الاثنين، 4 مايو 2015

أما آن الأوان لنقل المطار إلى مكان آخر ؟

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٥ مايو ٢٠١٥

الدكتور زكريا خنجي

لا أعرف بالتحديد كم مساحة مطار البحرين الدولي، ولا أعرف بالضبط كم من الأدخنة تنفث من الطائرات التي تزور المطار ليل نهار، ولكن كل الذي أنا موقن منه، أنه يمكن الاستفادة من هذه المساحة وتحويلها إلى وحدات سكنية للمواطنين وبالتالي نتخلص من كميات ضخمة من الملوثات التي تدخل أجواء الوطن.
وقرأنا كثيرًا عن الخطط المستقبلية للتوسعة والتي من المفترض أن تنتهي – بحسب معلوماتي عام 2020 – على أن تشمل هذه التوسعة مرافق تسوق إضافية فضلاً عن زيادة مساحة أماكن تجهيز وتعبئة العفش والأمتعة لتصل إلى ضعف حجم المساحة الحالية وتحديد منطقة منفصلة لتسلم العفش مع واجهة جديدة مميزة، وسيضاف إلى المطار أيضًا مواقف متعددة الطوابق للسيارات بكلفة تصل إلى 70 مليون دولار أمريكي وهو المشروع الذي لا يعمل فقط على توفير مساحات إضافية لمواقف السيارات وإنما يعمل أيضًا على توفير مكاتب ومساحات خاصة ببيع التجزئة تكون موصولة مع المبنى الرئيسي.
كل هذا رائع، ورائعٌ جدًا، ولكننا نسأل إن كان يحق لنا السؤال، وهذا السؤال ليس مني فحسب وإنما كلمني العديد من الأشخاص حول هذا الموضوع، هل سيستمر المطار في مكانه؟ ألا يمكن إيجاد مكان آخر له خارج حدود الخريطة الأصلية للبحرين؟
بمعنى آخر، ألا يمكن إنشاء جزيرة صناعية ربما تبعد بضع كيلومترات عن الجزيرة الأم، وعليها يمكن إقامة المطار الجديد؟ على أن تنشأ الجزيرة مع وضع كل الاعتبارات البيئية.
وقد يقول قائل إن هذا يكلف الدولة ميزانيات مضاعفة، وذلك من أجل إنشاء الجزيرة أولاً والطرقات والشوارع وبعدها إقامة المطار بكل ما فيه، ونحن نقول إن ذلك صحيح ولكن في المقابل فإن ذلك سيوفر على الدولة مستقبلاً أمورا كثيرة ويخفف من أعباء وزارة الإسكان، حيث يمكنها أن تحول تلك الأرض القابع عليها المطار الحالي إلى مشروع إسكاني رائع، بالإضافة إلى أن إزالة المطار عن وسط المحرق يقلل من نسب الملوثات الغازية التي تنفث بصورة كبيرة منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي حتى اليوم، فماذا يمكن أن يحدث لو استمر المطار في مكان وبدأ يزحف على المناطق المحيطة التوسعة الجديدة؟
في الحقيقة أنا من الذين سمعوا أن هناك مخططا لإنشاء جزيرة صناعية لإقامة المطار عليها، ولكني حتى الآن لم أقرأ أي تصريح أو توضيح، ولا أعرف إن كانت فعلاً الحكومة تتجه هذا الاتجاه، ولكنى شخصيًا أبارك هذا التوجه إن كان من ضمن المخطط إنشاء جزيرة بمعايير بيئية صارمة بحيث لا يؤثر ذلك على أي بيئة بحرية، ولا على كائناتها الحية أيًا ما كانت تلك الكائنات.
عمومًا، أتمنى أن أرى المطار الجديد وفي أجمل صورة وقد يتم بناؤه وفق المعايير البيئية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق