السبت، 31 مايو 2014

دروس من فيديو اليوتيوب

 

 تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٤ ديسمبر ٢٠١٣

بقلم: الدكتور زكريا خنجي

منذ أيام والناس تتداول عبر الواتساب بعض أفلام الفيديو المنقولة من اليوتيوب، ومن تلك الأفلام فيلم عن نوعية المياه التي يشربها الناس ومدى تلوثها وأي نوع من المياه التي يمكن تناولها وما إلى ذلك من معلومات.
وقد قام أحد الأصدقاء بإرسال هذا الفيديو بالتحديد لي ليأخذ رأي في الموضوع المطروح ومدى صحة الكلام الموجود على ذلك الفيلم.
الفيلم ببساطة يقدم أن الماء الذي نشرب بكل أنواعه غير صالح للشرب، وإن كنا نريد أن نشرب فإنه يجب أن نقوم بشراء نوع محدد من مصفيات المياه لأنها أفضل نوع لتصفية الماء ليجعله صالح للشرب، وإلا فإننا -كلنا- سنموت من جراء الماء الذي نشرب.
طبعًا هذا الكلام غير صحيح، وهذا الفيلم باطل جملة وتفصيلاً، فالفيلم فيه الكثير من الأخطاء، منها:
1- نحن لا نعرف من هم هؤلاء الذين تظهر أياديهم فقط في الفيلم، فلم نرَ وجوههم ولا بطاقاتهم التعريفة.
2- السوائل الموجودة في القوارير المعروضة لا نعرف على ماذا تحوي، فهل هي ماء أم سوائل أخرى غير الماء، فلعلهم وضعوا أنواعا معينة من السوائل حتى تعطي النتيجة التي يريدونها.
3- سكب من يقوم بالتجربة تلك السوائل في استكانات، وطبعًا كلنا يعرف أن هذه الأواني ليست أواني مخبرية وليست قياسية حتى يمكن اعتمادها لأي تجربة.
4- ونحن لا نعرف ماذا تحوي هذه الأواني، ربما تحوي على بعض المحاليل الشفافة التي تعطي اللون المراد إعطاءه عندما يسكب عليها المحلول الكاشف.
5- لا نعرف ما المحلول الكاشف الذي وضعت بعض النقاط منه على السائل الذي يدعون أنه الماء المراد اختباره.
وأشياء كثيرة مبهمة في الفيلم، وفي الأخير يقول من يتحدث أن الماء الناتج من المصفاة (الفلانية) تنتج أفضل نوع من المياه لأنها مياه قلوية، فهي تعدل من توازن الجسم وما إلى ذلك من كلام لا يمت إلى العلم بصلة.
ألم يعرف ذلك الأحمق الذي يتحدث أن الله خلق مياه الشرب بحيث تكون متعادلة، فهي لا حمضية ولا قلوية، فالماء الحمضي إن كان يسبب مشاكل للجسم فإن الماء القلوي يؤدي إلى ترسيب عنصر الكالسيوم وخروجه من الجسم، وهذا العنصر من أهم العناصر لبناء العظام.
كفانا خداعًا واللعب بعواطف الناس، متى يمكن لتلك الشركات أن تخاف الله ولا تقول إلا ما هو صحيح.
يا سادة لا نريد شراء مصافيكم فدعونا نقرر ما نريد بطريقتنا الخاص، وإن كنت تريد أن تروج لبضاعتك، فقل الصدق ولا تلعب على العقول والقلوب.
باختصار، نرجو من السادة القراء التدقيق في كل ما يوضع على وسائل الإعلام الاجتماعي، فليس كل ما يكتب صحيح وليس كل ما يقول حق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق