الأحد، 16 مارس 2014

المسؤول الديمقراطي.. كيف نتعامل معه؟

 

  تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٦ مارس ٢٠١٤

بقلم: د. زكريا خنجي

ونحن نتدارس الأنواع المختلفة من المديرين والكيفيات المناسبة للتعامل معهم، يمكننا أن نتعرف بصورة واضحة على النوع الثاني، وهو المسؤول الديمقراطي.
وهذا نوع آخر من المسؤولين الذين قلما نجدهم في عصرنا الحالي، ولكننا نعتقد أنهم موجودون، ويتصفون بالعديد من الصفات والسلوكيات التي ينفردون بها عن غيرهم من المسؤولين.
فهؤلاء لا ينفردون بالسلطة، بل يشركون الآخرين معهم في التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرار، ويسمحون للموظفين بإبداء الرأي والمناقشة من دون التعصب للرأي الواحد أيًا كان هذا الرأي ومن أي مصدر، ولا يستأثرون بالسلطة وإنما يعقدون الاجتماعات المنظمة والمنتظمة، ومع حرصهم أن تسود في هذه الاجتماعات أجواء التفاهم والتعاون والتشاور، فلا يلجأ هذا المسؤول إلى التعسف أبدًا.
ليس ذلك فحسب وإنما يتصف هذا المدير بأنه يحب تنمية شخصية كل موظف لديه ويجعله يستقل بقراره، كما ويساعده في القيام بالأعمال التي ربما تصعب عليه، فهو يقضي جزءا من وقته في العمل مع الآخرين ولكنه لا ينوب عنهم ولا يفكر أو يتخذ القرار عنهم، وإنما يشجعهم بحيث يسمح لكل فرد وموظف بتنمية ما يخصه من قدرات وميول واتجاهات واستعدادات، وليس إخضاع الأفراد لتعليماته وأوامره الأحادية المنهج والاتجاه وقولبتهم في قالب واحد، لذلك فهو يشجع على الابتكار والإبداع والتجديد والتجريب والتغيير.
ويمكن اختصار أهم مميزات المسؤول الديمقراطي في النقاط التالية:
1- يتوقع الإمكانات الوفيرة والقوية لدى مرؤوسيه.
2- يعرف كيف يستفيد من قوة المرؤوسين وإمكاناتهم.
3- يعرف كيف يفوض الواجبات ومتى يفوضها.
4- يحرر نفسه من الأعمال الروتينية التفصيلية ليحول جهده إلى قيادة مبدعة.
5- سريع التصرف والثناء على الأفكار التي يقترحها الآخرون.
6- يحول الى الموظفين كل الأعمال التي تخصهم.
7- يتصرف مع مرؤوسيه بصداقة وكمستشار مساعد.
8- يرغب في أن يكون شخصية محترمة بحق، كما يحترم الآخرين.
9- يهتم كثيرًا بنمو الأفراد وبالحرية وعدم مضايقتهم.
10- يدفع الآخرين إلى الظهور والتقدم فلربما يتذوقون طعم النجاح.
11- يعتقد أنه يجب أن تمنح الفرصة للأفراد كلما أمكن لتحمل المسؤولية وممارسة القيادة.
12- مرن في تعامله مع الموظفين وكذلك العملاء.
13- يشرك الموظفين في رسم سياسة الإدارة وخطتها، وفي التنفيذ واتخاذ القرارات.
14- يضع كل موظف في المكان المناسب له.
15- يحدد مسؤولية كل موظف ويتأكد من عدم تعارضها مع زملائه.
16- يهتم بإنشاء علاقات عامة ثنائية مع الموظفين ومع العملاء الخارجيين إن أمكن.
حسنٌ، كيف نتعامل مع هذا المسؤول؟
قبل أن تفكر في كيفية التعامل مع هذا النموذج من الرؤساء عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال: هل أنت تحب التعامل مع هذا النموذج ؟ حيث إن هناك العديد من الموظفين والبشر لا يحبون هذه النوعية من الرؤساء، والسبب يعود إليهم هم أنفسهم، فهم لا يرغبون في التفكير أو اتخاذ القرار ولا يودون تحمل المسؤولية، بالإضافة إلى أن هذه النوعية من المديرين لا يحبون المطبلين، لذلك فإنهم يتجنبون العمل مع هذه النوعية من الرؤساء، وأما إن كنت تحب العمل معهم، فيمكنك إتباع بعض التعليمات حتى تتسهل بينك وبينه الأمور:
1- يجب أن تكون العلاقة القائمة بينك وبين رئيسك قائمة على الاحترام، فهذا المسؤول بقدر ما يجد نفسه يقدم كل ما يمكن تقديمه للموظفين فإنه يتوقع منهم أن يقابلوه بالاحترام، وإن لم يكن كذلك فإن ذلك يؤلمه.
2- كن إيجابيًا معه، وقدم أفكارك بوضوح، وكما نقول دائمًا قدم مقترحاتك وأفكارك على ورق أو أي وسيلة، وذلك من أجل أن يحفظ حقك ولا تضيع مجهوداتك.
3- عزز مهاراتك التنظيمية والإدارية من حيث التخطيط والتنسيق بين الأفراد والإدارات، وتعاون مع المسؤول وبقية الأفراد والإدارات بكل أريحية.
4- حاول دائمًا أن تعمل بروح الفريق الواحد، وهذا لا يعني أن لا تتميز عن غيرك بالجهد والإبداع والثقة بالنفس.
5- ركز على مواطن قوتك، واستثمرها، ولكن لا تنسى أن تطور من مواطن ونقاط ضعفك، بقدر ما تستطيع.
6- تعلم من أخطائك مهما كانت صغيرة، فإن وجهك رئيسك الى الخطأ فتقبل منه فإنه يريد مصلحتك وخاصة إن كانت النصيحة بينك وبينه.
7- وإن أخطأ هو فحاول تصحيح الخطأ من غير أن تشعر الآخرين بوجود خطأ، ويمكن أن تشرح له بعد ذلك دوافعك لتصحيح الخطأ.
8- احترم ذاتك وتحمل المسئولية عند اتخاذ القرارات وإعطاء وجهة النظر في القرارات بصورة ايجابية أو سلبية من دون التحاذق والنفاق.
9- نظم هندامك ومظهرك وكذلك مكتبك، فهذه الصورة مهمة لأنها تعكس شخصيتك للآخرين.
10- لا تحمل إليه الشكوى والضجر والمشاكل، حاول بقدر الإمكان أن تحل مشاكلك والشكاوى بنفسك، ولكن إن استصعبت عليك الأمور يمكن أن تلجأ إليه.
11- كن من الأشخاص الذين يمكن أن يعتمد عليهم، وخاصة في تفويض المهام واتخاذ القرارات وما إلى ذلك.
12- لا تسوف في العمل ولا تضيع الوقت في الأمور التافهة.
13- عند تبليغك بوجود اجتماع فاستعد وجهز أوراقك ومستنداتك، وخاصة إن كان الاجتماع دوريا.
14- إن طلب منك أن تقدم وجهة نظر في موضوع قل ما تجده في قلبك وعقلك، بكل وضوح، سواء كان بالموافقة أو بالرفض، مع شرح لموقفك، فإن ذلك سيزيد من احترامك.
15- دائمًا فكر خارج الصندوق، إن لم يكن هذا أسلوبك في التفكير فحاول أن تتعلمه لأنه طريقة تتيح فرصة واسعة لتقديم الأفكار والمقترحات.
عمومًا، ليس من الصعوبة التعامل مع المسؤول الديمقراطي، وخاصة أن كانت العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل بين الطرفين، وما ذكرناه ما هو إلا غيض من فيض، فمثل هذا المسؤول ذو قدرة على ترك المساحة مفتوحة لك للعمل والإبداع، فحاول أن تستغل المساحة ولا تستغله هو، فهو أذكى من ذلك. ولنا لقاء مع مسؤول آخر في المرة القادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق