الاثنين، 25 مايو 2015

في يوم الصحة العالمي (من المزرعة إلى المائدة.. حافظوا على سلامة الأغذية)

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٦ مايو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

كما هي عادتها تحتفل منظمة الصحة العالمية في السابع من إبريل كل عام بيوم الصحة العالمي، ولقد اختارت هذا العام شعارًا هو (من المزرعة إلى المائدة، حافظوا على سلامة الأغذية)، ولكننا نعرف ما لسلامة الغذاء من أهمية ونحن نعد أن هذا اختيار موفق من المنظمة.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «من المعروف أن الأغذية غير المأمونة ترتبط بأكثر من 200 مرضٍ مختلف، تتراوح ما بين أمراضٍ سارية مثل الكوليرا وغيرها من أمراضِ الإسهال، وبين مجموعة من الأمراضِ غيرِ السارية، ومن بينِها الأنماط المختلفة للسرطان. وتتعدد الأمثلة من الأغذية غير المأمونة وتشمل: الأطعمة المطبوخة ذات الأصل الحيواني، والفواكه والخضروات الملوثة بالبراز، والمحار المحتوي على السموم البيولوجية البحرية».
وأضاف المدير الإقليمي: «تشير التقديرات إلى أن الأمراض المنقولة بالغذاءِ والمياه تودي بحياة مليوني شخصٍ سنويًا، منهم عددٌ كبيرٌ من الأطفال. ذلك هو الوضع الراهن في البلدان النامية على وجه الخصوص، حيث تفتقر إمدادات الغذاءِ هناك إلى الأمن، وحيث تزيد فرص تعرض الأفراد للأغذية غير المأمونة وما تحويه من أخطارٍ كيميائيةٍ وميكروبيةٍ وأخطارٍ أخرى تشكل تهديداتٍ بالغةٍ للصحة».
وترتبط بعض النتائج المهمة بالعدوى المعوية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا والطفيليات التي تدخل الجسم عن طريق تناول الطعام الملوث. وتظهر النتائج أنه في عام 2010:
- أصيب 582 مليون فرد تقريبًا بحوالي 22 مرضًا من الأمراض المعوية المختلفة المنقولة عن طريق الأغذية، ووقعت 351 ألف حالة وفاة مرتبطة بهذه الأمراض.
- سجل الإقليم الإفريقي أعلى عبء للأمراض المعوية المنقولة عن طريق الأغذية، يليه إقليم جنوب شرق آسيا.
- أكثر من 40% من الناس، الذين يعانون من الأمراض المعوية التي تسببها الأغذية الملوثة، هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
ويمكن تعزيز الجهود المبذولة لمنع مثل هذه الأمراض من خلال تطوير نظم قوية لسلامة الأغذية تدفع باتجاه عمل حكومي وجماهيري عام للحماية من التلوث الكيميائي أو الميكروبي للغذاء.
وأكد الدكتور علاء الدين العلوان أن حكومات إقليم شرق المتوسط «قد قطعت على نفسها التزامًا بإنشاء نظمٍ لسلامة الأغذية تعمل على نحوٍ جيد، وبتشغيلها وبالحفاظ عليها. وعلى الرغم من ذلك فمازلنا نرى التفتت ونقص التمويل ونقص الموارد البشرية تشوب نظم سلامة الأغذية في بلدانٍ أخرى».
وأضاف المدير الإقليمي «أنه من بين الدول الأعضاء بالإقليم البالغ عددها 22 بلدًا، أفادت خمس دولٍ فقط بتلبيتها الكاملة لاشتراطات القدرات الأساسية الخاصة باللوائح الصحية الدولية فيما يتعلق بسلامة الأغذية».
يكفيني ما تم استقطاعه من حديث للمدير الإقليمي، وأتوجه إلى السادة في إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة بالسؤال: كم طبقنا من أنظمة تحفظ سلامة الغذاء وبالتالي سلامة الإنسان؟
هل قمنا بتطبيق نظام (الهاسب)؟ وهو النظام الذي يطبق اليوم على نطاق العديد من دول العالم وحتى دول الخليج بدأت في ممارسته.
لا أعرف الكثير عما يجري في أروقة قسم مراقبة الغذاء، ولكن من خلال اللقاء الذي أجريته يوم الأربعاء الموافق 6 مايو 2015 في إذاعة البحرين أتضح أن هناك ثغرات كثيرة تحتاج إلى ترميم، فهل يمكن أن نلتفت إليها، ونلقي التبرير والتسويف جانبًا وأن نعمل من أجل الوطن والناس الذين يعيشون على أرض هذا الوطن؟
أتمنى ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق