الاثنين، 17 نوفمبر 2014

جلسة مع رجال الأعمال والحديث عن البيئة

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٨ نوفمبر ٢٠١٤

الدكتور زكريا خنجي

جمعتني – في سلطنة عمان – جلسة مباركة في منزل ابن عمنا الوجيه العماني خليل بن عبدالله الخنجي مع مجموعة رائعة من كبار رجال الأعمال، وفي الحقيقة إنها أول مرة أجالس فيها رجال أعمال ونتحدث عن موضوع يهمني ويهمهم وهو موضوع البيئة.
دار حوارنا حول دور رجل الأعمال في المحافظة على البيئة والمسؤولية الاجتماعية التي يمكن أن تقع عليه أمام مجتمعه وبيئته، ولأني – كما أشرت – للمرة الأولى أجالس رجال الأعمال لنتكلم حول هذا الموضوع فقد أذهلني ما سمعت عن مفهوم هذه الشريحة من المجتمع، وللأسف لم يؤخذ رأيهم في الحسبان طوال السنوات الماضية.
ليس مهمًا ما أثير في تلك الجلسة، وإنما ما دار بخلدي بعد تلك الجلسة العديد من الموضوعات البيئية التي لو استطعنا أن نشرك فيها رجال الأعمال والصناعة وأن نمد الجسور بيننا وبينهم لاستطعنا أن نخفف الكثير من المشاحنات والمجادلات والاتهامات بين الطرفين.
فرجالات البيئة يتهمون رجال الأعمال والصناعة بأنهم يتسببون في تلويث البيئة وخرابها من أجل بضعة دنانير ومن أجل مصلحتهم الشخصية فقط، بينما رجال الأعمال يعانون الأمرّين حتى يستخرجوا تراخيص العمل لإقامة بعض المنشآت، حيث إن المطلوب منهم قائمة طويلة من الشروط والمواصفات والمعايير التي يجب أن ينفذونها حتى يمكنهم إقامة مشاريعهم.
ومثل هذا التقاذف بين الطرفين بدأ يلعب في ذهني وقمت باسترجاع كل تلك السنوات من العمل البيئي، ترى ماذا فعلنا نحن؟ لماذا كنا نعرقل كل تلك المشاريع العملاقة؟ ما المطلوب حتى تتم تلك المشاريع وتدر الثروة على البلاد؟
ثم تذكرت أمرا آخر، وهو لماذا لا يشارك رجال الأعمال والصناعة في صياغة القوانين والقرارات البيئية؟ أليس لهم الحق؛ حيث إنهم هم المعنيون بتطبيق كل تلك القوانين؟ ألا يحق لهم أن يقولوا كلمة في هذا الخصوص؟ لماذا نشك بوطنيتهم وخوفهم على مستقبل البيئة والوطن وحق الأجيال القادمة في الحياة؟
لماذا لا نجلس معهم لنسمعهم ونصغي إليهم؟
نحن نتهمهم وهم يتهموننا، ونتقاذف الكلمات والألقاب، ونعتبرهم ملوثين ومفسدين وهم يعتبروننا حجر عثرة في طريق التنمية والتقدم والصناعة، ثم ماذا بعد؟ ألا يمكن أن نجلس على طاولة واحدة ونتفاهم، لنسمع ماذا يريدون وليسمعوا وجهات نظرنا في مشاريعهم، حتى نصل إلى نقاط مشتركة لنعمل على أساسها في تنمية أوطاننا بدلاً من هذا الجفاء؟
ألسنا أبناء وطن واحد، تهمنا المصلحة العامة؟ أعتقد أنه آن الأوان لكي نتفاهم ونتقارب ويصغي بعضنا إلى بعض من أجل تنمية مستدامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق