الاثنين، 6 أكتوبر 2014

المضافات الغذائية - صبغة اريثروسيني (E127)

 

 تاريخ النشر في أخبار الخليج :٧ أكتوبر ٢٠١٤

الدكتور زكريا خنجي

تعد صبغة اريثروسيني والمعروفة أيضًا باسم «الأحمر رقم 3»، هو مركب من اليود العضوي (organoiodine)، وتحديدًا مشتق من (مركب الفلورونfluorine)، وهي صبغة صناعية ذات لون الكرز الوردي، وتستخدم في المقام الأول لتلوين الطعام، وهي من مجموعة صبغة الآزو الحمراء، والتي يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية، وعادة ما يتم تصنيعها من المواد البترولية.
والصبغة ذات لون يتراوح ما بين الكرز الوردي واللون الأحمر. غير قابلة للذوبان في المحاليل الحمضية، وتستخدم بشكل خاص لتلوين معلبات الكرز، وللكشف عن البلاك (الترسبات الجيرية) على الأسنان ولأحبار آلات الطباعة ويستخدمها الآخرون في الأفلام التي تستخدم للتصوير الملون. وتتحلل صبغة (Erythrosine) جزئيًا خلال تحضير وطبخ الأغذية في درجات حرارة عالية أكثر من 200 م، لينتج اليوديد.
وكصبغة للغذاء تستخدم (Erythrosine) في تزيين بعض أنواع الحلويات، والمواد الهلامية (الجلي) وتزيين الكعكة بالإضافة إلى أنها تستخدم في تزيين أغلفة الفستق. وتعرف (Erythrosine) كمادة مضافة للغذاء الملون ويطلق عليها الرمز (E127).
بينما يشيع استخدام (Erythrosine) في العديد من الدول، فإنه يقل استخدامها في الولايات المتحدة وذلك بسبب وجود بدائل أقل خطورة من هذه الصبغة مثل (Allura Red AC)، وإن كانت الصبغة الثانية محظورا استخدامها في العديد من البلدان الأوروبية.
وقد أعرب عن مخاوف من أن (Erythrosine) قد تزيد من مستويات هرمون الغدة الدرقية بسبب ارتفاع محتوى اليود (577 ملغ / غرام)، وبالتالي تؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية. وأجريت العديد من التجارب على الفئران لمعرفة ما إذا كان الأمر كذلك، فتبين أنه قد زادت أوزان الغدة الدرقية للجرذان الذكور بشكل غير طبيعي، وأنه نمت بعض الأورام الحميدة عندما تم إطعامهم بأغذية تحتوي على 4% من صبغة (Erythrosine).
إلا أن التجارب اليابانية توصلت إلى أن الإنسان والجرذان لا يمتصون إلا نسبة ضئيلة من اليود الموجود في (Erythrosine)، وعلى الرغم من ذلك فمازال الاحتمال قائمًا من أن المتناولات الغذائية من (Erythrosine) يمكن أن تؤثر على الغدة الدرقية بالإضافة إلى المتناول العادية، لذلك فإن هذه الصبغة يمكن أن تشكل خطورة – نوعًا ما – على الأطفال بصورة خاصة.
ومنذ السبعينيات من القرن العشرين حتى عام 1990 ونتيجة لجهود عديدة وضعت هيئة الغذاء والأدوية الأمريكية حظرًا جزئيًا على صبغة (erythrosine)، حيث وجدت أن الجرعات العالية منها يمكن أن تكون مسرطنة في الفئران. وفي يونيو 2008، التمس مركز العلوم المصلحة العامة الهيئة فرض حظر كامل على (erythrosine) في الولايات المتحدة.
إلا أن اللجنة الاستشارية للأغذية في المملكة المتحدة درست كل الاحتمالات والدراسات المتاحة حول علاقة الصبغة وتأثيراتها على الطفرات السرطانية فتوصلت إلى أن صبغة (Erythrosine) ربما لا تكون مطفرة، وأوصت أيضًا بأنها قد تحتاج إلى المزيد من الدراسات.
ومن ناحية أخرى وجد أن صبغة (Erythrosine) يمكن أن يكون لها تأثير في الاختلال الوظيفي في المخ عند الأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق