الاثنين، 12 يناير 2015

أين تقبع البكتيريا الملوثة؟

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٣ يناير ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

وأنا أبحث في الموضوعات المتعلقة بالبيئة والكائنات الدقيقة وقع بصري على هذا التقرير بعنوان (ملابس الطاقم الطبي تنقل البكتيريا والجراثيم) جاء فيه أن دراسة فرنسية جديدة أفادت بأن ملابس الطاقم الطبي تبدو حافظة وناقلة للجراثيم والبكتيريا، وبينت النتائج أن 65% من محتوى ملابس الممرضات محملة بالجراثيم والبكتيريا، و60% من ملابس الأطباء ملوثة بالجراثيم، وتكمن خطورة هذه البكتيريا في نقل العدوى ومزيد من الأمراض للمرضى، وربما للأهالي والأطباء والممرضات، لذلك لم يكن أمام إدارة المستشفيات إلا أن تلزم الطواقم الطبية بتغيير ملابسهم يوميًا، أو استبدالها خلال اليوم الواحد، في حال كانت مدة العمل طويلة.
هذا الموضوع جعلني أتتبع وأحاول أن اطلع على أكثر الأماكن تلوثًا بالبكتيريا من غير أن نشعر، وخاصة الأدوات التي نستخدمها باستمرار، فتبين لي أن الأمور تحتاج منا – فعلاً – إلى إعادة النظر في الكثير من الإكسسوارات التي نستخدمها، فقد تبين التالي:
كشفت دراسة بريطانية أن «حقائب النساء» ملوثة بكميات من البكتيريا تفوق الموجودة في المراحيض العادية، وذكرت أن الاختبارات أظهرت أن واحدًا من كل خمسة أذرع لحقائب نسائية، يشكل موطنًا لأنواع من البكتيريا يمكن أن تشكل خطرًا على صحة الإنسان.
ليس ذلك فحسب، وإنما كشف البحث، أن أقذر العناصر الموجودة في حقيبة اليد العادية هو كريم اليدين، وأن عبوات كريم اليدين تحمل بكتيريا أكثر من قاعدة المرحاض العادي، بينما وجدوا أن وضع أحمر الشفاه وعبوات الماسكارا أفضل بقليل. وقال القائمون على الدراسة إن حقائب اليد الجلدية هي الأكثر تلوثًا بالبكتيريا، لأن نسيجها الإسفنجي يوفر الأجواء المثالية لنمو البكتيريا وانتشارها. واقترح الباحثون على النساء تنظيف حقائبهن بشكل منتظم بمناديل مبللة، أو جيل مضاد للبكتيريا لمنع انتشار التلوث ومسح أياديهم بعد ذلك.
وأفادت دراسة قديمة أن الأيدي المبللة تساعد على نشر البكتيريا في الجسم بشكل مضاعف مقارنة بالأيدي الجافة، وأكد علماء من عيادة مايو الأمريكية أن البيئة المبللة والرطبة تعد الأمثل لتكاثر البكتيريا، وهذا ما يفسّر وجود البكتيريا على الأيدي المبللة بشكل أكبر من الأيدي الجافة. وينصح الأطباء بغسل اليدين عند لمس أشياء عامة، كأزرار المصاعد وعربات التسوق والعملات الورقية فهي من أكثر الأجسام الحاملة للميكروبات.
خلصت دراسة أكاديمية إلى أن 88% من العملات الورقية تحتوي على بكتيريا معدية، تنتقل بسهولة عبر تداول العملات بين الأشخاص وخاصة الفئات الصغيرة. وبينت الدراسة التي أعدها باحثون في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عام 2011، أن الإصدارات القديمة من الأوراق المالية كانت تحمل نوعين من البكتيريا، بينما الإصدارات الجديدة تظل «نظيفة» من الملوثات، بسبب عدم انتقالها بشكل كبير بين الأشخاص. وأوضح الدكتور أحمد الغامدي، الأستاذ المساعد واستشاري الميكروبات الطبية، ورئيس قسم التغذية العلاجية بكلية العلوم الطبية التطبيقية، ورئيس مختبر الأحياء الجزيئية التشخيصي بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز أن تداول النقود بشكل مستمر، بين أيدي فئات متعددة من الناس، بينهم السليم والمريض على حد سواء، وبين من يحرص على النظافة الشخصية وغسل الأيدي، وبين من لا يكترث، يؤدي إلى احتمال تلوث هذه النقود بأنواع مختلفة من الميكروبات، وبالتالي سهولة انتقالها بين المتداولين.
وأضاف الغامدي: «أجريت هذه الدراسة عدة مرات، وعلى فترات متباعدة، على الفئات الصغيرة من الأوراق المالية، كالريال وفئة الخمسة ريالات، باعتبارها الأكثر تداولاً بين جميع الشرائح، إلى جانب عملات أجنبية لعدد من الجاليات المقيمة في السعودية، وخصص البحث ضمن مقرر بحثي اشترك فيه طلاب وطالبات السنة الرابعة بقسم تقنية المختبرات الطبية بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالجامعة».
وأثبتت الدراسة أن 88% من الأوراق النقدية من فئة الريال، التي تم اختبارها تحمل نوعين أو أكثر من أنواع البكتيريا، بينما كانت عينات الأوراق المالية الجديدة، كما يطلق عليها في مؤسسة النقد «الإصدار الخامس للريال» قبل تداولها، خالية من البكتيريا. وأشارت الدراسة إلى أنه كلما زاد تداول العملة الورقية، زادت إمكانية تلوثها بالبكتيريا، وكلما كانت متسخة أو مشوهة، كانت أكثر عرضة لهذا التلوث، مبينة أن معظم أنواع البكتريا المكتشفة نوع يسمى «المعزولة»، وهي بكتيريا طبيعية لا تسبب المرض إلا في حالات نادرة، أما النوع الثاني من البكتيريا وتسمى البكتريا «الانتهازية»، يمكن أن تسبب المرض في حال توافر العوامل المناسبة. وبينت الدراسة أن النوع الثالث من البكتيريا يشكل 38% من نسبة البكتيريا، وهي البكتريا العنقودية، التي يمكن أن تتسبب في بعض الأمراض السطحية كالتهابات الجلد، والدمامل، والتهابات ملتحمة العين، والتسمم الغذائي نتيجة لتلوث الطعام.
هذه نتائج بعض الأبحاث، والمواقع التي يمكن أن تكمن فيها أنواع مختلفة من البكتيريا، وهذه ليست دعوة لأن نتجنب التعامل مع الأشياء، ولكنها دعوة لأن نأخذ حذرنا عندما نتعامل مع الأشياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق