الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الطريق إلى البر

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٥ فبراير ٢٠١٤

زكريا خنجي

منذ أيام وخاصة بعد الانتهاء من اختبارات الفصل الدراسي الأول وبداية عطلة الربيع والناس في البحرين تشد رحالها إلى منطقة الصخير.
ويتميز البر هذا العام بالخضرة والهواء الرائع والأجواء المشمسة.
كل منا يحتاج إلى قضاء ولو جزء يسير من يومه أو أسبوعه بين ربوع الأجواء الصحراوية، فالخلوة الصحراوية تعيد توازن النفس البشرية بصورة غير طبيعية.
وهذا العام، فرض على المخيمين مبلغ وقدره 50 دينارا وذلك كتأمين للمغادرة النظيفة والمحافظة على البر، وهذه الفكرة ممتازة إلى حد كبير، حيث أن هدفها أن يقوم المخيم بتنظيف المنطقة التي قام بالتخييم عليها والمحافظة عليها وتركها كما كانت قبل أن يقوم باستخدامها والتمتع بها، وعندما تتأكد المحافظة الجنوبية أن المخيم قد أدى كل مهام النظافة فإنها ستعيد المبلغ المذكور إليه.
في السنوات الماضية كانت المخلفات تتراكم في البر، وفي نهاية الموسم تقوم البلدية الجنوبية بتنظيف البر وبذل الجهد الكبير في ذلك حيث تظل تعمل منذ لحظة خروج آخر المخيمين حتى عودة أول المخيمين من الموسم التالي، وهذا العمل - كما أشار أحد المسئولين - يكلف البلدية الجنوبية سنويًا مبلغ لا يقل عن 100 ألف دينار إن لم يكن أكثر.
ونحن نقول إن هذا المبلغ كبير، ربما امكن من الاستفادة منه في توفير الخدمات الأولية والضرورية في البر بدلاً من هدرها في عمليات التنظيف التي يمكن أن يقوم بها المخيم نفسه.
يقول لي صديق أن قضى نهاية عطلة الأسبوع المنصرم في البر - هو وأهله - وفي نهاية اليوم كان ناتج المخلفات حوالي 3 أكياس من القمامة.
فلنتصور، هذا ليوم واحد فقط، فإن جلسنا حوالي 30 يوما، فبعملية حساب بسيطة فإن ناتج المخلفات ستكون حوالي 90 كيس قمامة.
أضف إليها كميات من الخشب التي قمنا بجلبها إلى البر للحرق ولكنها لم تحرق لأنها كانت كميات كبيرة، وليس من المعقول أن نعيدها إلى المنزل بعد نهاية الموسم.
أضف إليها بعض الكنبات القديمة التي نريد أن نتخلص منها فجلبناها للبر لتقضي آخر أيام حياتها.
أضف إليها بعض إطارات السيارات التي استخدمناها لتنزيين المخيم وأدوات للعب الأطفال، ولا نريد أن نعيدها إلى المنزل.
أضف إليها أشياء كثيرة، ربما تتخيلونها أكثر مني.
ترى ماذا سيكون منظر المخيم بعد الانتهاء من الموسم، وترك كل شيء مكانه؟
حتمًا ستكون المنطقة وكأنها ساحة معركة ولكنها من حيث لا جثث.
كل الذي نرجوه من المخيمين الاهتمام بنظافة البر، فالبر بيئة صحراوية تحتاج منا إلى رعاية، وخاصة أن البر لدينا في البحرين ليس بالمساحات الكبيرة حتى يمكن غض الطرف عن تلك الكميات من القمامة التي تترك.
فالبر صغير ولكنه ممتع، فستمتع بقدر ما تستطيع وأترك الحياة الفطرية من غير أن تتسبب في إيذائها.
Zkhunji@hotmail.com
@ Z_Khunji

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق