الاثنين، 31 مارس 2014

كائنات فطرية - فأر المسك

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١ أبريل ٢٠١٤

يعرف فأر المسك عالميًا باسم (Mosk in Pogs)، واسمه العلمي (Ondatra zibethica)، وهو حيوان نصف مائيّ من فصيلة الفأريّات (Muridae)، ويتواجد في أميركا الشمالية التي تعدّ موطنه الأصلي، وفي بعض أجزاء أوروبا أيضًا، ويعيش هذا الفأر في المستنقعات وفي المياه الراكدة ويتغذى على أي نبات ينبت في الماء، ويأكل الحيوانات اللينة من حيوانات الماء.
يبلغ طوله، باستثناء ذيله، نحوا من 30 سنتيمترًا، وهو ذو وبر أو فرو كثيف، بنيّ اللون داكن، وعينين صغيرتين، وأذنين قصيرتين، وذيل طويل تكسوه الحراشف وهو مفلطح وهو بسبب ذلك يعمل في الماء كمجداف. وفأر المسك يُصطاد طلبًا لفرائه الثمين، وهو يتميّز برائحة المسك التي تفوح منه، ومردُّها إلى سائل كثيف تفرزه غدّتان صغيرتان واقعتان على مقربة من شّرْجه، ويستخرج المسك على هيئة حبيبات وتعرف باسم (mosk in grian)، ولون المسك داخل هذا الكيس أسود وهو غال جدًا يقوم تجار العطور بإضافة بعض المواد عليه وخلطه بها، وتستخدم هذه الألفاظ الأجنبية لأنها ألفاظ التجارة العالمية.
يفضل هذا الحيوان قضاء أغلب وقته في الماء فأقدامه الخلفية مزودة بأغشية جلدية تصل ما بين الأصابع لتمكنه من السباحة بمهارة ويعمل ذيله عمل الدفة لتحديد الاتجاه، بالإضافة إلى هذا فهو بناء ماهر يبني بيته على ضفاف المياه الجارية ويجعل مدخله تحت الماء، ويجعل للجحر نفقًا يقود إلى جحره فوق سطح الماء، وعندما يتجمد الماء في الشتاء يبني في الثلج جحرًا مغطى من الأعلى بالقصب على القبة مما يساعده على التنفس وأكل الطعام الذي يجده تحت الماء.

إلى الأم في يوم عيدها

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١ أبريل ٢٠١٤

زكريا خنجي

سنويًا، وفي تاريخ 21 مارس يحتفل كل الناس بيوم الأم، تتطاير الهدايا والكعكات من هنا وهناك، وكل أسرة تحتفل بهذا اليوم بطريقتها الخاصة، وهذا شيء جميل، يذكرنا بالأيدي الدافئة التي حضنتنا وهدهدتنا وغنت لنا بعض النغمات البسيطة التي تؤدي بنا إلى النوم والراحة الداخلية.
إلا إننا دائمًا ننسى الحضن الأكبر الذي يؤمن لنا الحياة، وهي البيئة والطبيعة حيث تكون في آخر قائمة اهتماماتنا، هذا الإهمال وهذا التجاهل يكون على كل المستويات تقريبًا، فالدول لا تهتم بآلاف الأطنان من الغازات الملوثة التي تنفث في الأجواء، ولا تفكر بالكميات غير المحدودة من المخلفات التي ترمى في البحر أو تدفن على اليابسة، وأما الأفراد فإنهم لا يجهدون أنفسهم عناء التفكير في المحافظة على البيئة، فالجميع يلوث إلا من رحم ربي.
من جهة نحن نهتم بالأم ومن جهة أخرى نمد أيدينا للقضاء على الأم، فكيف نرضى ذلك لأنفسنا وأمهاتنا ؟
إذن ماذا يمكننا أن نفعل ؟
لا تحتاج البيئة والطبيعة إلى هدايا واحتفالات، وإنما تحتاج إلى اليد الحنونة التي تمتد إليها وتمسح آلامها وتخفف من معاناتها، وتزيل عنها تلك الأكوام المتراكمة من الملوثات والمخلفات، سواء كانت غازات أو مخلفات صلبة أو سائلة، لا نريد أن ترمى في البحر أو تترك على اليابسة، وإنما تريد بعض العقول التي يمكنها أن تستفيد من تلك المخلفات وتعيد صناعتها مرة أخرى وبالتالي تكون ضربت عصفورين بحجر واحد، قللت من كمية المخلفات في الطبيعة وفي نفس الوقت استفادة من ذلك الركام وإعادة صناعته.
البيئة لا تحتاج منا إلى الكثير، وإنما تحتاج إلى رأفة وحب، فكما تحب أمك وتظهره لها، قدم حبك للبيئة وكذلك أظهره لها، وقد يقول قائل: لماذا يجب علي المحافظة وحب البيئة؟ ونحن نقول احفظ النقاط التسعة التالية حتى تستوعب الإجابة على السؤال:
1ـ نحن نعيش في هذه البيئة، فصحتها من صحتنا.
2ـ نحن نأكل من البيئة، فالغذاء السليم يعني صحة سليمة.
3ـ نحن نشرب الماء من البيئة، فالماء الخالي من الملوثات لن يسبب لنا أي أمراض.
4ـ نحن نتنفس من هواء البيئة التي نعيش فيها، فالهواء الملوث حتمًا يؤدي إلى إصابتنا بأمراض.
5ـ تخيل لو قطعنا كل أشجار العالم، فهل يمكننا أن نعيش في مثل هذه البيئة؟
6ـ تخيل لو قضينا على كل حيوانات الأرض، فكيف يمكننا أن نعيش من غيرها؟
7ـ تخيل لو أننا رمينا بمخلفاتنا – دائمًا – في الشوارع والطرقات، ماذا يمكن أن يحدث في الأرض؟
8ـ تخيل لو أننا استهلكنا كل الموارد الطبيعية، فكيف يمكننا أن نعيش ويعيش أولادنا من بعدنا؟
9ـ تخيل لو أصبحت الأرض جرداء من كل شيء، فكيف يمكنك أن تعيش؟
تذكر – أيها الإنسان – أنك جزء من هذه الأرض وهذه البيئة، خلقنا الله لنكون جزءا وليس كل البيئة، لذلك يجب أن نحترم هذا المكان الذي نعيش فيه.

الأحد، 30 مارس 2014

مسؤولنا من النوع الفوضوي.. فكيف نتعامل معه؟

 

تم النشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ :٣٠ مارس ٢٠١٤

بقلم: د. زكريا خنجي

ويطلق على هذا النوع من الإدارة الإدارة السائبة أو الفوضوية.
ولم أعتقد - في أي يوم من الأيام - أني سأتواجه مع هذا النوع من المسؤولين، حتى وجدته ذات يوم أمامي في أروقة المؤسسة التي يعمل فيها، طوال النهار وهو يتنقل من غرفة إلى غرفة، ومن موظف إلى آخر، يضحك مع هذا ويبتسم إلى ذاك ويمزح مع الثالث ويشرب الشاي مع الرابع، وفي نهاية اليوم يعود إلى منزله وهو يشعر أنه أنجز كل شيء.
ويستمر العمل بهذه الطريقة طوال اليوم والأسبوع والسنة، فلا برنامج موضوع ولا خطة ولا هدف، لدرجة أن الموظفين يقال إنهم يعملون كفريق واحد، ولكن لا أحد يعلم ما توصيفه أو وصفه الوظيفي، الكل يعمل لأجل الراتب فقط.
يقول الدكتور هلال العسكر في مقال نشر في جريدة الرياض يوم الجمعة الموافق 24 أغسطس 2007 – العدد: 14305 إن «المدير الفوضوي، لا يعتمد على نفسه، بل يعتمد أو يفوض أو يرمي بالأمور والمهام- من دون تخطيط - على غيره، تجده مختلطًا لا يعرف له وضوح ولا هدف أو غاية، لا يعرف طبيعة المهمة المنوطة به، أو الواجب الملقى على عاتقه، عنده غبش واختلاط في الرؤيا، عنده تستوي الأمور؛ ليس عنده مهم وأهم ولا يعرف شيئًا اسمه ضروري وغير ضروري، ولا جد ولا هزل، غالبًا ما تجد الأمر المهم عنده تافهًا، وأيضًا قد يجعل التافه مهمًا، ولا يكون عنده ذلك التفريق، كثير من الأمور المختلفة يجعلها عنده متساوية، فليس عنده بالتالي ترتيب للأولويات، أموره مبعثرة وغير منتظمة ولا مرتبة، حاله وشأنه التردد والحيرة، فمرة هنا ومرة هناك، ومرة يبحث عن أمر عنده أو عن شيء قد امتلكه واقتناه، ولكنه لم يضعه في موضعه الصحيح، لديه ضعف في البصيرة وعدم وضوح في تدبر العواقب ومعرفة الغايات والأهداف».
ويواصل ويقول «المدير الفوضوي هو الذي يدع الأمر من دون أن يستعد له أو يفكر فيه ويخطط له، أي أنه علاوة على السرعة، لا يحسن الاستمساك بالأمور على وجهها الصحيح، بمعنى آخر «مرجوج» أو «مهفوف» وهذا من الرجة أو الهفة، وهي كلمات لها صلة أو قرب من معنى الفوضى، فالرجة أصلها من الرج وهو أصل يدل على الاضطراب، ويقال للضعفاء من الرجال الرجاج - أي الذي دائمًا يضطرب ويتردد- الفوضوي ضعيف في عقله لا يستطيع التمييز والاختيار، ضعيف في إرادته لا يستطيع العزم، ضعيف في صبره لا يستطيع الثبات والمواصلة، وكل من كان عنده هذا الاضطراب وعدم الثبات في هذه النواحي وغيرها فهو في نظرنا فوضوي، وهكذا نجد أن هذه المعاني من اتكالية وعشوائية ورجة وهفهفة وغبش، أو عدم وضوح الرؤية، وعدم تحديد الأولويات، وعدم وضوح الغايات، وغير ذلك كله سمة من سمات المدير الفوضوي». أ. هـ.
ومن علامات الفوضوية التسويف، فترى الفوضوي يراكم الواجبات إلى وقت ضيق لا يتسع لها، فيجعل من الفوضوي في عشوائية يضرب في كل واد بسهم، فلا اتقان في العمل ولا إحسان في التصرف، وعند ذلك يحصل التفريط في كل شيء. وفي هذه النوعية من الإدارات، فإن الأعمال على الرغم من ضخامتها غير موجهة، فهي ناشئة عن تفكير آني وعن ردود أفعال سريعة يبدأ في هذا العمل ولا يتمه، ويشرع في هذا الأمر ثم لا يستمر فيه، فهو لا يدري لماذا يسير؟ ولا يدري كيف يسير؟ وإلى أين يسير؟
من صفات الإدارة والمسؤول الفوضوي ما يلي:
1- عدم وجود مهام لكل موظف: فإن قيل لك في يومك الأول في العمل «أننا هنا نعمل بأسلوب الفريق الواحد وكل منا يساعد زميله في مهامه.. الخ» ثم لم تعط أي مهام وظيفية واضحة، ولم تجد أي ملامح واضحة لعمل الفريق الواحد، ولم تعرف كيف يعمل هذا الفريق، فاعلم أنك قد وقعت بين يدي الإدارة الفوضوية. فالعمل بأسلوب الفريق الواحد جيد ومطلوب، ولكن أن تضيع المسئوليات فإن ذلك غير مقبول.
2- الاعتماد على التوجيهات الشفوية أكثر من المكتوبة: إن ما يميز التوجيهات الشفوية أنها توجيهات يصعب حفظها بالنص كما نطقها مطلق التوجيه، كما أنها سريعة النسيان من قبل المتلقي. وأخيرًا، فإن التوجيهات الشفوية يمكن تفسيرها بأكثر من تفسير، لذلك يعتبر هذا الأسلوب ركنا مهما في الإدارة الفوضوية، حيث يمكن للمسؤول أن ينكر أنه أصدر هذا التوجيه أو أنك لم تحفظ ما قاله لك تمامًا أو يقول لك لم أقصد كذا بل قصدت كذا.
3- عدم التوقيع على الخطابات أو الشرح على المعاملات قدر الإمكان: إداريًا يعتبر التوقيع أكبر دليل الإدانة، لذلك يعمد المسؤول الفوضوي إلى تجنب هذا الأمر قدر الإمكان، فتجده عندما تعرض له مشكلة يحاول أن يؤخر اتخاذ أي إجراء لأطول فترة ممكنة، وذلك على أمل أن تحل الأزمة من تلقاء نفسها، أو أن تضيع في زحمة المعاملات. وإن كان مضطرًا للتوقيع أو الشرح فلابد من أن يجر معه أكبر قدر من الموظفين من خلال ما يعرف بالتأشيرات الجانبية، وذلك حتى يستطيع أن يتملص من المسئولية بادعاء أنها غلطة الآخرين.
4- عدم إقرار معايير تقييم الموظفين: إن تقييم الموظف يعتبر وسيلة لحصوله على الترقيات والعلاوات والمكافآت، لذلك يتم استغلال هذا التقييم في نشر الفوضى من خلال عدم وجود معايير منشورة وواضحة، بحيث يقع الموظف تحت رحمة المدير الفوضوي الذي يعاقب من يحاول ترتيب كل فوضى يحدثها بحصوله على أدنى درجات التقييم.
فالفوضى مشكلة كبرى ولها آثار سلبية كثيرة على سير العمل وعلى المسؤول نفسه وعلى الآخرين من زملاء ومراجعين، منها: إضاعة وتبديد الاوقات، انعدام أو قلة الانجازات، الاحباط والفشل، العجز والكسل، فقدان المواهب والملكات، ضياع الأهداف والغايات، ضعف الثقة وسوء السمعة، بالإضافة إلى الإرباك في العمل وقلق الموظفين على أنفسهم ومستقبلهم، والازعاج، الاضطراب، وما إلى ذلك.
إن كنت تستحسن العمل مع هذه النوعية من المسؤولين فهذا شأنك، ولكن ليكن معلومًا أنك لن تجني أي مستقبل مع هذا المسؤول، وإنما الشيء الوحيد الذي ستتحصل عليه هو الضحك والمزاح ومضيعة الوقت وفقد الهوية والجدية، لذلك احــذر وتعرف كيف تتعامل مع هذا النوع من المسؤولين؟
1- التعامل مع هذا النوع من المسؤولين لا يكون إلا من خلال ورق، الأوامر الإدارية والتوجيهات وكل شيء، حتى لا تدخل معه في ظل الفوضى الذي يعيش فيها.
2- عندما يطلبك إلى مكتبه أحرص أن تأخذ معك دفترا لكتابة الملاحظات أو الأوامر أو التوجيهات، وبعدما يمليها عليك، أحرص أن تعيدها عليه مرة ثانية لتتأكد أنك فهمت المطلوب.
3- في الاجتماعات، هذا إن كان هذا النوع من المسؤولين يدعو إلى اجتماع، نجد أن الاجتماع يسوده النقاش الجانبي والخارجي المطول، وقد ينفض الاجتماع من دون اتخاذ أي نوع من القرارات، لذلك دائمًا من المستحسن أن يكون هناك من يكتب محضر الاجتماع، حتى نعرف القرارات التي تم اتخاذها.
4- لا تضع وقتك مع هذا المسؤول كثيرًا إن كان الوقت يهمك أنت، فهذا النوع من المسؤولين لا يعرف قيمة الوقت.
5- حاول ترتيب كل أوراقك ومكتبك وحتى أولوياتك وأفكارك، ولا تدع الفوضى تتسرب إلى حياتك من خلال تواجد هذا المسؤول في حياتك.
6- لا تدخل في صراعات مع هذا الشخص، فهو إنسان لا يقدر ولا يعرف قيمة البشر، ولكن لا تدعه يسرق حياتك وأوقاتك وجهودك، ولا تتصادق معه خارج حدود العمل، ففي العمل أنت ملزم به، ولكن إن صاحبته خارج العمل فأنت هو الأحمق.
وبصورة عامة، ابتعد قدر الإمكان عن هذا النوع من المسؤولين، وإن أمكنك أن تنتقل إلى إدارة أخرى فهذا أفضل، وإلا فلا تنجرف معه، فهو قد يضيعك.

السبت، 29 مارس 2014

أبجديات العمل البيئي (2)

 

نشر في جريدة أخبار الخليج 17 مايو 1994

حسنٌ، فالنظام البيئي – كما قلنا في الأسبوع الماضي – الذي اختل بسبب أو بآخر يعود إلى الاستقرار مرة أخرى بعد سنوات غير محددة، هذا إن اختفى المسبب أو أمكن التحكم فيه، ويحدث العكس تماما إن لم يتم السيطرة على المسبب، وهذا ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى إحداث المشاكل البيئية التي لم تتمكن الطبيعة من ردمها حتى الآن مثل مشكلة طبقة الأوزون أو البيوت الزجاجية أو انتشار الأمراض السرطانية أو الربو والكثير من المشاكل الصحية الأخرى.

وحتى يساهم الإنسان – المسبب الرئيسي في إحداث التغييرات البيئية – مع الطبيعة في ردم الفجوات الضارة فانه من المهم أن يعرف الطرق الصحيحة في المحافظة على البيئة. وهذه النقطة التي توقفنا عندها الأسبوع الماضي.

كيف نحافظ على البيئة ؟

حتى يحافظ الإنسان على البيئة فمن المهم أن يتبع الأبجديات الصحيحة في ذلك، فالعمل في مجال البيئة له قواعد تجب مراعاتها وخطوات من المهم اتخاذها عند التعامل مع الأنظمة البيئية، حتى لا يحدث هذا العمل آثارًا سلبية ضارة تحول دون العودة إلى حالة الاستقرار.

1- التوعية:

وهذه من أهم الأمور التي يجب أن تهم المشتغلين في حقل البيئة، فتوعية الجماهير وتعريفهم بأهمية البيئة التي يعيشون فيها وإقناعهم بأن الإنسان ما هو إلا جزء لا يمكن فصله عن هذه الأنظمة البيئية، يمكن أن يصون جزءًا كبيرًا من البيئة، وتحول هذه الكتل الجماهيرية التي ربما كانت سببًا مباشرًا في الإخلال بالأنظمة البيئية الى كتل جماهيرية نشطة هدفها الأول والأخير المحافظة على البيئة التي تعيش فيها ولتؤمن حياة أفضل للجيل القادم في المستقبل، وبذلك نستطيع أن نكون القاعدة الأساسية أو ما يعرف بتكوين الاتجاه الأفقي للجماهير الفعالة.

2- استخدام المناهج الدراسية والأنشطة اللا صفية :

إن الوعي الجماهيري من الأمور التي لا يمكن الاستغناء عنه، إلا أن هذه النوعية من التثقيف والتي يتم نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة تنحى دائما منحى المعـلومة العامة والكلمة السهلة، لذلك فإنه من المفروض أن يتم التركيز على فئة من الجماهير الشابة التي تستطيع أن تحمل مفهوم البيئة بأبعاده الأكاديمية العميقة. فإدخال التربية البيئية في المناهج التعليمية في مختلف المراحل الدراسية بالإضافة إلى التركيز على الأنشطة البيئية خارج الفصل الدراسي، يكون لنا فئة من الجماهير الشابة تحمل معظم القيم والمهارات والاتجاهات البيئية، وبذلك نكون قد استطعنا أن نربي وننشئ الاتجاه الرأسي في مفهوم الوعي البيئي.

3- إصدار القوانين والتشريعات:

في أثناء تكوين الاتجاهين الأفقي والرأسي من الجماهير، فإنه يجب أن يوازي ذلك إصدار التشريعات والقوانين الصارمة اللازمة للمحافظة على الأنظمة البيئية المحيطة وإلزام الجهات المعنية بها سواء من المواطنين أو من أصحاب الأعمال أو من الدول، ومعاقبة المخالفين مهما كانت نوعية المخالفة وحجمها، فالمخالفات الصغيرة من عدة أشخاص أو من عدة دول تتجمع لتصبح ظاهرة وأزمة بيئية يصعب حلها بعد ذلك.

4- إجراء الدراسات والبحوث:

حتى يمكن توعية الجماهير بطريقة مستمرة أو الاستفادة من المناهج بصورة سليمة وصحيحة أو إصدار القوانين المناسبة فإنه لا يمكن إهمال جانب يعد من اخطر أبجديات العمل البيئي ألا وهو إجراء الدراسات والبحوث الميدانية المستمرة والاستفادة من نتائجها، فوضع الحجر الأساس للمدن الحديثة – مثلاً – أو إقامة المشاريع التنموية يجب أن يخضع قبل كل شيء لدراسات ميدانية وافية قبل البدء في المشروع، كما وانه ليس من الحكمة التصريح بإقامة مصنع ما في منطقة ما من غير دراسة علمية لهذه المنطقة ومدى حساسيتها البيئية، فكيف يتم – مثلاً – التخلص من الأطنان الهائلة من النفايات الصناعية الصلبة والسائلة والغازية ؟ والأمور تقاس كذلك عند الرغبة في الاستفادة من المناهج الدراسية أو الإعلام أو بقية أبجديات العمل في حقل البيئة.

5- التعاون والتفاعل:

نحن في البحرين وفي معظم الدول العربية – بشكل أو بآخر – تتوافر لدينا معظم أبجديات العمل البيئي، فالتوعية موجودة بقدر الإمكان، والمناهج تسعى جاهدة لإدخال التربية البيئية من ضمن أولويات العمل التربوي، والقوانين لا يمكن إنكار وجودها، والدراسات الميدانية سائرة، وكل هذه الجهود ينقصها شيء واحد حتى تتضافر وتصبح ذات مفعول يرى تأثيرها على ارض الواقع. فمثلاً: كم دراسة أجريت على المناهج الدراسية وما نوعيتها لضمان صحة إدخال التربية البيئية في الحقل التربوي ؟ وهل أجريت دراسات واضحة المعالم على الأنشطة اللا صفية حتى يمكن الاستفادة منها في حقل البيئة ؟ وما الجهات التي تعاونت مع بعضها البعض لإصدار مناهج علمية تربوية ذات علاقة بالتربية البيئية ؟ هذا من جانب تفاعل الأبجديات البيئية مع بعضها البعض.

ومن جانب آخر هل حاولت الجهات الرسمية ذات العلاقة بالبيئة أن تحتضن العقول المفكرة والواعدة من شتى الجهات لتعمل منهم ومعهم عملاً بيئيًا مشتركًا يخدم المصلحة العامة ؟ هل حاولت هذه الجهات أن تتعاون مع جميع الأطراف والشخصيات ذات العلاقة بالبيئة في عمل توعوي – مثلاً – مشترك ؟ فالباحث يعمل في حقله من غير اتصال ببقية الأطراف، والقوانين تصدر من غير أن يطلع عليها أشخاص ذو علاقة، والمناهج تتغير من غير دراسات عملية، وبرامج توعوية قديمة ومستهلكة تبث من غير رقابة علمية وقس على ذلك ما تشاء.

كلمة أخيرة

وفي الختام نستطيع أن نقول أن المحافظة على البيئة واجب إنساني لا يرتبط بإقليم أو وطن أو جهة رسمية معينة، فكل البشر الموجودين تحت هذا الغطاء وفوق هذه الكرة معرضون للخطر في حال اختلال التوازن البيئي المحيط ، لذلك فيجب أن تتضافر الجهود و أن يعي الناس بالمخاطر المحدقة بهم، ومن حقهم على الجهات المسئولة أن يشاركوا في وضع الخطط والمناهج للتخفيف من هذه الأخطار، وإلا فإننا سائرون جميعا نحو الهلاك.

أبجديات العمل البيئي (1)

 

نشر في جريدة أخبار الخليج في 10 مايو 1994

يخطئ من يظن أن العمل في مجال البيئة لا يقوم على أسس ثابتة وواضحة المعالم، ويخطئ مرة أخرى حين يعتقد أن العمل في هذا الحقل من العلم والمعرفة ليس له هدف واضح، فالعاملون يتخبطون تارة في المحافظة على الحيتان وتارة أخرى في المحافظة على الغابات ومرة ثالثة يقفون حائرين عند بعض المشاكل مثل ثقوب طبقة الأوزون وقضية البيوت الزجاجية، ولكن من المعلوم أن العاملين في هذا الحقل يعتقدون أن جميع المشاكل البيئية – بغض النظر عن ماهيتها ومصادرها – تندرج تحت مظلة واحدة وهدف ثابت لا يتغير وهو (المحافظة على توازن النظم البيئية أو – بمعنى أخر – التوازن البيئي).

التوازن البيئي

يعرف التوازن البيئي بشكل عام على أنها (القدرة على الاحتفاظ بمكونات نظام بيئي معين بأعداد وكميات متناسبة، فإذا نقصت فإنها تتجدد وإذا زادت استهلكت بكميات كبيرة حتى تعود الى وضعها الطبيعي).

فلو افترضنا انه قضي على جميع أعداء الضفادع الطبيعية، ثم توافرت كافة الاحتياجات الغذائية والفيزيائية لتكاثر هذا الحيوان، فما الذي يمكن أن يحدث ؟ من الناحية النظرية فانه وفي خلال 5 أجيال يبلغ عددها حوالي 2 بليون من الأفراد، أما من الناحية العملية فإن هذا لا يمكن أن يتحقق، وذلك لأسباب كثيرة من أهمها أن القضاء على جميع الأعداء الطبيعية لحيوان ما عملية مستحيلة، ولو افترض أن حدث ذلك في فترة من الفترات فان الساحة تكون مهيأة ليتحول الأصدقاء والمحايدون إلى أعداء يستطيبون لحم هذا الكائن الذي بدأ يتوافر بشكل كبير في المنطقة، بالإضافة إلى أن الأعداء الأصليين قد يعودون للظهور مرة أخرى، وفي هذه المرة سيتكاثرون بسرعة كبيرة لتعويض النقص في النسل.

ومن المعلوم أيضا أن الظروف الملائمة لا يمكن أن تتجمع لكائن حي، وإن تجمعت فإنها لا يمكن أن تدوم، حيث أن القوانين والقواعد البيئية تضع حدودًا ونسبًا معينة لتواجد المواد الحية وغير الحية، فلا يمكن أن يتكاثر كائن ويزيد نسله على حساب كائنات أخرى، ولا يمكن أن تطغى مادة غير حية في هذا الكون، وإن حدث ذلك بسبب أو بأخر فان ذلك سيؤدى حتمًا إلى اختلال كبير وعدم توازن رهيب، فمشكلة طبقة الأوزون لم تنشأ إلا بتزايد نسبة غاز الكلور الفلور الكربونية في الطبيعة، وكذلك فان تزايد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون عن معدلها الطبيعي احدث خللاً رهيبًا في الكرة الأرضية فأصبحت رهينة لما يعرف الآن بالبيوت الزجاجية. وهذا التناسق في فرض القوانين وبسط نفوذ القواعد في نظام بيئي ما أصبحت تعرف باسم (التوازن البيئي أو توازن النظم البيئية).

كيف نحافظ على توازن النظم البيئية ؟

ليست هناك قواعد ثابتة تجب مراعاتها لدرء الاختلال البيئي ولا توجد خطوات ثابتة ومرتبة في التعامل مع الأنظمة البيئية، فلكل نظام أساليب ولكل أسلوب خطوات رتبها المراقبون حسب إمكانيات التطبيق، على أن يكون معلوما أن تعبير المحافظة على التوازن الأنظمة البيئية لا تعني بالضرورة الإبقاء على هذه الأنظمة جامدة متحجرة، بقدر ما تعني المحافظة على استمرار العلاقات والروابط بين مكونات النظام ضمن مجال من التبدلات على أن لا تسبب طغيان عنصر أو كائن على آخر ولا تترك آثارا سلبية حادة ولا تحول دون سرعة عودة التوازن الى هذا النظام، وبمعنى اكثر بساطة إن هذا التعبير يعني المحافظة على البيئة التي نعيش فيها مع أخذ الاعتبارات التنموية والتطورية وكذلك الطبيعية التي من الممكن أن تجرى بشكل دائم.

يتبع…

مارس 2014Foto15

الأحد، 23 مارس 2014

كيف نتعامل مع المسؤول الدبلوماسي؟

 

  تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٣ مارس ٢٠١٤

بقلم: د. زكريا خنجي

تعرف الدبلوماسية أنها فن التعامل مع من لا يمكن التعامل معه، ويقال إن المدير الدبلوماسي هو الذي يطلب منك الذهاب إلى الجحيم بطريقة تجعلك تستعجل تلك الرحلة، وأنت تبتسم.
الدبلوماسية (diplomacy/diplomatic) كلمة مشتقة عن اليونانية (دبلوما diploma) وفعلها دبلون (diplon) ومعناها الوثيقة التي تطوى على نفسها، والتي كانت تصدر عن الشخص ذي السلطان في البلاد وتخول حاملها امتيازات خاصة. وقد دخلت هذه الكلمة المعجم الدولي منذ أواسط القرن السابع عشر حين حلت محل كلمة المفاوضة (negotiation) وتطور مدلول الدبلوماسية مع الزمن وأصبح يشير إلى معانٍ شتى يمكن أن يتضمنها التعريف العام (الدبلوماسية: هي فن وعلم إدارة العلاقات الدولية). ويستعمله الرومان بمعنى المبعوث أو السفير أو بمعنى الرجل المنافق ذي الوجهين.
ومن الناحية التقليدية يُشار إلى فن التفاوض على أنه الممارسة الرسمية التي تتبعها معظم الأمم في إرسال ممثلين يعيشون في بلدان أخرى، وهؤلاء الممثلون المفاوضون يُعرفون بالدبلوماسيين ويساعدون على استمرارية العلاقات اليومية بين بلادهم والبلاد التي يخدمون فيها، وهم يعملون من أجل مكاسب سياسية أو اقتصادية لبلادهم ولتحسين التعامل الدولي.
والإدارة الدبلوماسية تعتمد على ممارسة أسلوب يتسم باللباقة وحسن الخلق، حيث يبذل المدير جهده في إظهار علاقات حسنة مع الموظفين والظهور بمظهر جذاب واغتنام كل فرصة للتفاخر بحسن علاقاته مع الجميع، على الرغم من عدم إشراكهم في وضع سياسة العمل وتحديدها. ويسعى المدير الدبلوماسي جاهدًا إلى استمالة من يخالفونه الرأي وخصوصًا ذوي النفوذ من المديرين والمسؤولين كسبًا لموافقتهم، ويستخدم في ذلك وسائل الإغراء والوعود البراقة وليس إلقاء الأوامر. ومن سلوك الإدارة الدبلوماسية أن المدير يقوم بتأجيل المناقشة أو إحالة الموضوع إلى لجنة لدراسته وتقديم التوصية بشأنه في حالة شعوره بوجود معارضة من قبل الموظفين للآراء المعتمدة من إدارته.
كما يتميز هذا النمط من المسؤولين بالسعي للظهور على مسرح الأحداث في جميع المواقف التي يتبين نجاح المؤسسة فيها بحيث يسند جميع أشكال النجاح فيها إليه، في حين يتوارى ويحتجب عن الظهور في حالة وقوع خلل أو فشل في العمل وعادة ينسب ذلك الفشل إلى الموظفين، بل إنه لا يكاد يجد غضاضة في وضع العراقيل والصعوبات أمام البرامج والأنشطة التي لا تحظى بموافقته، ليبرهن على صحة آرائه وتنبؤاته وواقعية تحفظاته وخبراته.
وبصورة عامة تعد الدبلوماسية أسلوب من أساليب استعمال الذكاء والكياسة في الإدارة، والتي من أساليبها إدارة الحوار والاقناع بأسلوب سلس، يستطيع المسؤول الدبلوماسي من حل الخلافات بينه وبين غيره واخراج نفسه من الأزمات بسهولة، كما أنه يستطيع اقناع الآخرين ومعرفه خفاياهم، وهو محبوب عادة ويتقبله الآخرون لاحترامه لمشاعرهم.
يتميز المسؤول الدبلوماسي بالصفات التالية:
أ‌- القدرة على بث رسالات غير لفظية للآخرين بشكل لاشعوري، وذلك عن طريق جعل الشخص الآخر يفهم ما يريد قوله من دون الحاجة الى الكلام.
ب‌- يلعب مظهره وتصرفاته دورًا أساسيًا في التأثير على الآخرين وإعطائهم الانطباع الذي يريد أن يأخذوه عنه.
ت‌- ذو شخصية مقنعة، فهو قادر على تبسيط الأمور المعقدة بحيث يستطيع أي شخص أن يفهم ما يريد، ولكي يتحقق له ذلك فعليه أن يثقف نفسه ويكون نشيطًا، وواثقًا من نفسه وقدراته.
ث‌- لديه مهارة التواصل الفعالة مع الآخرين، وخاصة الاتصال معهم عاطفيًا وفكريًا، ويمكن أن يطور مهاراته التواصلية والاجتماعية حتى يزيد من شعبيته وجاذبيته، وذلك بالتدرب على التعبير عن نفسه وأفكاره بوضوح من دون إيذاء لمشاعر الآخرين مع الحفاظ على إظهار الاحترام والتعاطف مع الآخرين، وسرعة البديهة واللباقة في الكلام والتصرفات.
ج‌- لديه مهارة الإصغاء بصورة جيدة، وذلك ليس من أجل الاستماع للآخرين، وإنما من أجل التأثير عليهم واستمالتهم.
ح‌- لديه القدرة على استعمال المساحة والوقت بشكل جيد في تحديد مدى قربه من الآخرين وبعده عنهم واحترام خصوصياتهم، وهذا الأمر يعتبر أساسيًا في بناء العلاقات مع الآخرين أو هدمهما، فلربما يقضي الجزء الأكبر من وقت العمل في التقرب إلى أحد الأفراد، وذلك على حساب الإنجاز والعمل.
خ‌- ذو قدرة على التأقلم مع الآخرين عن طريق فهم شخصياتهم وطريقة تفكيرهم، فهذه الخاصية تزيد من كفاءته في الاتصال والتعامل وبالتالي انسجامهم معه.
هذا المسؤول بكل ايجابياته وسلبياته يمكن التعامل معه بعدة أساليب وطرق، ولكن تأكد دائمًا أن هذا المسؤول يستخدم شعرة معاوية بصورة دقيقة ودائمة، فهو لا يحب أن يخسر أحدا أبدا مهما حدث، فهو حريص على إقامة العلاقات الحسنة مع الجميع.
ومن المعروف - أيضًا - أن الدبلوماسية هي اللعب والتحدث في المنطقة الرمادية الواقعة ما بين المنطقة البيضاء الناصعة الصريحة الجريئة، والمنطقة السوداء الغامقة التي تخفي العيوب، والشخص الذي يلعب في هذه المنطقة يحاول دائمًا أن يكسب، فهو لا يحب الخسارة، مهما كان حجمها وكنهها، لذلك يصعب التكهن بما يدور في عقل هذا المسئول أو قلبه، لذلك نعتقد أن الشخص أو الموظف الذي يتعامل مع هذا النوع من المسؤولين عليه أن يتعلم فنون التعامل معه، فهو صعب المراس من ناحية ومعسول اللسان من ناحية أخرى، ولكن في النهاية تشعر أنك خرجت من عنده خالي الوفاض، «فلا طلت بلح الشام ولا عنب اليمن»، لذلك التعامل مع هذه النوعية من المسؤولين يمكن أن يتم بالطرق التالية:
1- عندما تتحدث معه اجلس جيدًا، وابعد يديك عن وجهك، كن واثقًا مما تقول وتكلم بوضوح وهدوء، ولتكن لهجتك متفائلة، كن مقتنعًا ومتحمسًا لما تقول حتى تؤثر فيه وفيمن حوله، كن واثقًا من نفسك وأشعره بذلك. أما عند الوقوف، قف بشكل مستقيم ومريح ولا تهز قدميك أو تقضم أظافرك أو تلعب بقلم في يدك، حتى لا يشعر هذا الشخص الدبلوماسي أنك متوتر أو خائف. وعندما يتحدث إليك اجعله يشعر أنك مهتم بما يقول وأنك مستمتع بالتحدث إليه وابتسم في وجهه بين الحين والآخر، وأشعره بأنك مستمع لما يحدثك به، وحافظ على لغة العيون ونطاق التعبير بينكما.
2- تحدث معه وحاوره واعرض موضوعك بكل وضوح وشفافية، مع دعم موضوعك بالأدلة والوثائق التي تؤكد فكرك، فهذا المسئول يعرف فن التحدث والحوار، فلا تتلاعب معه، أو تحاول إخفاء الحقائق.
3- هذا الشخص يعرف كيف يدير الأمور، ليس ذلك فحسب، وإنما يعرف كيف يديرها بشكل جيد، فهو ينتقي الكلام المناسب، ويعامل الناس بحسن الخلق، لذلك من المهم أن يشعر أنه إنسان محترم ويُحترم أثناء الحوار والاجتماعات والنقاشات.
4- ليكن الحوار القائم بينكما يتسم بالهدوء والعقلانية، حتى إن كان يبيعك الهواء، ولكن بذكائك يمكنك أن تسير به إلى الأمور التي ترغب في الوصول إليها، فهو يعتقد أنه أذكى الأذكياء، لذلك يمكنك استغلال هذه النقطة، وخاصة أمام الآخرين حين تشعره أنه صاحب القرار وبيده مقاليد الأمور.
5- ركز في الحديث معه على موضوع مد جسور التعاون والحب وكسب الآخرين وما إلى ذلك، فهذا الكلام يريح عقله.
عمومًا، ليس من الصعب التعامل مع هذا المسؤول، فبقليل من الذكاء يمكن كسبه، ولكن لا تعتقد أنه يمكنك أن تصاحبه أو ترافقه، فهو يشعر في داخله أنه طاووس، لذلك بكل بساطة يمكن استغلال هذه النقطة لصالحك، ولكن لا تعطيه أكثر من حجمه، ولا تشعر أنك أذكى منه وأكثر خبث، فلكل إنسان مفاتيح للتعامل معه.

الأربعاء، 19 مارس 2014

كائنات فطرية - البغل

 

  تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٨ مارس ٢٠١٤

البغل أو البغال حيوان أليف هجين ينتج عن تزاوج الفرس (أنثى الخيل) مع ذكر الحمار. تم استيلاد حيوانات مهجنة أخرى تشبه البغل في العصور القديمة عن طريق تزاوج الحصان والأخدر. وكانت البغال في الماضي من حيوانات العمل المفضلة في جميع أنحاء العالم، حيث ورثت صبر الحمار وقوة الفرس، وقد قام بعض المهتمين بتربية أنواع معينة من الحمير الضخمة لاستيلاد بغال كبيرة الحجم.
ويشبه البغل أبويه إلى حد ما، فله أذنان طويلتان وعُرف قصير وأقدام صغيرة وذيل به خصلة شعر طويلة في نهايته كما في الحمار. ويرث عن أمه جسدًا ضخمًا متناسقًا وعضلات قوية، بالإضافة إلى قابلية التعوُّد على طقم قيادة الفرس (اللجام والسيور). ويأخذ البغل عن أبيه صوت النهيق، وقوة القوائم والتحمل، كما يدخر البغل قواه عندما يجبر على العمل الشاق فترات طويلة، ولقد ثبت أن البغل أكثر دأبًا على العمل الزائد من الحصان.
يمتاز البغل بأنه من الحيوانات المعمرة وبالجرأة والإقدام، ويقاوم الأمراض جيدًا. والبغال حيوانات عقيمة في معظم الأحوال، إلا في بعض الحالات النادرة جدًا.
ويطلق على البغال العديد من الأسماء مثل: أبو الاثقال وابو الحرون وأبو قُضاعة والكودن وأبو قموص، وجمع البغل، بغال وأبغال، وتسمى انثاه البغلة والسفواء. أما صوته فيسمى السحال والسّحيل والشّحاح والشّحيج، ويطلق على بيته الإسطبل.

المضافات الغذائية الرايبوفلافين (E 101)

 

  تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٨ مارس ٢٠١٤

يعرف الرايبوفلافين (Riboflavin) بفيتامين ب 2 (B2) وهو فيتامين قابل للذوبان في الماء ومن مجموعة فيتامينات ب (B).
والرايبوفلافين يعمل مع فيتامينات (ب) الأخرى، حيث يعد من الفيتامينات المهمة لنمو الجسم وإنتاج خلايا الدم الحمراء، ويساعد على إطلاق الطاقة من الكربوهيدرات، وهو مهم لإنتاج الطاقة ووظائف الإنزيمات وتكوين الأحماض الأمينية والدهنية وإنتاج الجلوتاثيون وهو كاسح للشوارد الحرة.
يتواجد فيتامين (ب2) في المشتقات الحيوانية مثل لحوم الحيوانات والطيور والأسماك والألبان والبيض والجبن، كما يوجد في المشتقات النباتية من الخضراوات والفواكه مثل المكسرات والبقوليات وكذلك الخضراوات ذات الأوراق الخضراء. وتضيع نسبة كبيرة منه عند طحن الحبوب ولا يتأثر هذا الفيتامين كثيرًا بالحرارة والتسخين والغلي ولكن الضوء يتلفه بسرعة لذلك نصت القوانين في بعض الدول على تعبئة اللبن في زجاجات قاتمة حفظًا لهذا الفيتامين، لذلك يجب الحذر من تخزين الغذاء في أواني زجاجية معرضة للشمس وذلك لكون فيتامين (ب 2) يفكك بسبب التعرض للضوء. ولقد وجد أن بعض الأنواع من البكتيريا الموجودة في الأمعاء تقوم بتصنيعه بصورة طبيعية.
وإن كان نقص الفيتامين غير منتشر في دول العالم وذلك بسبب إضافته بكميات كبيرة إلى المواد الغذائية، إلا أن نقصه يضعف أنشطة بعض الإنزيمات، وتظهر أعراض النقص الشديد تظهر على شكل التهاب الحنجرة، التهاب الفم والأغشية المخاطية والقرح الجلدية في الشفاه، فقر الدم، والاضطرابات الجلدية، احتقان الصلبة (في العين) وحساسية الضوء مع ضعف النشاط البصري، كما أن نقص الرايبوفلافين يكون مصحوبًا عادةً بالبلاجرا.
إلا أنه يجب الحذر من سوء استهلاك الفيتامين في الحالات التالية: الحساسية والحمل وأثناء الرضاعة الطبيعية.
وكمضاف أو مكمل غذائي فإنه الاستهلاك اليومي (A.D.I) والجرعات العالية يوصى أن تكون في معظم البلدان حوالي 1,4 مليجرام تقريبًا، ولكن الاختبارات التي تمت على نساء متطوّعات عند استهلاك حوالي 50 مليجرام يوميًا تشير إلى زيادة في الحدة العقلية. ولم تثبت الدراسات أي تأثيرات سمية معروف للرايبوفلافين، لأنه من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء وأي كمية زائدة تخرج من الجسم عن طريق البول.

كيف نتعامل مع الجو المغبر؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٨ مارس ٢٠١٤

تحدثنا عدة مرات من خلال هذه الزاوية عن الغبار، والأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة الغبار في مملكتنا وبعض دول الخليج بعد أن كانت هذه الظاهرة محصورة في بعض المدن.
وقلنا إن الغبار عبارة عن جزيئات دقيقة من المواد العضوية وغير العضوية العالقة في الجو، وهو يحتوي على مواد عديدة كالألياف الحيوانية والنباتية، واللقاحات، وثاني أكسيد السيليكا، بالإضافة إلى بعض الكائنات الحية مثل البكتيريا والفطريات وبعض الأنواع من الطفيليات. وقد يحتوي أيضًا على مواد احتراق، ورماد، ونسيج صناعي، وصوف، وقطن، وحرير، وورق، ومخلفات الأظافر، وجزيئات زجاج، وصمغ، وجرافيت، وشعر وقشور من الإنسان والحيوان، وبلورات سكر وملح، وما إلى ذلك.
هذه المواد يمكن أن تعتبر مواد طبيعية للإنسان العادي، بينما يعتبرها الجهاز المناعي في مريض الحساسية أشياء غريبة عنه، فلا يلبث أن ينتج أجسامًا مناعية مضادة للأجسام الغريبة فتتفاعل معها مما ينتج عن ذلك التفاعل أعراض الحساسية والربو، وربما يؤدي ذلك إلى احمرار الجلد وحكة العين وإفراز الدموع وسعال وسيلان الأنف وربما انسداده والمصابون بالربو يمكن أن يسبب لهم الغبار ضيق في التنفس والعديد من تلك الأعراض التي عادة ما تسبب إزعاجًا للمصابين بالحساسية.
طرق التعامل مع الغبار:
أ- من غير المستحسن الخروج إلى الشوارع والتسكع والخروج إلى الأماكن المكشوفة أثناء الجو المغبر، وخاصة للذين لا تود ضورة لخروجهم، فمن الأفضل الجلوس في المنازل.
ب- في حالة العمال والعاملين في الأجواء والأماكن المكشوفة فإنه يجب لبس الأقنعة الواقية في مواقع العمل.
ت- في الأجواء والأنواء المغبرة، فإنه يفضل اعتماد نظام التناوب على العمل من أجل تخفيف فترة تعرض الأفراد للغبار.
ث- ضرورة غسل الوجه بشكل متكرر وغسل الأنف والفم لمنع وصول الغبار إلى الرئتين.
ج- استنشاق الماء بين فترة وأخرى، وذلك بوضع الأنف داخل الماء والقيام بالتنفس لتنظيف الأنف من الأتربة الداخلة فيه.
ح- استخدام الكمامة أو وضع فوطة أو محارم ورق (كلينكس) مبلل على الأنف والفم، وتنفس بشكل طبيعي.
خ- الإكثار من شرب الماء.
د- إحكام إغلاق النوافذ والأبواب بشكل محكم ووضع فوطة مبللة على الفتحات الصغيرة في النوافذ وتحت الأبواب، وخاصة غرف النوم والأغطية والفرش.
ذ- افتح مكيف الهواء بقدر الإمكان.
ر- إحكام إغلاق نوافذ السيارة جيدًا وتشغيل المكيف أثناء القيادة.
ز- الذين يعانون من حساسية الغبار أو الجهاز التنفسي وخاصة أمراض الربو عدم التعرض للغبار على الإطلاق. وكذلك الذين يعانون من أمراض في العيون أو أجريت لهم عمليات في العين حديثة عدم التعرض للغبار على الإطلاق.
س- وبعد الانتهاء من العواصف الرملية يجب أن تقوم بتنظيف وتهوية المنزل، والتخلص من أي غبار عالق في المفارش أو الستائر وما إلى ذلك، فلا تترك أي شيء للصدف.
وقد يقول قائل لماذا كل هذه الاحتياطات، إن هي إلا كميات من الأتربة تأتي ثم تزول بطريقة أو بأخرى، ونحن نقول كذلك، ولكن هذا القول كان قبل حرب تحرير الكويت، أما بعد ذلك فهناك الكثير من الشواهد التي تدل على أن رمال الجزيرة العربية تحوي على كميات من اليورانيوم المنضب الذي لا نعرف كميته وحجمه، لذلك وجب الحذر، ودمتم.

المياه المعبأة .. هل هي آمنة ؟

Foto13

الأحد، 16 مارس 2014

المسؤول الديمقراطي.. كيف نتعامل معه؟

 

  تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٦ مارس ٢٠١٤

بقلم: د. زكريا خنجي

ونحن نتدارس الأنواع المختلفة من المديرين والكيفيات المناسبة للتعامل معهم، يمكننا أن نتعرف بصورة واضحة على النوع الثاني، وهو المسؤول الديمقراطي.
وهذا نوع آخر من المسؤولين الذين قلما نجدهم في عصرنا الحالي، ولكننا نعتقد أنهم موجودون، ويتصفون بالعديد من الصفات والسلوكيات التي ينفردون بها عن غيرهم من المسؤولين.
فهؤلاء لا ينفردون بالسلطة، بل يشركون الآخرين معهم في التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرار، ويسمحون للموظفين بإبداء الرأي والمناقشة من دون التعصب للرأي الواحد أيًا كان هذا الرأي ومن أي مصدر، ولا يستأثرون بالسلطة وإنما يعقدون الاجتماعات المنظمة والمنتظمة، ومع حرصهم أن تسود في هذه الاجتماعات أجواء التفاهم والتعاون والتشاور، فلا يلجأ هذا المسؤول إلى التعسف أبدًا.
ليس ذلك فحسب وإنما يتصف هذا المدير بأنه يحب تنمية شخصية كل موظف لديه ويجعله يستقل بقراره، كما ويساعده في القيام بالأعمال التي ربما تصعب عليه، فهو يقضي جزءا من وقته في العمل مع الآخرين ولكنه لا ينوب عنهم ولا يفكر أو يتخذ القرار عنهم، وإنما يشجعهم بحيث يسمح لكل فرد وموظف بتنمية ما يخصه من قدرات وميول واتجاهات واستعدادات، وليس إخضاع الأفراد لتعليماته وأوامره الأحادية المنهج والاتجاه وقولبتهم في قالب واحد، لذلك فهو يشجع على الابتكار والإبداع والتجديد والتجريب والتغيير.
ويمكن اختصار أهم مميزات المسؤول الديمقراطي في النقاط التالية:
1- يتوقع الإمكانات الوفيرة والقوية لدى مرؤوسيه.
2- يعرف كيف يستفيد من قوة المرؤوسين وإمكاناتهم.
3- يعرف كيف يفوض الواجبات ومتى يفوضها.
4- يحرر نفسه من الأعمال الروتينية التفصيلية ليحول جهده إلى قيادة مبدعة.
5- سريع التصرف والثناء على الأفكار التي يقترحها الآخرون.
6- يحول الى الموظفين كل الأعمال التي تخصهم.
7- يتصرف مع مرؤوسيه بصداقة وكمستشار مساعد.
8- يرغب في أن يكون شخصية محترمة بحق، كما يحترم الآخرين.
9- يهتم كثيرًا بنمو الأفراد وبالحرية وعدم مضايقتهم.
10- يدفع الآخرين إلى الظهور والتقدم فلربما يتذوقون طعم النجاح.
11- يعتقد أنه يجب أن تمنح الفرصة للأفراد كلما أمكن لتحمل المسؤولية وممارسة القيادة.
12- مرن في تعامله مع الموظفين وكذلك العملاء.
13- يشرك الموظفين في رسم سياسة الإدارة وخطتها، وفي التنفيذ واتخاذ القرارات.
14- يضع كل موظف في المكان المناسب له.
15- يحدد مسؤولية كل موظف ويتأكد من عدم تعارضها مع زملائه.
16- يهتم بإنشاء علاقات عامة ثنائية مع الموظفين ومع العملاء الخارجيين إن أمكن.
حسنٌ، كيف نتعامل مع هذا المسؤول؟
قبل أن تفكر في كيفية التعامل مع هذا النموذج من الرؤساء عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: هل أنت تحب التعامل مع هذا النموذج ؟ حيث إن هناك العديد من الموظفين والبشر لا يحبون هذه النوعية من الرؤساء، والسبب يعود إليهم هم أنفسهم، فهم لا يرغبون في التفكير أو اتخاذ القرار ولا يودون تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى أن هذه النوعية من المديرين لا يحبون المطبلين، لذلك فإنهم يتجنبون العمل مع هذه النوعية من الرؤساء، وأما إن كنت تحب العمل معهم، فيمكنك إتباع بعض التعليمات حتى تتسهل بينك وبينه الأمور:
1- يجب أن تكون العلاقة القائمة بينك وبين رئيسك قائمة على الاحترام، فهذا المسؤول بقدر ما يجد نفسه يقدم كل ما يمكن تقديمه للموظفين فإنه يتوقع منهم أن يقابلوه بالاحترام، وإن لم يكن كذلك فإن ذلك يؤلمه.
2- كن إيجابيًا معه، وقدم أفكارك بوضوح، وكما نقول دائمًا قدم مقترحاتك وأفكارك على ورق أو أي وسيلة، وذلك من أجل أن يحفظ حقك ولا تضيع مجهوداتك.
3- عزز مهاراتك التنظيمية والإدارية من حيث التخطيط والتنسيق بين الأفراد والإدارات، وتعاون مع المسؤول وبقية الأفراد والإدارات بكل أريحية.
4- حاول دائمًا أن تعمل بروح الفريق الواحد، وهذا لا يعني أن لا تتميز عن غيرك بالجهد والإبداع والثقة بالنفس.
5- ركز على مواطن قوتك، واستثمرها، ولكن لا تنسى أن تطور من مواطن ونقاط ضعفك، بقدر ما تستطيع.
6- تعلم من أخطائك مهما كانت صغيرة، فإن وجهك رئيسك الى الخطأ فتقبل منه فإنه يريد مصلحتك وخاصة إن كانت النصيحة بينك وبينه.
7- وإن أخطأ هو فحاول تصحيح الخطأ من غير أن تشعر الآخرين بوجود خطأ، ويمكن أن تشرح له بعد ذلك دوافعك لتصحيح الخطأ.
8- احترم ذاتك وتحمل المسئولية عند اتخاذ القرارات وإعطاء وجهة النظر في القرارات بصورة ايجابية أو سلبية من دون التحاذق والنفاق.
9- نظم هندامك ومظهرك وكذلك مكتبك، فهذه الصورة مهمة لأنها تعكس شخصيتك للآخرين.
10- لا تحمل إليه الشكوى والضجر والمشاكل، حاول بقدر الإمكان أن تحل مشاكلك والشكاوى بنفسك، ولكن إن استصعبت عليك الأمور يمكن أن تلجأ إليه.
11- كن من الأشخاص الذين يمكن أن يعتمد عليهم، وخاصة في تفويض المهام واتخاذ القرارات وما إلى ذلك.
12- لا تسوف في العمل ولا تضيع الوقت في الأمور التافهة.
13- عند تبليغك بوجود اجتماع فاستعد وجهز أوراقك ومستنداتك، وخاصة إن كان الاجتماع دوريا.
14- إن طلب منك أن تقدم وجهة نظر في موضوع قل ما تجده في قلبك وعقلك، بكل وضوح، سواء كان بالموافقة أو بالرفض، مع شرح لموقفك، فإن ذلك سيزيد من احترامك.
15- دائمًا فكر خارج الصندوق، إن لم يكن هذا أسلوبك في التفكير فحاول أن تتعلمه لأنه طريقة تتيح فرصة واسعة لتقديم الأفكار والمقترحات.
عمومًا، ليس من الصعوبة التعامل مع المسؤول الديمقراطي، وخاصة أن كانت العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين الطرفين، وما ذكرناه ما هو إلا غيض من فيض، فمثل هذا المسؤول ذو قدرة على ترك المساحة مفتوحة لك للعمل والإبداع، فحاول أن تستغل المساحة ولا تستغله هو، فهو أذكى من ذلك. ولنا لقاء مع مسؤول آخر في المرة القادمة.

الثلاثاء، 11 مارس 2014

كائنات فطرية-الأبوسوم

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١١ مارس ٢٠١٤

الأبوسوم ويلفظ في بعض الدول الأبصوم حيوان من الثدييات ذات الفراء، يعيش في نصف الكرة الغربي، واسمه بالإنجليزية (Didelphimorphia) هي رتبة من الثدييات تضم جمع أباصيم أو الفأر الجرابي أو الفأر الكيسي (Opossum) هو حيوان ينتمي إلى عائلة الشقبانيات، التي تتميز أنثاه بوجود كيس أو جيب ملتصق بالطبق الخارجية للبطن، يحمل الحيوان صغاره بداخله، وهو أكثر حيوانات تلك العائلة تميزًا لأنه الجرابي الوحيد الذي يعيش في المدن والغابات والحقول ويتظاهر بالموت عندما يحدق به الخطر.
ويطلق على الأبوسوم والكنغر وغيرهما من الثدييات التي تلد صغارًا غير مكتملي النمو تمامًا الحيوانات الكيسية، ويعتبر الأبوسوم الحيوان الكيسي الوحيد الذي يستوطن أمريكا الشمالية، فهو يعيش في منطقة تمتد من أونتاريو بكندا جنوبًا حتى أمريكا الجنوبية.
ويضم الأبوسوم أنواعًا كثيرة من الحيوانات، فالأبوسوم الفأر الذي يسكن الأشجار، يشبه الفأر إلى درجة كبيرة، أما الأبوسوم الصوفي فله فرو ناعم سميك، وأبوسوم اليابوك هو الحيوان الكيسي الوحيد الذي تكيف على الحياة في الماء، وساعدته في ذلك أقدامه الكفية. ويعد الأبصوم الفرجيني (نسبة إلى ولاية فرجينيا الأمريكية) أكبر الأنواع حيث يصل طوله حتى 110 سنتيمترات.
يماثل الأبوسوم الشائع القط في حجمه - يبلغ طوله حوالي 104 سنتمتر - وله شعر خشن أبيض يميل إلى اللون الرمادي وخطم طويل وعينان سوداوان وأذنان كبيرتان خاليتان من الشعر وذيله طويل به قليل من الشعر يبلغ طول الذيل حوالي 54 سنتمتر. ويستطيع هذا النوع من الأبوسوم أن يتدلى وهو مقلوب رأسًا على عقب بلف ذيله حول فرع شجرة، وتساعده مخالبه الحادة في التسلق. وللأبوسوم 50 من الأسنان الحادة. ويمكن تعقب أثر الأبوسوم بسهولة، وذلك لأن أصابع أقدامه طويلة ومنفصلة عن بعضها.
تلد أنثى الأبوسوم صغارًا يتراوح عددهم بين 5 و20 صغيرًا في المرة الواحدة، لا يتعدى طول الواحد منها عند الولادة 2 سنتمتر ولا يزن أكثر من 15 جرامًا، أي في حجم حبة الفاصوليا. وبعد الولادة، تحمل أنثى الأبوسوم صغارها في جراب على بطنها لمدة شهرين، وبعد أن يترك الصغير الجراب يظل قرب أمه لعدة أسابيع أخرى، وعندما يصبح قادرًا على الاعتناء بنفسه، فإنه يترك الجراب بلا عودة.
يصطاد الأبوسوم ما يتغذى به ليلاً، وهو يقتات أي نوع من الحيوانات أو الخضراوات. وعندما يستشعر الخطر، فإنه يخمد بلا حركة متظاهرًا بأنه ميت.

من المسؤول عن الحيوانات الضالة؟

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١١ مارس ٢٠١٤

ربما لا يعدّ هذا الموضوع من أولويات المملكة في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد بالمقارنة مع موضوعات الإسكان والطرق والحوار، إلا اننا نسمع الكثير من الشكاوى التي تصل إلى آذاننا حول الحيوانات الضالة وخاصة الكلاب والقطط، وبالتحديد في الأحياء القديمة والطرقات والمناطق السكنية، وربما في بعض المناطق الخليطة - السكنية الصناعية، مثل عراد وسلماباد وما إلى ذلك.
في مقابلة أجريناها عبر إذاعة البحرين تبين أن بعض المناطق بدأت تعاني أيضًا من حيوان «أبو العريس» وبعض الأفاعي والثعابين، والمواطنون لا يعرفون من هي الجهة المسؤولة عن القضاء على مثل هذه الحيوانات أو إيوائها، هل هي وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني؟ هل هي وزارة الداخلية والدفاع المدني؟ هل هي محمية العرين والمجلس الأعلى للبيئة؟ لا أحد يعرف، ولا أحد يريد أن يتكلم في هذا الموضوع، وهذا ملف مغلق، وحتى المجالس البلدية لا تتكلم فيها وكذلك المجلس النيابي يتغافل عنها وكأنه لا توجد مشكلة، إلا أنه في الحقيقة المشكلة موجودة وهذه الحيوانات تسبب الكثير من المشاكل للمواطنين والقاطنين، وتدخل البيوت وتأكل الحيوانات الداجنة التي تعيش في المنازل، وتقلق الأطفال والنساء، ولا أحد يحرك ساكنا، عجبي.
وهكذا المشاكل في البحرين لا تحل حتى تتفاقم وتتطاير رائحتها وتزكم الأنوف.
ولقد وجدنا أن في البحرين جمعيتين تهتمان بهذا الموضوع وهما: جمعية البحرين للقطط والحيوانات الأليفة، وجمعية الرفق بالحيوان، ووجدنا أيضًا أن الجهد المبذول من قبل الجمعيتين كبير، ولكن المشكلة أكبر منهما، فهما - أي الجمعيتين - تعانيان الأمرّين في ظل عدم وجود دعم مالي ومعنوي، فلا الدولة تمنحهم مساعدات ولا القطاع الخاص يسهم في تمويل أنشطة هاتين الجمعيتين، والسبب أنه لا يوجد إعلام صارخ يتكلم عن المنح والهبات والعطايا التي تمنحها الجهات لتينك الجمعيتين.
ونحن نعلم أن الجمعيتين تقدمتا للحكومة بعدة مشاريع لإيواء الحيوانات الضالة بعد خصيها - إزالة الخصية - وبيعها للراغبين في اقتنائها، ولكننا نعلم أيضًا أن المشروع توقف بسبب أن الجهات الحكومية لم تدفع - وربما لا تريد أن تدفع - المبالغ المالية على الرغم من أن بعض الجهات تنفق على حرق البخور والعود سنويًا أضعاف ما هو مطلوب منها لحل مثل هذه المشكلة! وعجبي.
فهل أجهزة البلدية - التنفيذية والتشريعية - عاجزة عن دفع مبلغ قدره 500 دينار شهريًا للقضاء على هذه الظاهرة ولمدة زمنية محدودة؟
إذن الأجهزة الحكومية لا تدفع المال ليقوم غيرها بالعمل اللازم للقضاء على هذه الظاهرة، ولا تقوم هي بالمبادرة للتخلص من هذه الحيوانات، فكيف إذن يمكن أن تحل؟ لا أعلم.

الأحد، 2 مارس 2014

المسئولون أنواع.. كيف نتعامل معهم؟.. (المسئول الدكتاتور)

 

  تاريخ النشر في جريدة أخبار الخيج :٢ مارس ٢٠١٤

بقلم: د. زكريا خنجي

ونحن نتحدث عن الشخصيات الإنسانية وطرق التعامل معها، نواجه بالعديد من النماذج في عالم الإدارة وخاصة أنواع المسئولين الذي يتحكمون في رقاب الموظفين، ويعتبرون أن المنصب الذي يشغلونه يمنحهم الحق في هذا النوع من التحكم، حتى وإن كان المنصب الذي يشغلونه جزءا من منظومة حكومية أي قطاع عام، وليس قطاعا خاصا.
ولقد وجدنا أن المراجع تعدد أنواعا مختلفة من نوعيات المسئولين وكيف يصبغون تلك الإدارات بلونهم الخاص، وللأسف لا يوجد اتفاق على عدد معين من تلك النوعيات ولا أنواعها، فبعض من تلك المراجع يقسمهم إلى نوعين والبعض الآخر إلى أربعة أنواع، وكما نقول دائمًا هذه التقسيمات وتلك النوعيات تتم وفق تخصصات الكاتب أو الباحث، ولكن المهم هناك هو كيف نتعامل مع كل تلك الأمزجة وكل تلك الشخصيات؟
في هذا المقال والمقالات التالية سنحاول أن نستعرض بعضًا من تلك الشخصيات وسنحاول أن نسلط بعض الأضواء على بعض الطرق للتعامل معها.
أولاً: المدير الأوتوقراطي ويعرف أحيانًا بالمدير الدكتاتور، ولهذا المسئول منهج واحد لا يتغير، ويجسده قوله تعالى في سورة غافر - الآية 29 على لسان فرعون (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ)، هكذا ببساطة.
هذا المسئول يعتقد أن النساء عجزن أن يلدن مثله، فهو القائد الفذ الملهم الذي يعلم كل شيء ويفهم كل شيء، وإن قيادته أفضل مما كان ومن يكون، لذلك يتوقع خضوع كل العاملين له، فإن لم يخضعوا فإنه يستعين بأساليب القهر والتهديد. يجلس وحيدًا ويفكر وحيدًا ولا يدع فرصة للعالمين – أيًا كانوا – أن يشاركوه الأفكار، فهم أتباع وليسوا شركاء. وإن اجتمع معهم فهو الذي يملي ما يريد قوله، وإن شكّل لجان فإنه يقرر عملها وواجباتها وبرنامجها والخطوات التي يجب أن تسلكها وربما يقوم ببعض أعمالها، هذا إن لم ينصب نفسه رئيسًا للجنة، والجميل في الموضوع أنه إن خرج في إجازة فإنه لا يكلف أحدًا ليقوم بمهامه.
هذا النوع من المسئولين يحب أن يجمع حوله المنافقين والمؤيدين والمطبلين، لذلك فإن النتيجة تكون استشراء الفساد في كل أنحاء العمل، وبذلك يتعطل العمل الفعال والايجابي، وكذلك تولد الرغبة لدى المرؤوسين بعدم تحمل المسؤولية، وتدني مستوى رضاهم الوظيفي، وإلى إحكام السيطرة وانتظام مظاهر العمل وربما إلى ارتفاع مستوى الأداء والانضباط بحضور هذا المسئول مقابل تناقصها في حالة غيابه.
حسنٌ، كيف نتعامل مع هذا النوع من المسئولين؟
ابدأ دائمًا بالنقاط العشر التي ذكرناها في مقال السابق «شعرة معاوية في العلاقات الإنسانية» فهي تعطيك فكرة كاملة وواضحة عن الأساليب العامة للتعامل مع البشر، ثم يمكنك أن تقوم بالتالي:
1ـ تعرف على نفسك، ونقصد أن تتعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك، ولا تترك له أو لغيره فرصة للانقضاض عليك عبر نقاط ضعفك، لذلك طور نفس من الناحية المهنية بقدر الإمكان.
2ـ تحلّ بأخلاقيات الصبر والهدوء، فهما سلاحك، فهو يحاول أن يستفزك باستمرار ليوقعك في الخطأ ليمسك أي شيء يدينك.
3ـ يمكنك أن تدرس هذا المسؤول والسبب الذي – ربما – جعله يسلك معك أو مع غيرك هذا السلوك، فهل هو شخص عصبي المزاج دائم الصراخ في وجه موظفيه؟ أم هو من النوع الذي لا يعرف ما يريد ودائمًا ما يغير مهام العمل ولا تستطيع الإيفاء بمتطلباته كما يريد؟ أم هو من النوع الحقود الذي يخشى أن تتفوق عليه فيكبح طموحك وإبداعك؟ فكل الأنواع السابقة يمكن التعامل معها بنجاح بخطوات بسيطة.
أما النوع الأخير ونقصد به «النوع الحقود» فيتطلب منك مهارة خاصة، فهذا النوع من المديرين يتوجب عليك الاحتراس منه، وأن تشرك المستوى الأعلى من الإدارة في مناقشات العمل بينكما ولو عبر البريد الإلكتروني؛ كأن تضع بريد رئيس المنشأة أو من يرأس مديرك في العمل في البريد الخاص بتسليم مهام أو أفكار معينة من جانبك حتى لا ينسبها مديرك الى نفسه أمام رئيسه، ولكي يدرك رئيس المنشأة مهاراتك وخبراتك في العمل إن لم يكن المدير المباشر يوصلها اليه بأمانة.
3ـ لا تناقشه على الفور وخاصة أمام الموظفين حتى وإن استشارك أو كنت في اجتماع، ولا تقل له ان فكرتك خطأ بصورة مباشرة، وإنما حاول أن تطرح فكرتك بأسلوب علمي موثق سواء على ورق أو عبر البريد الإلكتروني، حتى لا يدعي أن الفكرة فكرته.
4ـ يجب أن تختار الوقت المناسب لمناقشته وعرض الأمور عليه، ولا تشير في حديثك معه أو طرح فكرتك سواء من قريب أو من بعيد أنك أفضل منه أبدًا، فهذا الموضوع يستفزه.
5ـ يجب أن تختار طريقة مناسبة للنقاش وتقديم رأيك له بطريقة جيدة مع جعل روحك المعنوية مرتفعة أمامه، وقليل من المجاملة – لا يضر – مع تقديم معلومات كافية وواضحة له، ولكن من غير أي نوع من النفاق أو المبالغة في المجاملة.
6ـ تجنب ما يغضبه أو يثير غضبه واستفزازه.
7ـ في الاجتماعات والتجمعات العامة حاول أن تبرهن أنك مهتم بكلامه وتنفيذ تعليماته حتى وإن كانت كل أفكاره خطأ، ولاحقًا عند الهدوء يمكنك مناقشته إذا استدعى الأمر ذلك.
8ـ لا تتحمل أخطاءه مهما حدث، ولا تدعه يحملك أخطاءه أمام المسئولين في الإدارة العليا، مهما كانت الأسباب.
9ـ إن استدعى الأمر أعطه تقريرًا يوميًا وأطلعه على كل مجريات العمل، بقدر الإمكان، فهذا النوع من المسؤولين في حاجة دائمًا إلى معلومات ثابتة. وأفضل طريقة للتعامل مع المهووس بالسيطرة هو وضع تقرير بكل التفاصيل حتى يغرق فيها، وإن كان ذلك مرهقًا بالنسبة لك لكنه سيبعده عن رأسك حينًا من الزمن.
10ـ طريقة أخرى للحفاظ على هدوء أعصابك، هو أن تسأل الكثير من الأسئلة حول المهام أو المشاريع التي قد يعطيها لك. إنه يستخدم المعلومات للسيطرة على مرؤوسيه، لأنه يعتبر طالما لديه معلومات فإن السلطة بيده. طرح الأسئلة يساعدك على الحصول على أكبر قدر مما يعرفه من معلومات ويخفيها عنك. ولكن ضع في اعتبارك أنه لا يحجب المعلومات لتفشل، بل لتظل ترجع إليه لطلب المعلومات والمساعدة، لأن ذلك يعطيه شعورًا بالأهمية، والأهم من ذلك أن يظل مسيطرًا عليك.
11ـ ومع ذلك فإنه لا ينبغي أن تقترب منه كثيرا، ولا تحاول أن تتعرف على خصوصياته وأسراره، اجعل العلاقة التي بينك وبينه علاقة مهنية بقدر الإمكان.
12ـ مهما حدث وحاول هو أو غيره فإنه لا يجب أن تتصادم معه، مهما كانت الظروف، إلا إذا بلغت الأمور الحلقوم، فإنه يمكن أن تلجأ إلى الإدارة العليا لتوضيح ما أنت فيه، ولكن من غير تقديم شكوى.
عمومًا، على الرغم من كل الذي قلنا فإن العلاقة ستكون دائمًا متوترة بينك وبين مديرك الذي من النوع الدكتاتوري، وخاصة إن وضعت في ذهنك أنه إنسان ظالم ومتسلط، لذلك باختصار فإن أفضل طريقة لك هي أن تؤدي واجباتك الوظيفية على أحسن ما يكون، وأن تتقيد بالنظم الإدارية، والإجازات، والتقييم، وأن تحضر إلى عملك باكرًا وأن يكون سلوكك عقلانيًا، ثم دع الأمور تجري كما تجري، فمن خلال ذلك نعتقد أن المدير لن يستطيع أن يظلمك وخاصة إذا ابتعدت عنه قليلاً.
zkhunji@hotmail.com
@Z_khunji