الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

المضافات الغذائية - صبغة الورا الحمراء أ سي (E129)

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢ ديسمبر ٢٠١٤

بقلم الدكتور زكريا خنجي

تعرف صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) بأنها من صبغات آزو (azo) الصناعية التي بدأ استخدامها عام 1971 في الولايات المتحدة الأمريكية بدلاً عن صبغة الامارانث (E123). وللصبغة العديد من الأسماء مثل: (C.I. 16035)، لون الغذاء الأحمر 17، (FD & C Red 40)، بالإضافة إلى الأسماء العلمية الأخرى.
وعادة ما تكون الصبغة على هيئة مسحوق أحمر داكن، وتستخدم كواحدة من أملاح الصوديوم، وربما تستخدم على حد سواء كأملاح الكالسيوم والبوتاسيوم. وهو قابل للذوبان في الماء ليتحول إلى محلول، والحد الأقصى للامتصاصية تقدر بحوالي 504 نانومتر، ودرجة انصهاره يتجاوز 300 م. وتعد صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) واحدة من المواد الكيميائية الأكثر إنتاجًا.
ويتم تصنيع صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) من المشتقات البترولية (coal tar)، وعلى الرغم من الاعتقاد الخاطئ الشائع، فإن الصبغة صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) لا تستخرج من الحشرات، على عكس بعض الصبغات الأخرى.

الآثار السلوكية المحتملة
صدرت عدة تقارير ودراسات حول موضوع المضافات الغذائية وخاصة الألوان الغذائية، وربما من أشهرها تقرير عام 2007 من جامعة ساوثامبتون حول تأثير أصباغ (azo) على الأطفال ذوي الثلاث السنوات من العمر والذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 – 9 سنوات، وتقرير عام 2006 الذي أشار المؤلفون إلى أنه من الصعب تقيد كل هذه الأصباغ من دون التسبب في حدوث نقص التغذية.
وردًا على ذلك، فإنه في 6 سبتمبر 2007 أصدرت هيئة مواصفات الأغذية البريطانية بعض المواصفات المنقحة بشأن بعض الإضافات الغذائية الاصطناعية، بما في ذلك صبغة الورا الحمراء أ سي (E129).
صرح البروفيسور ستيفنسون، الأستاذ المشارك في التقريرين، «لقد كانت هذه دراسة من الدراسات المهمة في مجال البحث، وتشير النتائج إلى وجود ترابط بين استهلاك مخاليط ألوان الطعام الاصطناعية والمواد الحافظة مثل بنزوات الصوديوم وزيادة في سلوك مفرط لدى الأطفال». وأضاف: «ومع ذلك، يجب ألا يعتقد الآباء أنه بمجرد إزالة هذه الإضافات من المواد الغذائية يمكن أن نمنع اضطرابات السلوك المفرط، حيث إننا نعلم بوجود العديد من المؤثرات الأخرى التي يمكن أن يكون لها ذات التأثير، وهذه واحدة، وإن كنا ننصح بتجنبها».
ووجدت دراسة أخرى أن زيادة مستويات النشاط المفرط واضطرابات نقص الانتباه بسبب النشاط المفرط لدى الأطفال ناتجة عن تناولهم بعض المواد الكيميائية. وبناء على هذه الدراسة، نصحت الهيئة المعنية في المملكة المتحدة بالتخلص من بعض الألوان الاصطناعية، مثل: أصفر غروب الشمس، Carmoisine، التارتازين، بالإضافة إلى صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) من وجبات الأطفال الذين يعانون من النشاط المفرط، حيث أشارت نصائح الهيئة إلى أنه يمكن أن يكون لذلك بعض الآثار المفيدة.

الآثار الصحية
لم تشر الدراسات إلى أن صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) يمكن أن تكون ذات تأثيرات سمية جينية، أو أنه يمكن أن تسبب السرطان، ولكن مركب (para-cresidine) الذي يستخدم في إنتاج الصبغة، وجد أنه يمكن أن يسبب أورام المثانة عند القوارض، ولكن لم يتم العثور على المركب بصورة حرة في الصبغة. كما أنه لم توجد دلائل على أن صبغة الورا الحمراء أ سي (E129) يمكن أن تسبب عيوب خلقية في الفئران أو الأرانب، ولا حساسية الجلد فيهما.

القوانين
في 10 إبريل 2008، دعت هيئة مواصفات الأغذية بإزالة الطوعية أو بالتخلص الطوعي من الألوان – ولكن ليس من بنزوات الصوديوم – بحلول عام 2009. بالإضافة إلى ذلك، فقد أوصت بأنه ينبغي أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخلص منها سواء في الأطعمة أو المشروبات على مستوى الاتحاد الأوروبي على مدى فترة محددة. إلا أن هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (FSA) طلبت من المملكة المتحدة بمراجعة الدراسة، حيث أشارت الهيئة الأوروبية إلى أن الدراسة قدمت أدلة محدودة وذات دلالات إحصائية صغيرة. وفي نفس السياق فقد خلصت (FSA) إلى أن الاستهلاك اليومي المقبول من الألوان التي تم تحليلها في الدراسة ساوثامبتون لا تحتاج إلى تغييرها. ولكن أصر وزراء المملكة المتحدة على التخلص من ستة ملونات تدريجيًا بحلول عام 2009.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق