعني ورق)، والصبغة عبارة عن خضاب أخضر يكسب النباتات اللون الأخضر، كما أنه يقوم بدور أساسي في عملية البناء الضوئي الذي يشكل أساس الحياة على الأرض، ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد علاقة بين الكلوروفيل وعنصر الكلور. ويرمز إليها بحسب تصنيف حروف الاتحاد الأوروبي (E) بالرقم(E140) .
ويحوي النبات الأخضر نوعين من اللون الأخضر، وهما: اليخضور (a) ولونه أخضر مزرق، واليخضور (b) ولونه أخضر مائل إلى الأصفر.

وتشير الدراسات الكيمياء التحليلية أن مركب الكلوروفيل تشبه إلى حد كبيرة مادة الهيموجلوبين من الناحية الكيميائية، ولكن ليس لصبغة (E140) أي دور في عملية التمثيل الغذائي البشري، وهذا يعني أنه لا يوجد أساس علمي لاستخدام صبغة الكلوروفيل لعلاج الحساسية، وفقر الدم، والتهاب المفاصل، التهاب القولون، والسعال، وارتفاع ضغط الدم، والالتهابات، والقرحة، وما إلى ذلك من أمراض. ليس ذلك فحسب وإنما وجد أن الصبغة ليس ذات تأثيرات صحية على الإنسان، لذلك يمكن استخدامه من غير أي تخوف.

الأحد، 7 يونيو 2015

فترة حظر صيد الربيان.. المشكلة والحل

 تاريخ النشر :٧ يونيو ٢٠١٥
بقلم: د. زكريا خنجي

حظي موضوع حظر صيد الربيان خلال الآونة الأخيرة باهتمام مبالغ فيه مقارنة لما كان يجري خلال العشرين سنة الماضية، فإن لم تخني الذاكرة فإنه مع بدايات عام 1993 صدر قرار بحظر صيد الربيان مدة أربعة أشهر تبدأ مع بداية يوم 15 مارس حتى 15 يوليو، هذا يعني أننا اليوم نحتفل بعيد ميلاد العشرين ونيف من السنين لصدور القرار.
واليوم يحاول قطاع الثروة السمكية بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني أن يمدد فترة الحظر لتصبح ستة أشهر بدلاً من الشهور الأربعة المتعارف عليها، وعندما تناهى إلى سمع العاملين في هذا القطاع من الصيادين المحترفين هذا الخبر ضجوا وتضاربت الآراء، فأصبحت كل جهة جبهة وخندقا يحارب الآخر، بل تحاول كل جهة أن تصور القرار بحسب مصالحها وتوجهاتها، فالدولة تضرب على وتر البيئة والمحافظة على الثروة البحرية وفي المقابل فإن الصيادين والجهات ذات المصلحة تعزف على وقت الحاجة والفاقة والمشاكل المالية التي يعيشونها وضيق ذات اليد وما إلى ذلك. 
وفي الحقيقة، فإن لكل جِهة وجْهة نظر يجب أن تحترم وأن تأخذ في الاعتبار حينما نريد أن نفكر في حل لهذا الموضوع، والتي نحن نسميها المشكلة التي لو استمرت كما هي لأصبحت أزمة تحتاج إلى تفكير آخر.
لجأت الدولة هذه المرة إلى وسائل الإعلام المختلفة لبث وفرض توجهها، وفي نفس الوقت قدمت بعض الحلول الجبرية الترقيعية التي ربما لا تخدم الصياد من وجهة نظر الصيادين، مثل التقليل من عدد رخص الصيد، ووقف القروض البنكية خلال فترة الحظر، ووقف الصيد وكذلك مصادرة شباك الجر القاعية والمعروفة بـ «الكوفة» الممنوعة نظرًا الى تأثيرها السلبي على البيئة البحرية، وما شابه ذلك من قرارات لتحل الموضوع.

إلا أن هذا لم يقنع الصيادين المحترفين الذي يعيشون ويقتاتون على صيد الربيان، فهؤلاء يلوحون بأن الشهور الستة التي سيحظر فيها صيد الربيان ستخرب بيوتهم فمن أين وكيف يعيشون خلال هذه الفترة، وأن عمليات وقف القروض البنكية ما هي إلا عملية ترقيعية حيث ان البنك سيعاود مطالبة الصيادين ببقية المبالغ المتراكمة عليهم أثناء فترة الصيد، وكذلك فإنهم يصرخون لأن هذه النوعية من الشباك (الكوفة) ليس لها أي تأثير على البيئة القاعية للبحر، وإنما البحر انخفضت إنتاجيته بسبب الحفر والردم لإنشاء الجزر الصناعية والأراضي الإنشائية، وأنهم يجلبون العمالة الوافدة للعمل ستة أشهر من السنة وهي فترة السماح بالصيد، فماذا يمكن أن يفعلوا مع هذه العمالة وكيف سوف يتصرفون معهم أثناء فترة الحظر، فمن يعطيهم رواتبهم ومن يصرف عليهم؟ وما شابه ذلك من أمور وقضايا الميلودرامية التي يتباكى عليها الصيادون.
واليوم يقف الجميع على خندق ينافح عن فكرته وقراراته، وأصبحت طريقة حل المشكلة تعرف بطريقة شد الحبل، فمن كانت عضلاته أقوى يمكن أن يسحب الفريق الآخر إلى جهته رغمًا عنه.
وكلنا نعلم أن حل المشكلات لا يأتي ولا تحل بهذا الأسلوب، فما بالنا ونحن نتكلم عن موضوع له العديد من التفريعات مثل موضوع فترة حظر صيد الربيان، لذلك نجد أن هذه القضية يجب أن تحل بطريقة أخرى وبأسلوب يختلف عن كل الأساليب الماضية.
ومن ناحية أخرى فنحن نحمد الله أن هذه القضية لم تبلغ مرحلة الأزمة، ولكنها في طور المشكلة التي يمكن حلها برضا جميع الأطراف، ولكن إن بقيت من غير حلول ناجعة فإنها حتما ستبلغ مرحلة الأزمة، وحينئذ تغدو من الأزمات التي يصعب حلها، وكذلك فنحن هنا أيضًا لسنا بحاجة إلى قرار سيادي، أعتقد - في رأيي المتواضع- أننا بحاجة إلى رضا جميع الأطراف بصورة أو بأخرى.

في البداية، إن كنا نريد فعلاً أن نحل المشكلة فإننا يجب أن نرفعها إلى مستوى الأزمة، حتى ولو لم تبلغ مستوى الأزمة، ونحاول أن نتعامل معها كأزمة وأن نتعامل معها على أعلى المستويات الإدارية من متخذي القرار، وكلنا يعلم الأساليب المتبعة في إدارة الأزمات لذلك فإن هذه النوعية من القضايا يجب أن تخضع لمنهجية إدارة الأزمات.
ونعتقد في المرحلة الثانية يجب أن ننظر إلى القضية من أربع جهات وليس من جهة واحدة، فاليوم الدولة تنظر إلى الموضوع نظرة بيئية بحتة، والصيادون ينظرون إلى الموضوع من ناحية المالية البحتة، هنا يأتي القصور في وجهات النظر وبالتالي لا يمكن أن تتلاقى تلك الرغبات.

والمحاور الأربعة التي نقصدها هي المحاور التي تقوم عليها منظومة التنمية المستدامة؛ وهي: النواحي البيئية، النواحي الاقتصادية، النواحي الاجتماعية وأخيرًا النواحي السياسية، علمًا أننا لا نرغب في التحدث عن الجوانب السياسية هنا. ولنحاول أن نلقي ولو بصيصا من الضوء على هذه المحاور.

أولاً: المحور البيئي: نتفق مع الدولة تمام الاتفاق أن البيئة البحرية غدت في حالة يرثى لها، وهذا يعرفه القاصي والداني، ولكن هذا ليس في مياه البحرين الإقليمية فحسب، وإنما كل التقارير العالمية تشير إلى انخفاض كميات الإنزال السمكي حتى من المحيطات. وإن كنا نتفق مع الدولة على خراب البيئة البحرية في مياهنا الإقليمية إلا أنه من حقنا أن نسأل ويجب أن نحدد: ما الأسباب الحقيقية من وراء هذا الخراب؟ هل فعلاً بسبب تلك النوعية من الشباك الجر القاعية؟ أم بأسباب الحفر والردم المستمرين؟ هل بسبب الملوثات النفطية والكيميائية التي تجوب بحارنا؟ هل بسبب الملوحة وزيادة ملوحة مياه البحر على مر الأيام؟ يجب أن توضع كل هذه المعطيات وكل تلك الظروف وأي أمور أخرى لم نذكرها تحت ميكروسكوب البحث العلمي، وبالتالي تظهر أمامنا وأمام الجميع الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هلاك تلك المساحات من الأرض المنتجة، وبناء على ذلك توضع الحلول بوضوح وموضوعية، على أن تلتزم جميع الأطراف بالحلول التي تم التوصل إليها والاتفاق عليها، فليس من المعقول أن نتوصل إلى حل منطقي وموضوعي ومثبت بالبحث العلمي ثم يأتي طرف ما ويدعي أن هذا مخالف للعرف او المنطق.

ثانيًا: المحور الاقتصادي: يحكم الجانب الاقتصادي في هذه القضية - بحسب رأينا المتواضع - عناصر الإنتاج الأربعة، وهي: العمل والعمال، رأس المال، الموارد الطبيعية، وأخيرًا الإدارة والتنظيم. 

فمن ناحية العمل والعمال، فإن الفئة من الصيادين الرافضين لتمديد فترة حظر صيد الربيان هم أنفسهم الذين رفضوا في السابق فكرة «وجود النوخذة البحريني»، حسبما جاء في المرسوم بقانون رقم (20) لسنة 2002 بشأن تنظيم صيد واستغلال وحماية الثروة البحرية، وهذا يعني أن موضوع العمال يحتاج إلى دراسة فاحصة، وكيف يجب أن تدار هذه الفئة من الناس، وكم عدد من يجب أن تشملهم سفينة الصيد، ونوعياتهم، ومستوى تعليمهم وما إلى ذلك من معلومات يمكن أن تؤثر بصورة مباشرة في عملية الصيد في حد ذاتها. فالعمالة الأجنبية لا تكترث بالأرض المنتجة والكيفية الفعالة في المحافظة عليها، فكل همه أن يأتي بالصيد الوفير وبأي نوع من الشباك وبأي طريقة، المهم أن يملأ جيبه وجيب كفيله بالمال الذي يرضيه هو وكفيله.
أما من ناحية رأس المال فنحن هنا نتحدث عن سفن الصيد، وعن نوعيات الشباك المستخدمة في صيد الربيان، وأجور العمال، وكفالتهم، والرسوم التي تطلبها سوق العمل والقروض التي يأخذها صاحب السفينة وما إلى ذلك، فكل هذا يقع عبئها على مالك السفينة أو العمال الذين يستأجرون تلك السفن ورخصها. وربما هنا يتبادر إلى أذهاننا مجموعة من الأسئلة التي نوجهها: ماذا يمكن أن يفعل صاحب السفينة بالعمال الذين يعملون على ظهر السفينة أثناء فترة الحظر التي يمكن أن تمتد ستة أشهر؟ هل نتركهم يتسكعون في الشوارع والطرقات؟ ما البدائل التي قدمت لمثل هذه المشكلة؟ هل ستلغي هيئة سوق العمل حقها في الرسوم التي تأخذها عن هذه الفترة؟ 
ومن ناحية أخرى الوزارة تطالب الصيادين بالتخلص التام من شباك الجر القاعي، وهذا حق، لما تسببه هذه الشباك من أذى، ولكن ما البديل المطروح لهذه النوعية من الشباك؟ هل قدمت الوزارة حلولا؟ هل حاولنا أن ندرس كيف وماذا يستخدم صيادو الربيان في بقية دول العالم، هل في نيوزيلندا - مثلاً - يستخدمون شباك الجر القاعية؟ هل في الدول المطلة على البحر المتوسط يستخدمون هذه النوعية من الشباك؟ أكيد توجد بدائل، فما تلك البدائل ومن أين يمكن جلبها؟
أما بالنسبة الى الموارد الطبيعية، فنحن نتحدث هنا عن أرض وكائن حي وهو الربيان، فهل درسنا الكفاءة الإنتاجية للمتر المربع من الأرض البحرية؟ وكم ينتج هذا المتر المربع من ربيان في موسم الصيد، وبالتالي يمكن على أثره أن نحدد عدد رخص الصيد التي توازي الكفاءة الإنتاجية لتلك المساحة، فهل المساحة المتاحة والأرض المنتجة وكفاءتها الإنتاجية تكفي لكل هذا الكم من سفن صيد أم يجب علينا أن نقلص أعدادها؟ وإن رغبنا في التقليص فكم سفينة يمكن أن تجوب مياهنا الإقليمية ويسمح لها بممارسة عملية الصيد؟
وأخيرًا، التنظيم والإدارة فإننا يجب أن نعيد تنظيم هذه المنظومة الإدارية ليس لفترة قصيرة وإنما لفترات طويلة مستقبلية، وليس المقصود هنا تغير الأفراد المعنيين وإنما نحن نتكلم عن منظومة متكاملة وبصورة تشمل جميع الأطراف.
وربما هنا أيضًا يحق لنا أن نتساءل؛ لماذا أوقفت الدولة مشروع الحظر مدة عشرين سنة وتأتي اليوم لتحاول تطبيقه أسوة ببقية دول الخليج؟ تقول الجهات الإدارية إنها راعت وضع الصياد البحريني سواء من الناحية الاقتصادية أو من بقية النواحي الأخرى، لذلك يحق لنا هنا أيضًا أن نتساءل: هل تغير الوضع اليوم فأصبح الصياد في وضع آخر؟ لا أعلم. وهذه نقطة يجب أن تدرس، حيث يقول قائل - وهذا الكلام على ذمة من قال - إن صيادي الربيان أصبحوا يمتلكون ملايين الدنانير اليوم، فهل هذا صحيح؟ لا أعلم أيضًا. 

ثالثًا: المحور الاجتماعي: لاشك أن الوضع الاقتصادي سوف يؤثر بصورة او بأخرى على الوضع الاجتماعي للعاملين في هذا القطاع.
في الماضي كان الربيان متوافرا، فكان المواطن يقوم في فترة الوفرة بشراء كميات كبيرة من الربيان، وبعد ذلك يقوم بتجفيفه، ليقوم باستهلاكه طوال السنة، ولكن اليوم هذه العادة تلاشت بسبب التغيرات الاجتماعية التي يعيشها الإنسان البحريني.
اليوم في زمن الوفرة يتم تصدير الربيان إلى دول الجوار، بغض النظر عن تأثير ذلك على الأسعار وتأثيره على المواطن البحريني، وربما يريد من يقومون بتصدير الربيان إلى الخارج المحافظة على ارتفاع أسعاره في الوطن وبالتالي يقللون المعروض حتى تزيد الأسعار، وهذه سياسة اقتصادية يعرفها الجميع.
وهنا ربما نتساءل؛ ألا يمكن إقامة مصانع لتجميد الربيان - وإن كنت أعتقد بوجود مثل هذه المصانع في البحرين - ففي زمن الوفرة يجمد الربيان، وبالتالي يمكن بيعه مجمدا أثناء بقية الموسم، فما الفرق؟ ألا يمكن تغيير نمط استهلاكنا للربيان؟ ألا يمكن الامتناع عن شراء الربيان أثناء فترة الحظر؟ أسئلة كثيرة نطرحها ولا تجد الإجابة الناجعة التي يمكنها أن توضح الأمور.

وبعد كل ذلك وكل هذا العمل والكثير من الإجراءات، تجمع كل المعطيات والحقائق وكل تلك النتائج التي تم التوصل إليها، وتعرض أمام الرأي العام والمجلس النيابي، وبعد يمكن اتخاذ القرار المناسب وبالتوافق مع جميع الجهات. 

عمومًا، هذه بعض التصورات والأفكار والاطروحات لحل هذه المشكلة التي فعلاً تحتاج إلى حل عملي وعلمي، وكما أشرنا سابقًا فإنه يجب علينا أن ننظر إلى هذه القضية من عدة زوايا ووجهات نظر وليس من وجهة نظر واحدة.

الأحد، 31 مايو 2015

استشعر الخوف وتقدم




سواء أكنت تريد أم لا، فالخوف شعور فطري من حياة الإنسان لا يمكن تجاهله، فالجميع يشعر به في لحظة أو أخرى، ولكن بعضنا يخاف إلى الدرجة أنه يدع الخوف يتحكم فيه، فتظهر أعراضه على يديه وعلى وجهه، فيتصبب عرقًا ويحجم عن الإقدام، وبعضنا الآخر يخاف ولكنه يحاول أن يخبئ الخوف بين أظهره ولا يدعه يتمكن منه، فيحاول أن يظهر ما لا يبطن على الأقل أمام الناس، فنشعر جميعًا بمدى ثقة هذا الإنسان بنفسه ومدى تحكمه بقدراته وأدواته.
إلا أننا هنا يجب أن نفرق بين أنواع الخوف فأي منها يمكن مواجهته، وأي منها يحتاج إلى طرق خاصة للتعامل معه، فلا يمكن أن نطلب من شخص يقف وجهًا لوجه أمام أسد متوحش أو أي حيوان مفترس أن يواجه خوفه ويثبت أمام كتلة الغضب البهيمية تلك، ولا يمكن أن نقول لمن يخاف الله ويحول خوفه إلى طمع في رضوانه بالعمل المفيد الذي ينعكس على المجتمع أن أحجم وتحكم في خوفك وطمعك لرضوان الله.
وكذلك لا يمكن أن نمزح مع من يعاني مرض الرهاب أو ما يعرف بالخوف المرضي بين طيات الجزئية التي يخاف منها، فمثل هذا الشخص يحتاج إلى علاج نفسي وكلينيكي.
وإنما الحديث هنا عن ذلك النوع من الخوف الذي يختلج نفوسنا جميعًا، وخاصة عند الإقدام على أمر جديد، فربما طلب منك مديرك في العمل -ذات يوم- أن تدير فريق عمل، وأنت لم تقم قط بمثل هذه المهمة من قبل، ترى كيف يكون شعورك؟
ما شعورك عندما يطلب منك أن تصعد المنصة وأن تتحدث أمام الجمهور فترة زمنية أو أمام عدسة التلفزيون، على اعتبار أنها المرة الأولى التي يطلب منك ذلك؟
ماذا تكون ردة فعلك عندما تسافر بالسيارة إلى بلد وأنت لا تعرف طرقه ولا ممراته، ولم يكن بين يديك خريطة تدلك على هذا البلد؟
مواقف كثيرة، ربما تمنح فرصة للاستعداد لها، وربما تأتيك فجأة من غير استعداد، هل ستترك المجال للخوف ليشل عقلك وتفكيرك، فلا تتقدم وتعتذر وتهرب من المواجهة أم ستقدم وإن قدمت رجلا وأخرت الأخرى؟ ترى من أي الفريقين أنت؟
ذات يوم في دورة لتنمية مهارات العرض والتقديم في إحدى الدول العربية دخلت وقدمت نفسي كالعادة، ثم طلبت من المتدربين -أيضًا كالعادة تقديم أنفسهم- ولكن هذه المرة طلبت منهم أن يقوموا ويتقدموا إلى المنصة ومن هناك يقدم كل شخص نفسه، عندئذ بدأ الارتباك على الحضور، وانقسمت المجموعة عندئذ إلى ثلاثة فرق؛ الفريق الأول وهم القلة قاموا بما هو مطلوب منهم، أي وقفوا في المنصة وقدموا أنفسهم، والفريق الآخر تردد كثيرًا وكان يقدم رجلا ويؤخر الرجل الأخرى، ولكنه قام على مضض وقدم نفسه، أما الفريق الثالث فلم تسعفه شجاعته بالوقوف في المنصة وتقديم نفسه مدة دقيقتين فقط. 
وبعد أن هدأ الجميع وقبل أن أبدأ وأسترسل في الدورة طلبت منهم إن رغبوا في اجتياز هذه الدورة أن يستعدوا لتقديم عرض تقديمي في اليوم الأخير وهو اليوم الخامس من الدورة، حينئذ تغيرت الوجوه وتغيرت ألوانها، وبدأ العرق يتصبب من الحضور وكما يقال وبلغت القلوب الحناجر، فقال أحدهم: نحن لم نتمكن من الوقوف مدة دقيقتين لتقديم أنفسنا فكيف يمكننا أن نقدم محاضرة وعرضا لمدة ربع ساعة؟
قلت لهم جملة واحدة فقط «ستتمكنون إن رغبتم»، ثم بدأت في الدورة، وفي الحقيقة أنهم في اليوم الموعود كانوا أفضل ما يمكن حتى إن مديرهم العام عندما حضر العروض انبهر بهم وبقوة إدائهم على المنصة، ولكن يبقى السؤال الذي يدور في الأذهان: كيف تغلبوا على خوفهم وأقدموا وتقدموا؟
حاولت الدكتورة سوزان جيفرز في كتابها «استشعر الخوف وأقدم على ما تخاف» أن تلخص طرق مواجهة الخوف في بعض النقاط التالية:

1- اعترف بخوفك؛ فالخوف هو أحد الأحاسيس والمشاعر الطبيعية التي تمر بالبشر، ومن الممكن أن يكون الخوف نافعًا إن جاء ملائمًا للموقف الذي أدى إليه، فهو ينبهنا إلى حدوث خطر ما، لذلك يعتبر الاعتراف بالخوف وقبوله أول خطوة للتخلص منه. 
2- افصل الخوف عن الموقف الذي أدى إليه؛ إنك بهذه الطريقة ستضع مسافة بين إحساسك بالخوف وبين حقيقة الموقف الذي أدى إليه، فتستطيع بذلك تقييم قدر الخوف الذي تشعر به وتحديد إن كان ملائمًا للموقف أم مبالغًا فيه.
3- عبر عن خوفك؛ لا تخجل من الاضطراب وإبداء التوتر والبكاء نتيجة شعورك بالخوف من شيء ما، فالخوف هو كأي إحساس طبيعي يخرج على شكل سلوك تخرج به انفعالاتك وتتخلص منها، أما كتمان الخوف فهو غير مفيد، لذلك من الأفضل التعبير عنه حتى تستطيع مواجهته ومقاومته.
4- تقبل خوفك كما هو، يجب أن تنظر إلى إحساس الخوف الذي بداخلك على حقيقته من دون أن تحاول إخضاعه للمنطق، فهو في حد ذاته إحساس غير منطقي وقد لا يتفق في كثير من الأحيان مع الموقف الذي أدى إليه، ولكنه يكون في أغلب الأحيان صدى لمواقف أخرى مشابهة أو ذكريات مختبئة في العقل الباطن قد تمت استثارتها. 
5- لا تشعر بالذنب بسبب خوفك؛ من حقك أن تخاف مهما كانت طبيعة هذا الخوف وحجمه، فالشعور بالذنب وتأنيب النفس عليه لا يساعدان كثيرًا على الخروج منه، بل على العكس يؤديان إلى تعقيد الموقف وتراكم الانفعالات السلبية بداخلك.
6- حاول أن تتوقع الخوف، لذلك لا بد من أن تستعد دائمًا لمواجهة المواقف التي تكون متأكدا من أنها تشعرك بالخوف، فتتخذ خطوات عملية لتحمي نفسك منها، وتأكد أن أي خطوة ستقوم بها لتحمي نفسك من الخوف ستجعلك تتقدم في طريق تخلصك منه تمامًا، كما أن هذه الخطوات ستقربك أكثر من الحقيقة، وتستطيع السيطرة على الخوف ليتناسب مع الموقف الذي أدى إليه.
7- لا تفكر في الفشل؛ فعندما تبدأ في عمل ما ركز فقط على خطوات تحقيقك له وواجه الصعوبات التي تصادفك وحاول حلها تدريجيًا من دون التفكير في النتيجة، وبذلك تكون قد شغلت عقلك بالتفكير في شيء نافع بدلاً من الخوف الذي سيعوقك عن العمل نهائيًا.
8- لا تطلب المستحيل؛ وحدد لنفسك أهدافًا يمكنك تحقيقها، وأعط لنفسك الوقت الكافي لتنجزها، فمن الأفضل لك أن تنجز مهمات صغيرة بنجاح بدلاً من الطموح إلى أشياء كبيرة يصعب عليك تحقيقها فتقع فريسة إحساس الخوف والقلق.
9- تذكر بطولاتك وإنجازاتك، عندما يصادفك إحساس الخوف حاول تذكر أي موقف صعب قد مر بك من قبل ونجحت في تخطيه ومواجهته بشجاعة لتستمد منه القوة في مقاومة إحساس الخوف الذي تشعر به.
10- تحرك ولا تتوقف عند إحساسك بالخوف؛ فيمنعك ذلك من اتخاذ أي موقف إيجابي يحررك من خوفك الحالي، بل حاول التصرف لإنهاء الوضع الذي أنت فيه والتخلص معه من الخوف والقلق. 
11- هنئ نفسك، عندما تنجح في حربك على الخوف هنئ نفسك وكافئها على ما أنجزته حتى يكون ذلك دافعًا لك فيما بعد.
12- اعترف بالعالم المحيط بك، إن كل ما يحيط بك سواء كان أشخاصًا أو أشياء يجعلك تشعر بوجودك، فلا تنكره أو تتجاهله مهما كان يشعرك بالخوف حتى تستطيع التعامل معه ومواجهته.
13- وإن تسرب إلى داخلك إحساس بالخوف على المستقبل فلا تحاول أن تتجاهله والتهرب من محاولة التفكير فيه، ففي هذه الحالة سوف يتسرب إلى داخل أعماق اللاشعور ويسبب لك المتاعب أضعافا مضاعفة، وإنما حاول أن تفكر في الموضوع بموضوعية وعقلانية. فضع تلك المخاوف أمام عينيك بكل هدوء عقلي وابدأ في مناقشتها.
14- افترض أن مخاوفك قد تجلت في أسوأ صورها، هذا الافتراض سيجعلك تكون على دراية بأنك في تلك الحالة إما أن تموت نتيجة لحدوث الكارثة المفترضة أو لا تموت بسببها، وستدرك بعد فترة من الزمن أنك لم تمت، فلديك استطاعة بفضل الله عز وجل ثم بفضل إيمانك بنفسك أن تقيم حياتك على أساس جديد.
15- وأخيرًا، وأولاً، ودائمًا، واجه مخاوفك بالتواصل مع الله، فهو سبحانه قادر على كل شيء.

ربما يمكننا أن نستخلص أن الخوف، هذا الشعور الطبيعي يحتاج منا فقط إلى التعامل والتعايش معه، فيجب ألا يسبب لنا الذعر والهلع، وإنما يجب أن نتعامل معه بكل هدوء وإدراك.

الاثنين، 25 مايو 2015

كائنات فطرية - نباتات أذن الفأر

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٦ مايو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

أذن الفأر نباتٌ ينتمي إلى فصيلة لسان الثور، ومن صف ثنائيات الفلقة، ويضم أكثر من ثلاثين نوعا مقبولاً وعشرات أخرى لم يحسم أمرها بعد، وهو عشب أوروبي أزرق الزهر، وتعرف باللاتينية (Myosotis).
ينمو هذا النبات في كل من مناطق الغابات البرية ومناطق السهول المعتدلة، وهذا النبات له ساق مكسوّة بالشعر، وأوراق طرية مكسوّة بالشعر أيضًا. ولهذه النبتة أزهار صغيرة، ذات لون أزرق فاتح ولون أصفر في وسطها، وهي تنمو بشكل عنقودي، كما أن لبعض أنواعها أزهارًا بيضاء أو وردية، وعلى العموم فإن كل الأنواع تقريبًا، لها براعم وردية. وتعتبر الأماكن الظليلة الرطبة أفضل بيئة لنمو معظم أنواع أذن الفأر التي تمتاز بأنها جذابة ومعمّرة تعيش لأكثر من سنة، وأشهر الأنواع المزروعة من تلك النبَّتة ثنائية الحول، وهي النباتات التي تزهر في سنتها الثانية. وتزرع من نباتات مقطعة إلى أجزاء يتم غرسها مرة أخرى، والعديد من أنواع أذن الفأر المشهورة حولية (تعيش لسنة واحدة فقط)، وهي تزرع من البذور وتزهر في الخريف.
ويعتبر البعض أن نباتات أذن الفأر رمز للصداقة والحب الصادق، ويرد ذكر هذه الزهرة في عدد من الأساطير. ففي أحد الأساطير الألمانية كانت عبارة «لا تنسيني» هي آخر ما قاله حبيب لحبيبته قبل أن يغرق وهو يحاول أن يأتيها بالزهرة.

Changing_Forget-me-not_600

المضافات الغذائية - ثاني أكسيد السيليكون (E551)

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٦ مايو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

ثاني أكسيد السيليكون (بالإنجليزية: silicon dioxide) ويعرف أيضًا (السيليكا silica)، هو أكسيد السيليكون المعروف بقساوته منذ العصور القديمة. ويوجد السيليكا في الطبيعة في الرمل والكوارتز، وكذلك في جدران خلايا طحالب الدياتوم أو ما تعرف بالمشطورة (diatoms). وهو مكون أساسي في معظم أنواع الزجاج والمواد مثل الخرسانة ويدخل في صناعة الإسمنت. وتعتبر السيليكا من أكثر المعادن وفرة في القشرة الأرضية.
وتعرف رمال السيليكا أو رمال كوارتز أنها عبارة عن صخور رملية بيضاء نقية تحتوي على نسبة عالية من السيليكا، التي تتكون بشكل رئيس من حبيبات معدن الكوارتز، وتحتوي على كمية قليلة من الشوائب والمعادن الثقيلة، في حين يطلق مصطلح الرمل الزجاجي على رمال السيليكا أو الكوارتز التي لها مواصفات فيزيائية وكيماوية تتناسب مع صناعة الزجاج.
يستخدم السيليكا في المقام الأول في إنتاج الزجاج للنوافذ، والدوارق والقوارير، وزجاجات المشروبات الغازية، والعديد من الاستخدامات الأخرى. وتصنع معظم الألياف البصرية للاتصالات السلكية أيضًا من السيليكا، بل هي مادة الخام الأولية للعديد من السيراميك مثل خزف الحجري، والخزف. وكذلك فإن السيليكا تدخل في صناعة الكثير من المواد كبعض الأدوية ومستحضرات التجميل، والعوازل الكهربائية، ومعاجين الأسنان وخاصة التي تستخدم لإزالة بلاك الأسنان.
ويستخدم السيليكا كمادة مضافة في صناعة الغذاء، حيث يدخل في صناعة الأغذية المحتوية على الدقيق، فهو يساعد على امتصاص الماء والرطوبة والاحتفاظ به لفترة طويلة نوعًا ما، فقد وجد أنه يستخدم كمضافات مانعة للتكتل كما في الطحين عند صناعة الخبز والكعك، مثخنة ومثبت في المواد المستحلبة مثل مادة المايونيز وما إلى ذلك، كما يستخدم في صناعة الجعة الخضراء والنبيذ، والعديد من المشروبات الأخرى.
ولا يعرف حتى الآن أي آثار سلبية على صحة الإنسان من جراء استخدام مادة ثاني أكسيد السيليكون كمادة مضافة في الغذاء وذلك لأنها تعد خاملة لذلك، إلا أن لها آثارا ضارة عند استنشاقها مع الهواء حيث تؤثر على الجهاز التنفسي.
ولم تمنح مادة السيليكا حرف (E) الصادرة عن الاتحاد الأوروبي لفترة طويلة، وفي الحقيقة لم أعثر على أي مرجع يؤكد أنها حرف (E) قد أضيف إلى رقم المركب (551)، ولكن وجد أن كل المراجع تطلق على مادة ثاني أكسيد السيلكون رمز (E551).

أربع خطوات للقضاء على بكتيريا الغذاء

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٦ مايو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

جميعنا يعرف أن الأغذية التي نتناولها تعج بالأنواع العديدة من البكتيريا، بعضها ضار والعديد منها غير ذلك، ولأن عددا من أنواع البكتيريا ضار فإنه من المهم أن نمنع وصولها إلى معدتنا لأنها إن بلغت ذلك المكان فإنها بعد فترة الحضانة حتمًا ستسبب للإنسان التسمم الغذائي أو ما يعرف بالأمراض المنقولة بالغذاء، لذلك سنحاول هنا أن نتعرف على أربع طرق أساسية ومهمة للقضاء على البكتيريا قبل وأثناء تواجدها في الغذاء وقبل بلوغها لمعدة الإنسان، ومن هذه الطرق:

أولاً: برد في الثلاجة فورًا
ينصح خبراء سلامة الأغذية المستهلكين بتبريد الأطعمة بأقصى سرعة، وذلك بسبب أن البكتيريا الممرضة - التي تسبب أمراضًا للبشر - لا تستطيع أن تتكاثر أو تنمو في درجات الحرارة المنخفضة أو الباردة، لذلك يوصي خبراء سلامة الأغذية أن توضع الأطعمة في الثلاجة ذات درجة حرارة حوالي 4 م (40 ف) أو في المجمدة (الفريزر) عند درجة حرارة 17 م تحت الصفر (0 ف، على أن يتم التأكد من هذه الدرجات باستمرار باستخدام ميزان الحرارة الخاص بالأجهزة (الترمومتر). ويمكن اتباع الخطوات التالية أثناء عمليات التبريد:
1- برد أو جمد الأغذية سريعة التلف، الأغذية الجاهزة، وبقايا الطعام في غضون ساعتين.
2- لا تقوم بإذابة جليد الأغذية المجمدة على طاولة المطبخ، أو تنقعها في الماء، وإنما أفضل طريقة أن تذيب الجليد بوضع الغذاء المجمد في الثلاجة، أو الماء البارد الجاري أو الميكروويف.
3- عند الرغبة في تبريد الأغذية قسّم الكميات الكبيرة إلى كميات صغيرة وضعها في آنية صغيرة الحجم وضحلة الارتفاع وذلك من أجل التبريد السريع في الثلاجة.
4- وفي حالة الدواجن واللحوم المحشية، يجب إزالة الحشو وتبريدها في وعاء منفصل.
5- لا تعبأ الثلاجة ولا تفصل الأدراج عن بعضها البعض وإنما دع الهواء البارد ينتقل ويدور حول الأغذية.

ثانيًا: اطبخ على درجات الحرارة المناسبة
يتفق خبراء سلامة الأغذية أن الأغذية المطبوخة يجب أن تبقى ساخنة بشكل صحيح لأطول فترة ممكنة، فقد وجد أن البكتيريا الضارة التي تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء لا تستطيع البقاء طويلاً عند درجات الحرارة العالية التي تزيد على 60 م (145 ف). لذلك عند التسخين والطبخ يجب الاهتمام بالأمور التالية:
1- يفضل استخدام مقياس حرارة اللحوم (ترمومتر)، والذي يقيس درجة الحرارة الداخلية للحوم المطبوخة والدواجن، للتأكد من أن اللحوم يتم طهيها واستوائها من الداخل والخارج.
2- شرائح اللحم يجب أن تطبخ على درجة حرارة 60 م (145 ف)، وأما الدواجن الكاملة فيجب أن تطبخ حتى تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 80 م (180 ف).
3- اللحوم المفرومة، حيث يمكن للبكتيريا أن تنتشر خلالها أثناء الطحن، يجب أن تطبخ حتى تصل درجة حرارتها إلى ما لا يقل عن 71 م (160 ف). والمعلومات تؤكد أن طبخ هذه النوعية من اللحوم يجب أن يؤدي إلى اختفاء لونها الوردي، وإلا فإنه من الخطورة تناولها.
4- أما البيض فيجب أن يطبخ حتى يتصلب صفارها وبياضها، وأما الذين يتناولون البيض النيئ أو المطبوخ جزئيًا، فإنهم يعرضون أنفسهم لمخاطر البكتيريا.
5- الأسماك يجب أن تطبخ حتى تصبح لحومها سهلة الانتزاع عن الجلد والعظام، ويمكن التأكد من ذلك بغرز أطراف الشوكة في جسدها أثناء الطبخ.
6- يفضل دائمًا التأكد من عدم وجود بقع باردة في الطعام - حيث يمكن للبكتيريا البقاء على قيد الحياة هناك - وخاصة عند الطبخ في أفران الميكروويف. للحصول على أفضل النتائج يفضل تغطية الطعام، وتحريكه بين الفينة والأخرى ويجب ألا ننسى دوران الأطعمة وخاصة في أفران الميكروويف حتى تنتهي عملية الطبخ. إن لم يكن هناك القرص الدوار، فإنه يجب طبخ الطبق مرتين.
7- عند إعادة تسخين الأغذية المبردة أو بقايا الطعام فإنه يجب أن يصل الغذاء إلى درجة الغليان، أو بمقدار يزيد على درجة حرارة 74 م (165 ف).

ثالثًا: اغسل اليدين وأسطح العمل ونظف المكان الذي تعمل فيه باستمرار
وفقًا للخبراء سلامة الأغذية، يمكن أن تنتشر البكتيريا في جميع أرجاء المطبخ، سواء على أسطح الطاولات وأسطح ألواح التقطيع والسكاكين والإسفنج وكل شيء، لذلك أحذر ومارس الخطوات التالية:
1- اغسل يديك بالماء الساخن والصابون قبل إعداد الطعام وبعد استعمال الحمام، وبعد اللعب والعناية بالحيوانات الأليفة أو حتى تغيير حفاضات الأطفال وما شابه ذلك. وللحصول على أفضل النتائج، يجب استخدام الماء الدافئ لترطيب الأيدي ومن ثم استخدام الصابون وفرك اليدين معًا مدة 20 ثانية قبل الشطف بدقة.
2- اغسل ألواح التقطيع والسكاكين، والأواني وأسطح الطاولات بالماء الساخن والصابون بعد إعداد كل وجبة، وقبل الانتقال إلى الوجبة الثانية.
استخدم المناشف لتنظيف أسطح المطبخ بعد غسلها. وإن استخدمت المناشف القماشية فاغسلها بالماء الساخن.
3- ولا تنس أن النظافة جزء مهم من الدين الإسلامي.

رابعًا: امنع التعرض العرضي أو غير المباشر
من أكثر الطرق للانتشار الخفي للبكتيريا هو انتقالها من الأغذية الطازجة إلى الأغذية المطبوخة أو الجاهزة للأكل، أو انتقالها من أي مصدر ملوث إلى الأدوات والأواني التي نستخدمها من غير أن نشعر عندما يحدث تماس مباشر بين هذه الأدوات، وهذا ما يسمى بالتلوث العرضي أي غير المقصود، وحتى نتجنب ذلك يجب اتباع الخطوات الإرشادية التالية:
1- لا تخلط اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية في عربة التسوق مع بقية المواد الغذائية.
2- لا يفضل تخزين اللحوم النيئة والدواجن والمأكولات البحرية على الرفوف العلوية من الثلاجة حتى لا يتساقط عصيرها وسوائلها أو رشيحها على الأطعمة الأخرى.
3- إذا كان ذلك ممكنًا، استخدم ألواح التقطيع، واحدا لمنتجات اللحوم النيئة وآخر للمواد الغذائية الأخرى الجاهزة للأكل.
4- اغسل ألواح التقطيع والسكاكين وغيرها من الأواني بالماء الساخن والصابون، وخاصة إن تم استخدامها لتقطيع المواد الغذائية النيئة.
5- لا تضع الطعام المطبوخ على أطباق تم استخدامها لوضع اللحوم النيئة، الدواجن أو المأكولات البحرية.

هذه بعض الأساليب للمحافظة على صحة الغذاء، فإن طبقت بصورة صحيحة فإنها حتمًا ستحافظ على صحة الإنسان، وإن كنا نعلم أن المطبخ بيئة مناسبة جدًا لانتشار البكتيريا وبعض الكائنات الدقيقة.