الاثنين، 19 يناير 2015

قضية اللحوم الفاسدة

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٠ يناير ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

لو استطعت أن أحصر كل المقالات التي كتبتها من خلال هذه الصفحة عن الأغذية وفسادها وتلوثها لتحولت إلى مجلدات، ولكن لا أحد يسمع ولا أحد يستجيب، وكأننا نتكلم في قضايا لا تهم أحدا.
ولكن فجأة تطفح قضية على السطح، فيتحدث بها الناس ويلهون، وتمتلئ بها وسائل الإعلام وتقام الندوات والمنتديات، وما هي إلا هنية حتى ينتهي كلام الناس عن الموضوع، فيلهو الناس عن الموضوع ليتحدثوا عن موضوع آخر، وهكذا تستمر الحكاية، وفي النهاية نلام لأننا لم نتحدث عن هذا الموضوع أو تلك القضية.
قضية اللحوم الفاسدة – أيها السادة – هي ليست قضية محورية في هذا المجال، دعونا نتكلم عن كل تلك الكميات من الأغذية التي تدخل البلاد، ترى كم منها يفحص؟ وما نتائج الفحص؟ وعن ماذا نبحث عندما نفحص؟ كم منها فاسدة أو تحوي بكتيريا التسمم وكم منها صالحا للاستهلاك الآدمي؟
هل يتم فحص الأغذية للتأكد من التلاعب في الجينات؟
هل يتم فحص الهرمونات؟ وأي نوع من الهرمونات التي تفحص؟
هل يتم فحص المبيدات الحشرية؟ وأي الأنواع من المبيدات الحشرية التي تفحص؟
وقائمة طويلة من الاختبارات التي من المفروض أن تتم، فهل تساءلنا عنها؟ أم فقط لأن اللحوم الفاسدة ظهرت على السطح فتقافزنا ورفعنا أصواتنا لأنها واضحة للعيان؟
نحن هنا لا نشك في قدرات الجهات الرسمية والحكومية، ولكننا على الرغم من ذلك نريد الشفافية في هذا الموضوع.
كما أننا نوجه إلى السادة النواب هذا الكلام، أتعرفون كيف فسدت تلك اللحوم؟ هل تعرفون كيف تجلب اللحوم المبردة من الدول الأخرى؟ أتعرفون ماذا يعني أن اللحوم المبردة فاسدة؟ هل يمكنكم أن تدخلوا في موضوع فساد الأغذية أعمق من هذا الموضوع السطحي؟ إلى أين يمكن أن تصلوا وإلى أي عمق؟
لا نشك في أحد، ولا نوجه الاتهام إلى أحد ولكن فقط نسأل ربما لامست أسألتنا بعض الآذان التي تسمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق