الأحد، 22 مارس 2015

كيف يجب أن تتعامل مع مرؤوسيك ؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٢ مارس ٢٠١٥

بقلم: د. زكريا خنجي

بعيدًا عن جميع نظريات إدارة الأعمال والعلاقة القائمة ما بين الرؤساء والمرؤوسين، فإن هذه العلاقة - بين الرؤساء والمرؤوسين - يتخللها في الكثير من الأحيان شدّ وجذب، فبعض من الرؤساء يعتقد أن الموظفين كسالى ولا ينتجون ويضيعون الوقت من دون طائل ولا يتحملون المسئولية ولا يمكن الوثوق بهم، ولذلك فإن هذه الفئة من المسؤولين يعتقد أن الموظفين يحتاجون إلى رقابة شديدة، بينما نجد البعض الآخر منهم يعتقد عكس ذلك، حيث يرون أن الموظفين منتجون ويحبون العمل ويتحملون المسئولية ويمكن أن يوثق بهم، وبالتالي لا يحتاجون إلى رقابة شديدة، لذلك فإن الرئيس الذي ينظر إلى المرؤوسين نظرة سلبية تكون علاقته بالمرؤوسين سلبية، في المقابل فإن الرئيس الذي ينظر إلى المرؤوسين نظرة إيجابية تكون علاقته إيجابية في الغالب.
يقول الدكتور سامي الباحسين أستاذ الموارد البشرية: «إن العلاقة بين المديرين والمرؤوسين ليست على المستوى الذي يجب أن تكون عليه، فإن كثيرًا من المديرين يتعاملون مع الموظف باعتباره منفذًا للقرارات ليس أكثر، وأنه لا يمتلك الحق في إبداء الرأي أو مناقشة تلك القرارات، وأن هناك فئة من المديرين يحاولون التمثيل أمام البعض بأنهم يتقبلون المشاركة في اتخاذ القرارات وأن جميع ما يتم إنجازه يرجع فضله للموظفين، وأنهم يتبنون سياسة الباب المفتوح معهم، ولكن في حقيقة الأمر لا يقع ذلك على أرض الواقع، بل فقط في الاجتماعات والمناقشات العامة «يعني كلام فقط» وقد يرجع ذلك إلى وجود عدم الثقة في المرؤوسين». ويضيف الدكتور سامي الباحسين «إن كثيرًا من الموظفين يسودهم الخوف والرهبة تجاه المدير، وذلك خوفًا على ترقية لا يرشح لها أو على حافز يفقده أو إجازة لا يوافق عليها.. إلخ، وبالتالي لا يتجرأ على مناقشة المدير في أي قرار يتخذه ولسان حاله يقول: هو المسؤول عن المنشأة وليس أنا».

وهنا ربما يرد سؤال؛ ماذا يريد الموظف من رئيسه؟
ترى كم موظفا يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال؟
يمكننا نحن أن نجيب عن مثل هذا التساؤل، حيث يمكننا أن نقول إن المرؤوسين يريدون: العدالة والمساواة بين المرؤوسين، وتوزيع العمل بينهم على أساس القدرات والمهارات، والوثوق بهم كموظفين أكفاء يمكن الاعتماد عليهم والوقوف معهم في حالات تعرضهم لمشاكل صحية أو تنظيمية، والعمل على رفع مستوياتهم عن طريق التعليم والتدريب، مع الاستمرار على شكرهم وتشجيعهم وتحفيزهم.
كما ينبغي للرئيس ألا يكون اهتمامه منصبًا على العمل فقط - مع أهمية ذلك - لكن يفترض أن يشاطر المرؤوسين أفراحهم وأحزانهم ويقدر ذلك أحسن تقدير، فنحن نعتقد أن الرئيس ينبغي أن يبادر إلى تهنئة المرؤوسين عند ترقيتهم وزواجهم وإنجابهم الأولاد، ويبادر إلى مواساتهم عند تعرضهم لمصائب كوفاة أحد أقاربهم ونحو ذلك. ومثل كل هذه العلاقات الإنسانية يتيح للفرد أن يحطم الحواجز بين النفوس وأن نرتقي بعلاقاتنا مع بعضنا البعض، وإننا نجد أن ساحة العمل لا يجب أن تكون ساحة حرب بقدر ما يجب أن تكون مكانا للتعامل الإنساني بين الرئيس والمرؤوسين، لذلك فإن على الرئيس أن يتعامل مع المرؤوسين وفق الأمور الثلاثة التالية، وهي حريات الرأي مكفولة للجميع، الحوافز والتكريم وعلاقات العمل، العلاقات الثنائية بين الرئيس والمرؤوس، وسوف نحاول أن نلقي بعضًا من الضوء على هذه النقاط.

1. حريات الرأي مكفولة للجميع
أ‌. أعط مرؤوسك فرصة للحديث من دون مقاطعة منك.
ب‌. دع مرؤوسك ينفس عما بداخله من مشاعر وأحاسيس حتى وإن كانت مشاعر غضب واستياء وإحباط.
ت‌. اشكر المرؤوس عندما يؤدي عملاً جيدًا أو متميزًا.
ث‌. لا تتجاهل مرؤوسك واطلب منه المشورة كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
ج‌. أشرك مرؤوسيك واستشرهم في وضع الأهداف والخطط المتعلقة بالإدارة أو القسم أو المنشأة، ولكن لا تضع الوقت مع من لا يفهم أهداف المؤسسة ورسالتها.
ح‌. شجع مرؤوسيك على نصح وإرشاد بعضهم البعض، واخلق بيئة من التعاون الإيجابي بينهم .
خ‌. اغرس في مرؤوسيك الجرأة في النقاش وإبداء الرأي، وطرح السؤال عن كافة شؤون العمل حتى يتسنى لهم استيعابها بدقة، ولا تعطهم كل شيء جاهزًا وبلا فائدة.
د‌. اسمح بالخطأ وتسامح فيه فالخطأ طريق التعلم، وفي بعض الأحيان يمكنك التغافل عن بعض الأمور التي يمكن تعديلها.
ذ‌. أصغ أكثر مما تتكلم، وخاصة إن جاء الموظف يريد أن يتكلم.
ر‌. حاول أن تفهمهم وتستوعبهم، واقبل أسلوبهم حتى وإن كانوا ضعفاء في قدرتهم على التواصل.
ز‌. اطلب من مرؤوسيك وصف المشكلات واقتراح الحلول، وأعطهم فرصة للتحدث وحاول أن تدوّن كل ما يقولون، وشجعهم أيضًا على تدوين كل ما تقول أنت.
س‌. شجعهم على التفكير الإبداعي والتخيل، والتفكير خارج الصندوق.
ش‌. شجع مرؤوسيك على مناقشتك ومراجعة قراراتك وآرائك.

2. الحوافز والتكريم وعلاقات العمل
أ‌. استخدم دائمًا الاسم الأول أو ما يحب من أسماء للمرؤوس وكرره أثناء حوارك معه.
ب‌. لا تكن صريحًا أكثر من اللازم ولا غامضًا أكثر من اللازم وتعامل معهم بحكمة وحذر.
ت‌. تعاطف مع مواقف مرؤوسك إن كان مصيبًا.
ث‌. عامل مرؤوسيك كزملاء، وليس كأعداء.
ج‌. إن أردت أن تطاع فامر بالمستطاع، فلا تثقل عليهم وتطالبهم بأداء أعمال أكثر من طاقاتهم، ثم تحاسبهم عليها، ودائمًا راع الفروق الفردية بينهم.
ح‌. ضع الموظف المناسب في المكان المناسب، عندئذ حفزه لإنجاز الأعمال.
خ‌. لبّ احتياجات المرؤوسين قبل احتياجاتك، وخاصة فيما يتعلق بالترقيات والحوافز.
د‌. ساعد مرؤوسيك على تنمية وتطوير مهاراتهم ومواهبهم وقدراتهم من خلال المشاركة في الدورات التدريبية والندوات وما إلى ذلك.
ذ‌. شجع المثابرة وتكرار المحاولة.
ر‌. لا تنشد الكمال من نفسك ولا من الآخرين، فالكمال لله وحده.
ز‌. شجعهم على العمل بروح الفريق الواحد.
س‌. دائمًا وأبدًا ضع في اعتبارك أن زملاءك قد يصبحون رؤساء بعد ترقيتك فاحرص على دعم أواصر الود والتفاهم معهم، وقد يحدث أن أحد مرؤوسيك يرتقي ويصبح رئيسك في يوم ما، فلا تخسره.
ش‌. لا تكافئ جميع مرؤوسيك بنفس الطريقة، وحاول أن توازن بين التلقائية والرسميات في التكريم والمكافآت، ولا تخص فئة بعينها بالمكافآت والمكرمات، وتهمل فئة أخرى.
ص‌. لا تفترض أو تظن أو تشك في أي شيء من دون التحقق منه.

3. العلاقات الثنائية بين الرئيس والمرؤوس
أ‌. دائمًا احترم الرأي الآخر.
ب‌. لا تفقد صوابك ولا تغضب فهذا يساعدك على اتخاذ القرارات الصحيحة، وإن غضبت أو فقدت صوابك حينها فلا تتخذ أي قرار، لأنك حتمًا ستندم عليه يومًا ما.
ت‌. تصرف بحكمة وتعقل ولو فقد الآخرون رشدهم لكي تمسك بزمام الأمور.
ث‌. صن لسانك وتكلم بأدب واحترمهم، واعلم أن للجسم لغة واضحة تتحدث عنك.
ج‌. اسأل الآخرين عن أحوالهم وتقبل أعذارهم قبل أن تنهال عليهم بالنصح والتحذيرات.
ح‌. اهتم بشؤون مرؤوسيك الخاصة وكأنهم عائلتك، فأنت الأخ الأكبر.
خ‌. كن لطيفًا واحتفظ بروح الدعابة حتى في أحلك الظروف.
د‌. أتقن فن الاتصال والتواصل حتى تتمكن من التواصل معهم بصورة جيدة وواضحة.
ذ‌. شجع مرؤوسيك على إقامة التوازن بين حياتهم الشخصية والعملية، وحاول أن تغرس فيهم ألا يخلطوا ما بين مشاكلهم وحياتهم الشخصية وحياتهم في العمل.
ر‌. حاول أن تشركهم آمالك وطموحاتك كما تشركهم في أعمالك.
ز‌. انتقد الأداء والأفكار ولا تنتقد الأشخاص.

عمومًا، هذه بعض الأمور التي يجب أن يراجعها الرئيس بصورة يومية حتى لا يقع في الخطأ عند تعامله مع المرؤوسين، وجميعنا يعلم أن هذه العلاقة يكتنفها الكثير من الخوف والكراهية وعدم التعاطف، لذلك يجب أن نعيد النظر في مثل هذه العلاقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق