الاثنين، 4 مايو 2015

المضافات الغذائية - الصبغة الزرقاء البراقة (FCF) (E133)

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٥ مايو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

الصبغة الزرقاء البراقة أف سي أف (E133)، أو الأزرق1، كما تعرف أيضًا بالعديد من الأسماء التجارية، وهي من الألوان التي تستخدم في تلوين الأغذية وبعض المواد الأخرى بهدف إضفاء بعض الألوان البراقة، ويرمز لها بحسب تصنيف حروف الاتحاد الأوروبي (E) بالرقم (E133). وتتميز الصبغة بأنها مسحوق ذات مظهر أزرق محمر، قابلة للذوبان في الماء. ومن المعروف أن هذه الصبغة تنتج صناعيًا باستخدام الهيدروكربونات العطرية من المنتجات البترولية، ويمكن أن تخلط فيما بينها وبين صبغة التارتازين (E102) لإنتاج بعض الصبغات ذات اللون الأخضر.
وعادة تستخدم هذه صبغة الزرقاء البراقة أف سي أف (E133) في الآيس كريم، ومعلبات البازلاء، والشوربة المعبأة، الملونات الغذائية المعبأة في زجاجات، منتجات توت العليق المنكهة، ومنتجات الألبان والحلويات، وبعض المشروبات، كما أنها تستخدم في تصنيع الصابون والشامبو وغسول الفم وغيرها من المستحضرات الصحية والتجميلية. وكذلك تستخدم علوم التربة، وذلك من خلال بعض التطبيقات الرائعة في تعقب الدراسات الخاصة بعمليات التصوير وتوزيع المياه وتسلسلها في التربة.
ووجد أن هذه الصبغة (E133) ليست ذات تأثيرات على التحورات الجينية، كما أنه ليس لها أي علاقة بالعمليات الأيضية في القناة الغذائية. إلا أنه في الوقت نفسه فإنه يوصى بعدم إضافتها لأغذية الأطفال مفرطي الحركة.
وفي المملكة المتحدة، وحتى عام 2008 كانت تستخدم صبغة (E133) في الشوكولاتة الملونة سمارتيز (Smarties)، إلا أنه تم استبدالها لاحقًا بصبغة سبيرولينا الطبيعي (spirulina). ومن المعروف أن الصبغة (E133) محظور استخدامها في ألمانيا، النمسا، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، اليونان، إيطاليا، إسبانيا، السويد، سويسرا وبعض دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، ولكن في الحقيقة لم يصدر قرار في دول الاتحاد الأوروبي بمنعها بصورة رسمية، لذلك فمازالت الصبغة (E133) معتمدة كمادة مضافة للغذاء آمنة في الاتحاد الأوروبي. ويعتقد أن هذه الصبغة (E133) يمكن أن تكون ذات قدرة على إحداث الحساسية في الأفراد الذين يعانون من الربو المعتدل.
وعندما كان العلماء – وخاصة العاملين في مجال تقليل التهاب النخاع الشوكي – يختبرون بعض المركبات لعلاج مثل هذه الالتهابات، وكانوا حينئذ يستخدمون مركب (OxATP) لمنع مستقبلات (ATP) في الخلايا العصبية الموجودة في العمود الفقري، ولكنهم لاحظوا أن مركب (OxATP) ذو آثار جانبية، ومع البحث وجدوا أن للصبغة (E133) عدة بدائل مماثلة، وقادهم هذا إلى صبغة ذات الصلة، وهي (الصبغة الزرقاء البراقة G) والمعروف أيضًا باسم
(Coomassie Brilliant Blue) الذي استخدم في الفئران مما أدى إلى تحسن التعافي من إصابة في النخاع الشوكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق