السبت، 28 مارس 2015

كيف تتخذ قرارًا؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٩ مارس ٢٠١٥

بقلم: د. زكريا خنجي

أكاد أجزم أنه لا يمر يوم على إنسان إلا ويمر في لحظة يكون فيها مضطرًا إلى أن يتخذ قرارا ما، ولكن هذه القرارات تختلف من حيث حجمها وأهميتها، فقرار مثل الزواج يختلف عن قرار مثل شراء نوع معين من الحلوى، فليس هذا مثل ذلك.
وقد يجد بعض الناس أنه من الصعوبة بمكان اتخاذ قرار معين، ويحتار، ولا يعرف ما يمكنه أن يفعل تجاه المعضلة التي تواجهه، وقد يجد آخرون أن الأمر لا يعدو كونه أمرا طبيعيا فالزواج بالنسبة إليه أمر مثل شراء الحلوى، كلها لحظات ويمكنه أن يتخذ أي قرار بخصوص أي شأن، ومن غير تحمل العواقب.
وفي كل الأحوال فإن عملية اتخاذ القرار تحتاج من المرء إلى التفكير بشيء من الجدية في الموضوع المطروح، فحتى شراء قطعة من الحلوى عند الكثير من البشر يحتاج إلى اتخاذ القرار، فلو كان هذا الإنسان لا يملك من المال الكثير وأحب أن يرفه عن نفسه في مقابل بعض المال الذي يمكن أن يوفره لأطفاله، فإن هذا الموضوع فعلاً يحتاج إلى تفكير واتخاذ قرار، لذلك نعتقد أن مثل هذا الموضوع - اتخاذ القرار - فعلاً يحتاج منا إلى التفكير والتأمل؟

حسنٌ، كيف يمكننا اتخاذ قرار ما؟
تصور نفسك وأمامك معضلة ما، أيًا كانت هذه المشكلة، وأنت مطالب باتخاذ قرار بصورة أو بأخرى، فكيف يمكنك أن تتصرف؟ علمًا أن هذا القرار مهم اتخاذه.


1ـ افهم المعضلة أو الموضوع بصورة جيدة؛ فالفهم الخاطئ دائمًا يأتي بنتائج خاطئة، فلو فهم إبليس - عليه لعنة الله - أن أمر سجوده لآدم بصورة أنه أمر من الله سبحانه وتعالى بغض النظر عمن هو أفضل ومن هو دون ذلك، لظل في الجنة حتى اليوم.
2ـ أعط نفسك فرصة للتفكير والتأمل؛ فلا تستعجل اتخاذ قرارك وخاصة في القضايا المصيرية، حاول أن تفكر بهدوء وعقلانية وبعيدًا عن الانفعال والغضب؛ فالسيطرة على النفس من أصعب ما يكون ولكن لا بد من ذلك، وإلا كان القرار خاطئًا. وفي حديث مرفوع يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يحكم الحاكم بين اثنين وهو غضبان».
3ـ ضع المسألة ضمن إطارها الصحيح؛ وهو إطارك أنت، وهذا يعني معاييرك التي عادة ما تتخذ عليها أي قرارات، ومبادئك وأهدافك وقيمك وطموحاتك، فلا يمكن أن تتخذ أي قرار بعيدا عن كل ذلك، بالإضافة إلى انعكاسات هذا القرار على كل تلك القيم التي تعيشها سواء من الناحية الإيجابية أو السلبية، فاسأل نفسك - مثلاً - قبل اتخاذ القرار: هل هذا القرار ومخرجاته تتلاءم مع مبادئي؟ هل هذا القرار الذي سأتخذه يحقق شيئًا من أهدافي؟ هل هذا القرار يدفعني إلى الأمام؟ فبعد مثل هذه الأسئلة وغيرها سيتغير تعاملنا مع الحدث.
4ـ ارجع إلى ماضيك واستفد من تجاربك وخبراتك؛ فتجاربك الشخصية تمنحك القدرة لمعرفة القرار الصحيح من الخاطئ، فقد يكون في ماضيك قرارات كثيرة خاطئة ولكن لا تجعلها تحطمك أو تمنعك من اتخاذ قرارات جديدة، فالماضي قد ذهب ودع نظرك دائمًا إلى المستقبل، استفد من تجاربك في عدم الوقوع في قرار خاطئ آخر مماثل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين».
5ـ تقصَّ الحقائق؛ فليس مهمًا أن تسأل نفسك كل صباح ماذا أختار لفطور الصباح، هل آكل بيضًا مقليًا أم مسلوقًا؟ فإن خيارات كهذه لا تحتاج إلى تردد، ولكن انتقاء منزل جديد يقتضي دراسة عميقة تشمل طرح أسئلة من نوع: ما معدل الجرائم في الجوار؟ كم يبعد المنزل عن المتاجر والمدارس؟ هل أسعار العقارات هناك في ارتفاع أم انخفاض؟ ما درجة فاعلية المواد العازلة في السقف والجدران؟ البحث والاستقصاء قد يقرران نجاح قرار مهم أو فشلة. ويرى (باروتش فيشهوف) أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة ميلون: «أن بعض أفدح الأخطاء في أخذ القرارات يعود إلى إهمال أجزاء تفصيلية في القضية المطروحة». فقبل أخذ قرار رئيسي قم بواجبك، واجمع كل ما تحتاج إليه من معلومات، إذ إننا غالبًا ما نتسرّع فنبني أحكامنا على ما تيسر لنا من معلومات متوافرة، وقد نتجاهل الحقائق الأساسية.
6ـ ابحث عن مختلف الحلول ولا تعتمد على حل واحد؛ فغالبًا توجد أمامنا مجموعة أو بدائل عدة لمعضلة واحدة، وقد لا تظهر على الفور أو قد تكون غير واضحة في فترة ما، ولكن إن أطلقنا العنان لمخيلتنا، فإننا حتمًا سنجد أمامنا عدة بدائل، يمكن من خلالها أن نتخذ الحل الأمثل.
7ـ شاور غيرك ولكن لا تدعه يتخذ القرار عنك؛ إن مشاورة الآخرين - وخاصة من نثق فيهم - والاستفادة من عقولهم يزيد المرء بصيرة وقدرة على اكتشاف الإيجابيات والسلبيات؛ فعادة نعتقد أننا نملك المعلومة والخبرة الكافية في اتخاذ القرار، ولكن عندما نتشاور مع الآخرين نكتشف أننا نفتقد الكثير من المعلومات والخبرات، ومشاورة الأمر مع الآخرين لا تعتبر قدحًا في عقل الإنسان أو دلالة على عجزه عن عدم اتخاذ القرار، بل من كمال العقل ورجاحته أن يشاور الثقات فالله عز وجل قد أمر أكمل الخلق عقلاً ورشدًا صلى الله عليه وسلم أن يشاور من هم دونه في العقل.
8ـ إن وجدت أنه لا خيارات أمامك فاصنع خيارا جديدا لاتخاذ القرار؛ فأحيانًا يشعر الإنسان بأن الطريق أمامه مغلق تمامًا، وأن الأفق أمامه ملبد، عندئذ وبدل اليأس والقنوط يجب أن نفكر في خيارات جديدة لم نفكر فيها مسبقًا، فعقل الإنسان غير محدود وخياله خصب مهما كانت الظروف.
9ـ لا تخف من الخطأ؛ فليس صحيحًا أن تكون جميع قراراتنا صحيحة. ولكن الصحيح والمطلوب أن نبذل جهدنا في اتخاذ القرار الصحيح، فالخطأ لا بد أن نراه جزءا من حياتنا الطبيعية فنحن لسنا معصومين من الخطأ، ولكننا نحاول بقدر الإمكان تقليل نسبة الأخطاء التي نسقط فيها. ونحن نعتقد أنه من المستحسن أن نهيئ أنفسنا لبعض المغامرات في حياتنا، وإن أخفقت في اتخاذ القرار فلا تحطم نفسك وتزدرِ عقلك ولكن قل هذه تجربة استفدت منها في عدم السقوط في مثلها في قادم الأيام، فاجعل الخطأ في اتخاذ القرارات هو فرصة تعلم لك فلا تضيعها.
10ـ تحمل مسؤولية قراراتك؛ فعند اتخاذ أي قرار يجب أن تتحمل مسؤوليته وما يترتب عليه من نتائج، مهما كانت هذه النتائج مرعبة أو مزعجة، فإن تزوجت امرأة لا ترغب بالزواج بها من أجل إرضاء والديك - مثلاً - فلا تندم ولا تقل «لو» فإنك ستظل تعيش طوال حياتك وأنت تندب حظك، لذلك عليك أن تتعايش مع قرارك، وأن تغير ما استطعت في المستقبل.
11ـ لا تتخذ قراراتك من وجهة نظر عقلية ومنطقية وحسب وإنما فكر فيها من الناحية العاطفية أيضًا، فالقرار المبني على المنطق دون العاطفة هو قرار لا بد أن تندم عليه لأنك تعيش الحياة وتستقبل نتائج قرارتك بعاطفتك وعقلك لا بعقلك فقط، واسمع للصوت القادم من داخلك، فإحساسك غالبًا ما يكون صحيحًا، ولكن استمع إليه في الوقت المناسب، أي عندما تكون صافي الذهن ولست تحت أي تأثير خارجي.
12ـ ضع في حسابك أسوأ النتائج وأفضلها، وقيم إن كنت تستطيع تحمل الأسوأ، أو إن كان طموحك يقف عند الأفضل.
13ـ عند اتخاذ أي قرار - دائمًا - اترك باب العودة مواربًا، ولا تغلقه خلفك، فلربما تكتشف بعد بضع ساعات من الوقت أن هناك أمورا تجعلك بحاجة إلى ذلك، ولتكن قراراتك مرنة وقابلة للتأقلم مع ما قد يفاجئك به البعض.

ولكن تبقى قضية في هذا الموضوع لم نتطرق إليها وهي كيفية تحليل المعضلة التي تواجهنا، والكيفية المناسبة لفهم أي موضوع يمكن أن يصادفنا في حياتنا، وهذه قضية أخرى.

الأحد، 22 مارس 2015

كيف يجب أن تتعامل مع مرؤوسيك ؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٢ مارس ٢٠١٥

بقلم: د. زكريا خنجي

بعيدًا عن جميع نظريات إدارة الأعمال والعلاقة القائمة ما بين الرؤساء والمرؤوسين، فإن هذه العلاقة - بين الرؤساء والمرؤوسين - يتخللها في الكثير من الأحيان شدّ وجذب، فبعض من الرؤساء يعتقد أن الموظفين كسالى ولا ينتجون ويضيعون الوقت من دون طائل ولا يتحملون المسئولية ولا يمكن الوثوق بهم، ولذلك فإن هذه الفئة من المسؤولين يعتقد أن الموظفين يحتاجون إلى رقابة شديدة، بينما نجد البعض الآخر منهم يعتقد عكس ذلك، حيث يرون أن الموظفين منتجون ويحبون العمل ويتحملون المسئولية ويمكن أن يوثق بهم، وبالتالي لا يحتاجون إلى رقابة شديدة، لذلك فإن الرئيس الذي ينظر إلى المرؤوسين نظرة سلبية تكون علاقته بالمرؤوسين سلبية، في المقابل فإن الرئيس الذي ينظر إلى المرؤوسين نظرة إيجابية تكون علاقته إيجابية في الغالب.
يقول الدكتور سامي الباحسين أستاذ الموارد البشرية: «إن العلاقة بين المديرين والمرؤوسين ليست على المستوى الذي يجب أن تكون عليه، فإن كثيرًا من المديرين يتعاملون مع الموظف باعتباره منفذًا للقرارات ليس أكثر، وأنه لا يمتلك الحق في إبداء الرأي أو مناقشة تلك القرارات، وأن هناك فئة من المديرين يحاولون التمثيل أمام البعض بأنهم يتقبلون المشاركة في اتخاذ القرارات وأن جميع ما يتم إنجازه يرجع فضله للموظفين، وأنهم يتبنون سياسة الباب المفتوح معهم، ولكن في حقيقة الأمر لا يقع ذلك على أرض الواقع، بل فقط في الاجتماعات والمناقشات العامة «يعني كلام فقط» وقد يرجع ذلك إلى وجود عدم الثقة في المرؤوسين». ويضيف الدكتور سامي الباحسين «إن كثيرًا من الموظفين يسودهم الخوف والرهبة تجاه المدير، وذلك خوفًا على ترقية لا يرشح لها أو على حافز يفقده أو إجازة لا يوافق عليها.. إلخ، وبالتالي لا يتجرأ على مناقشة المدير في أي قرار يتخذه ولسان حاله يقول: هو المسؤول عن المنشأة وليس أنا».

وهنا ربما يرد سؤال؛ ماذا يريد الموظف من رئيسه؟
ترى كم موظفا يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال؟
يمكننا نحن أن نجيب عن مثل هذا التساؤل، حيث يمكننا أن نقول إن المرؤوسين يريدون: العدالة والمساواة بين المرؤوسين، وتوزيع العمل بينهم على أساس القدرات والمهارات، والوثوق بهم كموظفين أكفاء يمكن الاعتماد عليهم والوقوف معهم في حالات تعرضهم لمشاكل صحية أو تنظيمية، والعمل على رفع مستوياتهم عن طريق التعليم والتدريب، مع الاستمرار على شكرهم وتشجيعهم وتحفيزهم.
كما ينبغي للرئيس ألا يكون اهتمامه منصبًا على العمل فقط - مع أهمية ذلك - لكن يفترض أن يشاطر المرؤوسين أفراحهم وأحزانهم ويقدر ذلك أحسن تقدير، فنحن نعتقد أن الرئيس ينبغي أن يبادر إلى تهنئة المرؤوسين عند ترقيتهم وزواجهم وإنجابهم الأولاد، ويبادر إلى مواساتهم عند تعرضهم لمصائب كوفاة أحد أقاربهم ونحو ذلك. ومثل كل هذه العلاقات الإنسانية يتيح للفرد أن يحطم الحواجز بين النفوس وأن نرتقي بعلاقاتنا مع بعضنا البعض، وإننا نجد أن ساحة العمل لا يجب أن تكون ساحة حرب بقدر ما يجب أن تكون مكانا للتعامل الإنساني بين الرئيس والمرؤوسين، لذلك فإن على الرئيس أن يتعامل مع المرؤوسين وفق الأمور الثلاثة التالية، وهي حريات الرأي مكفولة للجميع، الحوافز والتكريم وعلاقات العمل، العلاقات الثنائية بين الرئيس والمرؤوس، وسوف نحاول أن نلقي بعضًا من الضوء على هذه النقاط.

1. حريات الرأي مكفولة للجميع
أ‌. أعط مرؤوسك فرصة للحديث من دون مقاطعة منك.
ب‌. دع مرؤوسك ينفس عما بداخله من مشاعر وأحاسيس حتى وإن كانت مشاعر غضب واستياء وإحباط.
ت‌. اشكر المرؤوس عندما يؤدي عملاً جيدًا أو متميزًا.
ث‌. لا تتجاهل مرؤوسك واطلب منه المشورة كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
ج‌. أشرك مرؤوسيك واستشرهم في وضع الأهداف والخطط المتعلقة بالإدارة أو القسم أو المنشأة، ولكن لا تضع الوقت مع من لا يفهم أهداف المؤسسة ورسالتها.
ح‌. شجع مرؤوسيك على نصح وإرشاد بعضهم البعض، واخلق بيئة من التعاون الإيجابي بينهم .
خ‌. اغرس في مرؤوسيك الجرأة في النقاش وإبداء الرأي، وطرح السؤال عن كافة شؤون العمل حتى يتسنى لهم استيعابها بدقة، ولا تعطهم كل شيء جاهزًا وبلا فائدة.
د‌. اسمح بالخطأ وتسامح فيه فالخطأ طريق التعلم، وفي بعض الأحيان يمكنك التغافل عن بعض الأمور التي يمكن تعديلها.
ذ‌. أصغ أكثر مما تتكلم، وخاصة إن جاء الموظف يريد أن يتكلم.
ر‌. حاول أن تفهمهم وتستوعبهم، واقبل أسلوبهم حتى وإن كانوا ضعفاء في قدرتهم على التواصل.
ز‌. اطلب من مرؤوسيك وصف المشكلات واقتراح الحلول، وأعطهم فرصة للتحدث وحاول أن تدوّن كل ما يقولون، وشجعهم أيضًا على تدوين كل ما تقول أنت.
س‌. شجعهم على التفكير الإبداعي والتخيل، والتفكير خارج الصندوق.
ش‌. شجع مرؤوسيك على مناقشتك ومراجعة قراراتك وآرائك.

2. الحوافز والتكريم وعلاقات العمل
أ‌. استخدم دائمًا الاسم الأول أو ما يحب من أسماء للمرؤوس وكرره أثناء حوارك معه.
ب‌. لا تكن صريحًا أكثر من اللازم ولا غامضًا أكثر من اللازم وتعامل معهم بحكمة وحذر.
ت‌. تعاطف مع مواقف مرؤوسك إن كان مصيبًا.
ث‌. عامل مرؤوسيك كزملاء، وليس كأعداء.
ج‌. إن أردت أن تطاع فامر بالمستطاع، فلا تثقل عليهم وتطالبهم بأداء أعمال أكثر من طاقاتهم، ثم تحاسبهم عليها، ودائمًا راع الفروق الفردية بينهم.
ح‌. ضع الموظف المناسب في المكان المناسب، عندئذ حفزه لإنجاز الأعمال.
خ‌. لبّ احتياجات المرؤوسين قبل احتياجاتك، وخاصة فيما يتعلق بالترقيات والحوافز.
د‌. ساعد مرؤوسيك على تنمية وتطوير مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم من خلال المشاركة في الدورات التدريبية والندوات وما إلى ذلك.
ذ‌. شجع المثابرة وتكرار المحاولة.
ر‌. لا تنشد الكمال من نفسك ولا من الآخرين، فالكمال لله وحده.
ز‌. شجعهم على العمل بروح الفريق الواحد.
س‌. دائمًا وأبدًا ضع في اعتبارك أن زملاءك قد يصبحون رؤساء بعد ترقيتك فاحرص على دعم أواصر الود والتفاهم معهم، وقد يحدث أن أحد مرؤوسيك يرتقي ويصبح رئيسك في يوم ما، فلا تخسره.
ش‌. لا تكافئ جميع مرؤوسيك بنفس الطريقة، وحاول أن توازن بين التلقائية والرسميات في التكريم والمكافآت، ولا تخص فئة بعينها بالمكافآت والمكرمات، وتهمل فئة أخرى.
ص‌. لا تفترض أو تظن أو تشك في أي شيء من دون التحقق منه.

3. العلاقات الثنائية بين الرئيس والمرؤوس
أ‌. دائمًا احترم الرأي الآخر.
ب‌. لا تفقد صوابك ولا تغضب فهذا يساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة، وإن غضبت أو فقدت صوابك حينها فلا تتخذ أي قرار، لأنك حتمًا ستندم عليه يومًا ما.
ت‌. تصرف بحكمة وتعقل ولو فقد الآخرون رشدهم لكي تمسك بزمام الأمور.
ث‌. صن لسانك وتكلم بأدب واحترمهم، واعلم أن للجسم لغة واضحة تتحدث عنك.
ج‌. اسأل الآخرين عن أحوالهم وتقبل أعذارهم قبل أن تنهال عليهم بالنصح والتحذيرات.
ح‌. اهتم بشؤون مرؤوسيك الخاصة وكأنهم عائلتك، فأنت الأخ الأكبر.
خ‌. كن لطيفًا واحتفظ بروح الدعابة حتى في أحلك الظروف.
د‌. أتقن فن الاتصال والتواصل حتى تتمكن من التواصل معهم بصورة جيدة وواضحة.
ذ‌. شجع مرؤوسيك على إقامة التوازن بين حياتهم الشخصية والعملية، وحاول أن تغرس فيهم ألا يخلطوا ما بين مشاكلهم وحياتهم الشخصية وحياتهم في العمل.
ر‌. حاول أن تشركهم آمالك وطموحاتك كما تشركهم في أعمالك.
ز‌. انتقد الأداء والأفكار ولا تنتقد الأشخاص.

عمومًا، هذه بعض الأمور التي يجب أن يراجعها الرئيس بصورة يومية حتى لا يقع في الخطأ عند تعامله مع المرؤوسين، وجميعنا يعلم أن هذه العلاقة يكتنفها الكثير من الخوف والكراهية وعدم التعاطف، لذلك يجب أن نعيد النظر في مثل هذه العلاقة.

الاثنين، 16 مارس 2015

كائنات فطرية- أرنب حذاء الثلج

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٧ مارس ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

أرنب الحذاء الثلجي، أرنب متوسط الحجم يعيش في أمريكا الشمالية، ويطلق عليه أيضًا اسم الأرنب المتنوع. وتعيش أرانب الحذاء الثلجية في الغابات والمستنقعات في كندا، والولايات المتحدة الشمالية، بما في ذلك ألاسكا، وفي الجبال التي تمتد جنوبًا، حتى نيومكسيكو في الغرب، وتنيسي في الشرق. ولهذه الأرانب أقدام خلفية شَعْرية كبيرة، تقفز بها على الثلج. ويبلغ طول أرنب الحذاء الثلجي 50 سم. ويبلغ وزن معظمها كيلو جرامًا ونصف الكيلو جرام. ويتمتع أرنب الحذاء الثلجي، في معظم العام، بثوب فرو عُلوي أسمر، وذقن، وبطن، وذيل يميل إلى البياض. وفي الشتاء ينفض ثوبه مغيرًا إياه بثوب جديد، وهذا الثوب الجديد لونه أبيض باستثناء بعض السواد على أطراف أذنيه الطويلتين.
وتنشط أرانب الحذاء الثلجي أثناء الليل بصفة أساسية، وهي تتغذى بأنواع مختلفة من الحياة النباتية، مثل الحشائش والأوراق. وفي بعض المناطق يسمح لها الثلج العميق أثناء الشتاء بالغذاء بأوراق أشجار، مثل الراتينجيات والصنوبريات. وتلد إناث أرانب الحذاء الثلجي حوالي أربع مرات في العام، وقد تلد ما بين أرنبين وأربعة أرانب في كل مرة.
وتفترس حيوانات كثيرة أرانب الحذاء الثلجي، مثل البوم الثلجي، والوشق (نوع من أنواع السنانير)، علاوة على هذا، يقوم الناس بقتل مئات الآلاف من أرانب الحذاء الثلجي كل عام من أجل الطعام والرياضة.

lepus_americanus

مواقف السيارات في البحرين

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٧ مارس ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

غدت مشكلة مواقف السيارات من القضايا التي تعد محور الأحاديث التي تدور في كل المجالس والمقاهي والتجمعات البشرية، فالجميع يتحدث عن هذه المشكلة البيئية الاجتماعية الجمالية.
الق بناظريك في كل مكان، وفي كل الأحياء، وأمام كل الوزارات والمباني الحديثة التي تقام، وكذلك في المدن الحديثة التي تقام والتي من المفروض أن تنشأ وقد أخذت في حسبانها كل الاعتبارات والمشاكل التي تعاني منها المدن القديمة.
لندارس بعض الأمثلة،

مستشفى السلمانية، الآن وبعد كل هذه السنوات أصبح تعاني لا بل وتعج بمئات السيارات وخاصة أثناء فترة الزيارات المسائية، ومع ذلك لم تحاول وزارة الصحة أن تحل المشكلة، ونحن نقول أما آن الوقت المناسب لأن يبنى في هذه المستشفى العريقة موقف للسيارات متعدد الأدوار، بحيث يكون قريبا ويسهل على الناس زيارة مرضاهم؟

مستشفى الملك حمد، مبنى جديد ورائع، وفي الحقيقة يذهلك هذا المبنى من الناحية الجمالية والتخطيط، وعلى الرغم من ذلك فمن الواضح أنه لم يتضمن المخطط وجود مواقف متعددة الأدوار، وحتى الساحة الأرضية التي خصصت للمواقف أغلقت وتم تحويلها إلى مركز للأورام، وهنا هل يحق لنا أن نسأل أين المواقف المخصصة لهذا المشفى الجديد؟

 

هيئة تنظيم سوق العمل، مبنى حديث ومليء بالبشر، عمال ومواطنين وأرباب عمل، ولكن تتفاجأ بأنه من غير مواقف للسيارات، ترى أين يمكن أن يذهب المراجعون؟
ونحن هنا لا نتحدث عن الأحياء السكنية التي بدأت تكتظ بالسيارات، وخاصة الأحياء السكنية القديمة، مثل أحياء المحرق والعاصمة، وإنما نحن هنا نتحدث عن منشآت ومبان حكومية أو تجارية يؤمها العديد من المراجعين والموظفين وجمع هائل من البشر كل يوم، ألم يكن من الأجدى أن نفكر في حل مثل هذه المعضلة قبل أن تستفحل؟

ونعتقد أن حل هذه المشكلة بسيط، وهي ألا تعطى أي رخصة لأي مبنى يزيد عدد أدواره على أربعة أدوار مثلاً أو خمسة - بحسب ما يتم الاتفاق عليه - وقد أنشئ هذا المبنى بهدف تجاري إلا قبل أن يتم وضع مواقف سيارات متعددة الأدوار في المخطط تكفي لعدد السيارات التي من المتوقع أن تشغل هذا المبنى، كما هو موجود حاليًا في (الستي سنتر)، ونحن لا نقصد مواقف للموظفين فقط وإنما يجب الأخذ في الاعتبار إيجاد مواقف للمراجعين أيضًا، فهم الأغلبية.
هذا مقترح، أتمنى التفكير فيه، وإلا سوف تأتينا أيام لن نستطيع أن نسير فيها بالسيارات، لأن الشوارع والطرقات وكل الأحياء ستتحول إلى مواقف للسيارات.

السبت، 14 مارس 2015

كيف تتعامل مع رئيسك في العمل؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٥ مارس ٢٠١٥

بقلم: د. زكريا خنجي

من أصعب الأمور التي تجول في خاطر الموظف - أيًا كانت درجته - هو معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع رئيسه – أيًا كان هذا الرئيس – سواء كان رئيس قسم أو وزيرا. إلا أننا يجب ألا ننسى أبدًا أن المسؤول ما هو إلا إنسان، يحتاج مثل ما نحتاج ويأمل مثلك تمامًا، لذلك فالتعامل العاقل مع المسؤول يمكن اكتسابه.
ونحن إذ نتحدث عن المسؤول، فإننا لا نتحدث عن بعض المسؤولين الشاذين الذي يعانون من مشاكل نفسية تؤرقهم وبالتالي يعكسون تلك العقد على موظفيهم، وإنما نحن نتحدث عن المسؤول السوي الذي يتعامل مع الناس بطريقة عاقلة إنسانية.
تشير الأدبيات الإدارية ذات العلاقة بطرق التعامل مع الأصناف المختلفة من البشر إلى وجود العديد من الطرق والأساليب التي لو قام الموظف باتباعها أو بعض منها مع المسؤول، فإنه يمكن إقامة علاقة جيدة مع الرئيس، من هذه الطرق ما يلي:


1ـ اعرف الرئيس جيدًا: إن معرفة الإنسان الذي تتعامل معه بصورة يومية، تملكك قوة، فمن الجميل أن تعرف من هو هذا الإنسان، ما خلفيته العلمية، ما خلفيته الإدارية، ما عاداته في العمل، وما أهدافه وما يحب وما يمقت. فالمسؤول - عادة - يحب الموظف الذي يعرفه جيدًا، ويعرف عاداته ورغباته، من دون أن يفصح عنها. ولكن من الأفضل دائمًا أن تكون حذرًا ولا تستخدم تلك المعلومات ضده.
2ـ لا ترفع الكلفة: فللمسؤول احترامه، ومهما تكن العلاقة بينه وبين الموظفين حميمة، فلا بد من الحفاظ على الاحترام اللازم فيما بينهم. حيث إن العلاقات الحميمة بين البشر قد تتخللها بعض التأثيرات الخطرة، فلربما ندم أحد الطرفين على سر باح به للطرف الآخر، أو ربما تلقى طلبات متطرفة من الآخر على نحو يحد من حرية التصرف واستقلالية التفكير لديه. ومن جانب آخر، فإن العلاقة الحميمة بين أحد الموظفين مع الرئيس قد تثير حفيظة الزملاء وتضعف ثقتهم بالموظف صاحب الحظوة. فالعلاقات الحميمة بين الموظف وبين المسؤول من أجل المحافظة على المركز والمنصب كمن يبني بيته على الكثبان الرملية، حيث لا تلبث أن تجرفه الرياح.

3ـ استمع إليه: إن الاستماع الجيد لا يعني فقط سماع الكلمات من المسؤول وتسجيلها، وإنما يعني التقاط المعاني الجانبية لكلماته أيضًا. وكذلك تلخيص الحديث والاستجابة بذكاء، فكيف يكون ذلك؟ ويمكن أن يتم ذلك بأن نركز على فحوى الكلام ونبعد عن أنفسنا التوتر والقلق، وأن نسجل بعض الملاحظات مما يقول، كما يجب أن يكون بيننا ما يعرف بالتواصل البصري وألا نقطع هذا التواصل، وعندما ينتهي من الكلام يمكن أن نطرح عليه سؤالاً أو اثنين حتى نتأكد من بعض النقاط. ولنتذكر عندما نتحدث مع المسؤول أن المسؤولين يفضلون الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى شرح كثير.
4ـ اختصر الحديث والحوار: نعتقد أن وقت المسؤولين أثمن كثيرًا من وقت المرؤوسين، ولذلك فإن إيجاز الحديث أمر أساسي جدًا، على ألا يكون الإيجاز على حساب توصيل الفكرة المطلوب وصولها إليه، فنحن دائمًا نقول إن الفكرة الجيدة يجب ألا تتعدى صفحة واحدة من دفتر المذكرات، وإن كان بالكلام فإنها يجب ألا تتعدى ركوب المصعد الى الدور الرابع فقط، فهل يمكننا ذلك؟
5ـ لا ترفع مشاكلك إلى الرؤساء بصورة دائمة مملة: فالمسؤولون يتوقعون أن يقوم الموظفون بحل مشاكل العمل اليومية بأنفسهم إلا فيما ندر والتي تحتاج فعلاً إلى تدخل إداري، فليس من الحكمة أن نطرق باب المسؤول بين الفينة والأخرى، لأنه حدثت مشكلة تافهة بين فلان من الموظفين والآخر بسبب تحريك كرسي أو طاولة أو ما شابه ذلك.
6ـ التزم اللباقة: أن تكون لبقًا يعني أن تكون دبلوماسيًا، فإن كنت ترغب في عرض فكرة، أو رأي، أو موضوع فمن المستحسن أن ننظم أفكارنا على نحو يجعل من هذا الرأي هو الخيار البديهي، وإن أمكننا نجعل الرئيس هو من يصوغ الفكرة بنفسه وبكلماته، فيكون ذلك أفضل.
ومن اللباقة أيضًا أن نعرض على المسؤول عددًا من الخيارات، بدلاً من أن نطرح حلاً واحدًا، مع شرح واف لكل فكرة وعرض محاسنها ومساوئها، وبعد ذلك نترك الأمر للمسؤول ليتخذ القرار المناسب، وفي المقابل إن تقدم المسؤول بأي اقتراح أو فكرة فإنه يجب ألا نتسرع في نبذها، فمن الأفضل أن نقوم بدراستها بدقة، ونحاول أن نتعرف على إيجابياتها وسلبياتها، وإن لم نوافق على الفكرة فمن الأفضل أن نستخدم الأسلوب الإيجابي في طرح أفكارنا، كأن نقول مثلاً: «هل يمكننا إجراء هذا التغيير من دون إحداث تعطيل كبير؟» أو «ربما تعترض الإدارة الفلانية على الفكرة، فهل يمكن أن نعيد صياغتها بالطريقة التالية ..»، مع توضيح بعض النقاط التي غابت عن رأيه.
7ـ لا تتكلم بسوء عن المسؤول: وهذا لا يعني أبدًا ذلك أن نمدح المسؤول في كل شارة وواردة، وأن نتملقه بمناسبة أو من غير مناسبة، وإنما القصد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره». كما يجب أن نبرز حسنات الرئيس أمام الآخرين، وخاصة أمام منافسيه. وكذلك فإنه من غير اللائق أن ندلو بأي معلومات جديدة في اجتماع بحضوره، فإن ذلك يقلل من شأنه، بالإضافة إلى أنه يرى بعض الباحثين في مجال التنمية البشرية في مجال الإدارة أنه يتعين – أحيانًا – أن نتنازل للرئيس عن شرف إتمام عمل يعود الفضل فيه إليه، فهذا فيه مصلحتك على المدى الطويل بشرط ألا يتحول ذلك «سرقة» مزمنة لأفكاركم. ويقول أحدهم «عندما تبدو صورة رئيسكم جيدة فصورتكم أنتم أيضًا تبدو جيدة. وعندما ينال هو ترقية، فإن نصيبكم في الترقية يصبح أفضل».
8ـ أبرز الجوانب الإيجابية: بصورة دائمة، يجب أن نبرز الجوانب الإيجابية لجميع العاملين وزملاء العمل وخاصة للمسؤول، فمن الجميل أنه عندما يرد اسم أحد الزملاء أمام الرئيس أو الريس أمام المسؤولين في الإدارة العليا أن نذكر حسناتهم لا سيئاتهم، فذلك يجعلكم في نظره كلاعبين في فريقه ويعزز سمعتكم كأشخاص يحسنون التعامل مع الناس.
9ـ التزم عادة البكور: لنتذكر دائمًا أن الوصول باكرًا الى العمل شبيه بالقول: «إنني متشوق لبدء العمل»، بينما المكوث بعد الدوام يعني «أنني لم أنجز عملي بعد»، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم بارك لأمتي في بكورها». ونحن نعتقد أن التبكير لا يعني الحضور مبكرًا فحسب، وإنما الإسراع في إتمام العمل وعدم التسويف وكل ما يؤدي إلى تأخير الأعمال.
10ـ كُن وفيًا: فإن وعدت المسؤولين بشيء فالتزم به، وإن أظهرتم أن في استطاعتكم إنجاز عمل ما وأخفقتم في إنجازه، فإنه من المستحسن أن تذكر ذلك للمسؤول مع ذكر الأسباب الحقيقية للإخفاق، وإن أيقنتم أنكم عاجزون عن تسليم العمل في الوقت المحدد، فأعلموا الرئيس بذلك، وسيكون انزعاجه أقل كثيرًا مما لو اكتشف الأمر لاحقًا. ويقول المستشار الإداري وليم ديلاني: «أفضل لكم أن تقترفوا خطأ شريفًا وغير مقصود من أن يذيع صيتكم كأناس لا يؤثق بوعودهم ولا يعتد بكلامهم».

وربما يختلف معي الكثيرون في بعض النقاط، وربما يتفقون معي، ولكن في النهاية ما نريد أن نقوله إنه يجب أن تتعايش مع مسؤولك مهما كان، لذلك حاول بطريقتك أن تكسبه إلى جانبك، ولكن كن حذرًا من التملق والمداهنة، فإن مثل هذه الأمور يمكن أن تكتشف بسهولة.
كل ما عليك أن تكون أنت نفسك، ولكن مع تقديم احتراماتك وقبولك للطرف الآخر.

ولكن تبقى قضية أخرى، كيف نتوقع من المسؤول الذي يتم معاملته بهذه الطريقة أن يتعامل مع مرؤوسيه؟ هل يتعامل معهم بالمثل والاحترام؟ وهذا موضوع آخر.

الأحد، 8 مارس 2015

كيف تكسب زملاء العمل ؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٨ مارس ٢٠١٥

بقلم: د. زكريا خنجي

في حياتنا العملية نعيش مساحة زمنية طويلة مع زملاء، ربما من الجنسين، نتعامل معهم ونضاحكهم ونأكل معهم وقد نشكو همومنا لهم، وهذه العلاقات قد تنمو فتنتقل إلى الحياة الاجتماعية، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الزواج بين الجنسين، وكل هذا أمر طيب ومقبول، ولكن ليس الأمر دائمًا يسير وفق الصورة الوردية المخملية، وإنما تبقى هناك العديد من الحالات التي يسودها سوء الظن والحسد وما إلى ذلك بين زملاء العمل، وهذا من الطبيعي أن يؤدي إلى القطيعة والكراهية وقطع العلاقات والاتصال بين تلك الأطراف.
وحتى لا نصل إلى مرحلة القطيعة وسوء الظن والحسد بين زملائنا نعتقد اننا نحتاج إلى تنمية بعض السلوكيات التي يمكنها أن تساعدنا ولو بصورة قليلة، بدلاً من تركها من غير الاهتمام بها، هذه السلوكيات حتى وإن كانت قليلة ولكن عندما نهتم بها ونرويها فإنها تكبر وتغدو وارفة، عندئذ يمكن أن نستظل بها كلنا، وسنحاول أن نتطرق إلى أهم تلك السلوكيات، وهي على قسمين:

أولاً: أخلاقيات عامة، وهي تلك التي يجب ألا نهملها أبدًا، ونعيشها دائمًا وتبقى جزءا أساسيا من حياتنا، وهي خمسة، وهي كالتالي:
1- إلقاء التحية والسلام، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتَى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». إن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب، فإذا أردت أن تفتح قلبًا فابدأه بالسلام وإلقاء التحية. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه.

2- ابتسم، ما يكمل إلقاء التحية أو يصاحبها أن تبتسم في وجه زميلك، الابتسامة التي تقول له من خلالها أنا أحبك، وكم افتقدتك منذ نهاية الدوام حتى اليوم، أو كم افتقدتك منذ آخر مرة شاهدتك فيها حتى الآن.
3- أنصت أو أصغِ، وهي ثقافة راقية يجب أن نتقنها ونمارسها ونعايشها في كل لحظات حياتنا، فإن غدت جزءا من سلوكياتنا فإن حياتنا ستتغير إلى الأفضل.
4- الاحترام، وهي عكس كلمة «ازدراء»، ويعد الاحترام أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان عن بقية المخلوقات، ويعبر عنه تجاه من حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام. وهو تقدير لقيمة الشخص الذي يتعامل معه، وإحساس بتميزه. ويتجلى الاحترام كقيمة أخلاقية بنوعية التعامل مع الشخص الآخر سواء بالقبول أو المجاملة أو حتى المشاعر.
5- لا تغضب، لا يمكن أن تستمر علاقة بين شخصين إن كان يسوده سلوك وقيمة «الغضب». نجد ويجد آخرون أن الغضب انفعال فطري طبيعي يشعر به الجميع، ولا يمكن اعتبار الغضب مشكلة في حد ذاته، إلا أن خطورة هذا الانفعال تكمن في عدم القدرة على السيطرة عليه، أو كما يقال عندما يخرج عن السيطرة، فينجم عنه عواقب غير محمودة تختلف حدتها من موقف لآخر. فالغضب عندما يتملك الفرد فإنه يؤثر على جوانب عديدة في شخصيته، مثل الجانب الأخلاقي، وذلك من خلال أقواله وأفعاله فيقوم بشتم أو ضرب من أمامه، كما يؤثر على الجانب الصحي، فيصاب ببعض الأمراض مثل الضغط أو السكري أو القولون العصبي أو رعشة في اليدين أو أمراض القلب، أما عن الجانب النفسي؛ فسيشعر دائمًا بالإحباط وعدم الرضا عن نفسه وعن من حوله، وفي الجانب الاجتماعي؛ تنشأ الخلافات في الأسرة بين أفرادها وقد تؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة، وفي العمل تجد أن الشخص كثير الغضب في مشاحنات دائمة مع زملائه ورؤسائه، كما أنه يؤثر على علاقات الجيران ببعضهم البعض وتحدث فجوة اجتماعية وتفكك بين الجيران، وليس هذا وحسب بل كل ما يحيط بالفرد في الحياة الاجتماعية. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «أوصني»، قال: (لا تغضب)، فردّد، قال: (لا تغضب).

ثانيًا: أخلاقيات خاصة؛ وهي بعض السلوكيات المهمة التي يمكن أن نمارسها مع زملاء العمل بصفة خاصة ومع بقية الناس بصفة عامة، وهي كالتالي:
1- تعرف على اهتمامات زملائك الحالية والمستقبلية؛ حتى تتخطى الحواجز التي يمكن أن تفصل بينك وبين زميل العمل فإنه من الجميل أن تتعرف على بعض اهتماماته وهواياته، وذلك من أجل أن تجدا لغة وموضوعا مشتركا يمكن أن تتحدثا فيه، وهذا يعني أن تنمو بينكما لغة واحدة للتواصل.
2- اعرف ظروفهم، في العمل كثيرًا ما يتم جمع المال من أجل شراء هدية لموظف أو موظفة لسبب أو لآخر، والعديد من الموظفين يتحرجون من المشاركة في مثل هذه الأمور وذلك ربما بسبب قلة الراتب أو الحاجة الماسة للراتب، لذلك من الجميل أن نعرف ظروف زملائنا في العمل - أيًا كانت - حتى لا نحرجهم بطريقة أو بأخرى.
3- التوصل إلى نقاط مشتركة أثناء الحوار، في أي حوار أو نقاش لابد من وجود نقاط مشتركة بين رأيك ورأي زميل، فلماذا لا نبدأ حوارنا ونقاشنا بهذه النقاش بدلاً من إبداء نقاط الخلاف في البداية، عندئذ لا نصل إلى حلول، فلو بدأنا بالنقاط المشتركة فلربما كان حوارنا أسهل، ويجب أن نعلم دائمًا أن الاختلاف - مهما حدث - فإنه لا يفسد للود قضية.
4- حاول أن تتعلم من زملائك؛ ليس عيبًا أن يتعلم أحد من الآخر، فلم يولد أحد وهو ملك كل العلم، وحتى إن كنت تعلم في بعض الأمور وجاءك من زملائك من يحاول أن يشرح لك بعض النقاط البسيطة التي قد تكون غامضة، فلا يجرحك ذلك أبدًا.
5- التواضع، وهي صفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وينشر الترابط بينهم ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو على المنبر: يا أيها الناس تواضعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من تواضع لله رفعه الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله عز وجل، فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبِير، وحتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير».
6- اعكس الأدوار، إن حدث بينك وبين زميلك أي خلاف، من الأفضل دائمًا أن تنظر للأمر من وجهة نظر زميلك، خذ مكانه، فكر بطريقته، ربما تجد نفسك في موضع يختلف عن موضعك السابق.
7- كن متعاونًا معهم؛ كن جزءا من فريق العمل، لا تعمل لوحدك فأنت لا تعرف متى سوف تحتاج إليهم، لا تتنمر ولا تتفرد وإنما كن متعاونا مع الجميع أيًا كانت الخلافات التي بينك وبينهم.
8- ابتعد عن التكلف بالكلام والتصرف، فأنت ابن هذا المجتمع، فلا أنت أعلى منهم مرتبة ولا أنت أفضل من الجميع، ولا تتفاخر بنفسك وبعلمك وبنسبك، فإنما أوتيت كل ذلك بطريقة ربما لم يكن لك يد فيها، فلا تكذب على زملاء العمل وتنظر إليهم بفوقية حتى وإن كنت كذلك، فكيف إن لم تكن؟
9- لا تحاول الادعاء بما ليس فيك؛ فإنك حتمًا ستنكشف، فلا توهم زملاءك بأنك قريب أو صديق الوزير أو المسؤول الفلاني، فإن مثل هذه الخدع لن تدوم.
10- ابتعد عن الثرثرة والقيل والقال؛ ولا تنقل الكلام بين الزملاء حتى وإن كان صحيحًا، فعن أسماء بِنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بشراركم؟» قالوا: بلى، قال: «المشاءون بالنميمة المفسدون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت». وقيل لحكيم: إن فلان قد شتمك في أحد المجالس، فرد عليه الحكيم: هو رماني بسهم لكنه سقط ولم يصبني، وأما أنت فحملت السهم وغرسته في قلبي.
11- شاركهم أفراحهم وأحزانهم؛ من أجمل الصفات والسلوكيات وخاصة إن كنت مسؤولاً أن تشارك موظفيك أفراحهم وتواسيهم في أحزانهم مشاكلهم، فمن الجميل أن تزور المرض عندما يمرض، والموظف حينما يتزوج، فإن كل هذه المشاركات ستفتح لك ابواب القلوب المغلقة مهما كانت مغلقة.

وفي الختام، يمكن أن نقول إن الخيارات دائمًا موجودة، فإنك تستطيع أن تختار بين مواجهة الشخص الذي تجد صعوبة في التعامل معه أو تستطيع أن تتجاهله أو أن تكسبه، فإذا اخترت مواجهة ذلك الشخص فإنك ستخسر وكذلك سيخسر هو، ولكن إن فضلت أن تكسبه فإنكما حتمًا ستكونان من الرابحين.

الاثنين، 2 مارس 2015

كائنات فطرية - ابن عرس

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج:٣ مارس ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

ابن عرس حيوان صغير، مكسو بالفرو وله جسم طويل ونحيل وأرجل قصيرة، ولابن عرس أعين نشطة ويقظة ذات لون بني غامق أو أسود، وأذنان مستديرتان، وهو موجود في جميع القارات باستثناء قارة أستراليا والقارة الواقعة حول القطب الجنوبي التي يطلق عليها اسم أنتاركتيكا. وابن عرس أكثر انتشارًا في غابات الصنوبر الشمالية، وهو موجود أيضًا في غابات المناطق المعتدلة الواقعة بين المنطقة الاستوائية والدائرتين القطبيتين، وفي الغابات والمراعي ذات الجو المعتدل بآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
وينمو ابن عرس طويل الذيل الموجود في أمريكا الشمالية ليصل طوله من 30 إلى 45 سم ويزن حوالي 255 جم، وأنثى ابن عرس أصغر حجمًا ويتراوح وزنها من 85 إلى 115 جم. وابن عرس الشائع في أوروبا وآسيا، أصغر حجمًا ويصل وزنه إلى 130 جم، وابن عرس الأدنى هو أصغر حيوان آكل للحوم في العالم، وينمو حتى يصل طوله إلى 25 سم ويزن حوالي 55 جم.
أما القاقم – ويعرف أيضًا باسم القاقوم أو الأرميني – فإنه نوع من ابن عرس ينمو حتى يصل طوله بين 22 و35 سم، وموطنه الأصلي النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وقد أدخل مع ابن عرس الشائع إلى نيوزيلندا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي من أجل مكافحة الأرانب الأوروبية التي كانت تقضي على مراعي الغنم المزروعة حديثا، ولسوء الحظ لم يفلح هذا الجهد الخاص بالمكافحة البيولوجية؛ لأن الحيوانات الآكلة للحوم التي تم إدخالها، وجدت فريسة أسهل في طيور الأعشاش الأرضية بنيوزيلندا.
ولابن عرس في معظم الأحوال، فرو على ظهره وجوانبه مائل إلى اللون البني، أو البني المائل للحمرة، أو البني المائل للصفرة، في حين أن له فروًا على أجزائه السفلية، لونه أبيض أو مائل للصفرة أو السمرة، وأما في الشتاء فإن فرو ابن عرس – الذي يعيش في الأجواء الآسيوية – يتحول إلى اللون الأبيض فيما عدا ذيله الذي يكون منقطًا بالأسود، ويوفر اللون الأبيض تمويها في الجليد، أما الذيل المنقط بالأسود، فقد يلفت نظر المهاجمين المفترسين مثل الطيور الجارحة، ويجعل المهاجم يُخطئ ابن عرس.
ولابن عرس حاسة شم قوية وحاسة بصر حادة، وله قوة تثير العجب بالنسبة لحجمه حيث يفترس الفئران والسناجب، وهو يعض الفريسة عادة في رقبتها أو في أسفل الجمجمة، ويأكل كذلك ديدان الأرض والحشرات والضفادع والسحالي والأرانب والذباب والحيّات والطيور، ومن الملاحظ أن جسم ابن عرس النحيل يمكنه من أن ينفذ بسهولة إلى جحور الفئران وشقوق الصخور وأعشاش السناجب، وكثيرًا ما يقوم ابن عرس باجتياح المزارع ويقتل من الدجاج أكثر مما يحتاج إليه في طعامه، ونتيجة لذلك يناصب كثير من المزارعين ابن عرس العداء على الرغم من أنه يقضي على حشرات المزرعة.
وتلد الأنثى في الغالب ما بين أربعة وثمانية من صغار ابن عرس في المرة الواحدة، وفي السنوات التي تكون الفرائس فيها موفورة يكون لابن عرس مجموعتان من الصغار.

n4hr_14032261481

المضافات الغذائية - صبغة أنديكو كارمين (الأزرق القرمزي) (E132)

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج:٣ مارس ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

تعد أنديكو كارمين (الأزرق القرمزي) (E132) من الصبغات الصناعية التي تصنع عادة من المشتقات البترولية (coal tar)، وعادة تسمى بالاسم العلمي (5,5›-indigodisulfonic acid sodium salt)، وتصنف هذه الصبغة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالرمز (E132).
في الجراحة، وتستخدم صبغة أنديكو كارمين (الأزرق القرمزي) (E132) في حقن الأوردة للكشف على المسالك البولية، حيث أنه من المعروف أن هذه الصبغة تترشح بسرعة وتتصفى بسرعة عن طريق الكلى من الدم، ويمكنها إضفاء البول اللون الأزرق. وهذه الآلية تتيح للجراح النظر إلى المسالك البولية للكشف عن الأضرار التي تعانيها، على أنه يجب أن يكون معلومًا أن الصبغة يمكن أن تسبب نوعًا ما خطرة الإصابة بضغط الدم في بعض الحالات.
وجد أن صبغة أنديكو كارمين (الأزرق القرمزي) (E132)، مركب ضار على الجهاز التنفسي في حالة استنشاقه، بل هو أيضًا مصدر لإزعاج الجلد والعينين، لذلك ينصح العاملين في المصانع التي تستخدم هذه الصبغة أن يكونوا حذرين بالتعامل معها وأن يقوموا ملابس الشخصية جيدًا وذلك باستخدام المعاطف المناسبة والقفازات والنظارات الواقية.
وأما من حيث تواجدها في المواد الغذائية فإنه لا يفضل تناول هذه الصبغة ممن لديهم تاريخ من الحساسية، كما يمكن أن يسبب الغثيان، والتقيؤ، وارتفاع ضغط الدم والحساسية في بعض الأحيان مثل الطفح الجلدي، والحكة ومشاكل في التنفس.
وأظهرت بعض دراسات التغذية على المدى القصير التي أجريت على الكلاب في الولايات المتحدة أن تلك الكلاب غدت أكثر حساسية للإصابة ببعض الفيروسات عندما تتغذى على أغذية تحوي هذه الصبغة.
كما أظهرت بعض الأبحاث التي أجريت في بريطانيا أن التغذية بمواد غذائية تحوي هذه الصبغة يمكن أن تسبب بعض الأضرار الوراثية، إلا أن هذه الدراسات لم تكون حاسمة ولم يتم التأكد من هذه النتائج بعد.
وفي المقابل، فإن لجنة الأطفال مفرطي النشاط توصي بالتخلص من هذه الصبغة من وجبات هؤلاء الأطفال الغذائية.

برنامج عمل الحكومة في مجال البيئة

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٣ مارس ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

لا نريد أن نتحدث كثيرًا على برنامج عمل الحكومة في مجال البيئة والتنمية الحضرية، ففي البرنامج الحكومة، هذا المحور يبلغ حوالي 3 صفحات، لذلك فإن هذه الزاوية لا يمكن أن تستوعبها، ولكن يكفينا أن ننقل المقدمة فقط، وهي كالتالي:
ركزت الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في محور «البيئة والتنمية الحضرية» ببرنامج عمل الحكومة للسنوات الأربع المقبلة على تحقيق أولوية استراتيجية مهمة هي «الإدارة المستدامة للموارد الاستراتيجية مع تأمين التنمية الحضرية المستدامة»، وتلك الأولوية تأتي في إطار حرص الحكومة على استكمال ما قطعته من أشواط على صعيد التنمية الشاملة والمستدامة، ولذا فإن هذا المحور يهدف إلى توفير كل الإجراءات التي من شأنها إطالة دورة حياة الموارد المحدودة عن طريق رفع كفاءة الإنتاج والعمل على ترشيد الاستهلاك، إلى جانب توفير البيئة الصحية الملائمة للسكان بحسب المعايير الدولية المتبعة.
ولتحقيق ذلك الهدف تضمن برنامج عمل الحكومة عددا من السياسات والمبادرات والإجراءات في مجالين رئيسيين هما:
1- تعزيز كفاءة استخدام الموارد والطاقة.
2- وتوفير بيئة آمنة وملائمة للسكان.
ولقد تم استضافتي للتحدث عن هذا المحور مرتين، الأولى على إذاعة البحرين والثانية في تلفزيون البحرين، لذلك لا أريد تكرار كلامي، إلا أني أحب أن أركز على أمرين قلتهما في اللقاءين، وهما:
1. يكفينا فخرًا – نحن المهتمين بالبيئة – أن وضع الشأن البيئي كمحور ضمن برنامج عمل الحكومة، وهذا يعني بجلاء مدى اهتمام حكومة مملكة البحرين بهذا الشأن ومدى حرصها على تفعيل هذا الدور وبجدارة، لذلك نشكر الحكومة على ذلك.
2. الأمر الآخر، يأتي الدور على الجهة التنفيذية في البلاد – المجلس الأعلى للبيئة – لتضع كل ما جاء تحت هذا المحور ضمن عملها اليومي، وذلك من خلال وضع آليات للتنفيذ وخطة عمل قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، لتحويل هذا الكلام المكتوب على ورق إلى واقع يعيشه الناس ويشعرون به، وإلا ما فائدة الكلام المكتوب؟
وهناك أمر آخر، حيث نعتقد أن على لجنة الخدمات والبيئة بمجلس النواب أن تعقد اجتماعات دورية مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالشأن البيئي، على الأقل كل شهر مرة لمتابعة تنفيذ البنود التي وردت في محور البيئة من أجل المتابعة وإزالة العراقيل وتقارب وجهات النظر بين الجهات الحكومية، مع عدم ترك الفرصة للمتملصين والمسوفين، وحتى لا يأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا لم نفعل شيئا.