الاثنين، 14 أبريل 2014

أسبوع الشجرة (الأطفال يزرعون الوطن)

 

نشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 1 مارس 1994

بقلم: د. زكريا خنجي

شعار جميل هذا الذي تغنت به الهيئة البلدية بمناسبة أسبوع الشجرة الأخير، فمن منا لا يحب أن يرى الأشجار وهي تزين أرض الوطن، وربما أجمل ما في هذا الشعار أنه يزرع في الأطفال حب الأشجار والنبات الأخضر، وهذا نهج صحيح في التربية ليحافظ هؤلاء الفتية أصحاب الأجسام والعقول الغضة على جمال الوطن، وليشاركوا كشباب للمستقبل في تنمية هذه الأرض تنمية صحيحة.

جميل من الهيئة البلدية أن تتخذ شعارًا سنويًا في أسبوع الشجرة وتصر على تطبيقه، جميل منها مرة أخرى أن تقوم بتوزيع عشرات الآلاف من الشتلات والفسائل مجانًا لتطبيق الشعار المتخذ، جميل منها مرة ثالثة هذا المجهود المبذول لإضفاء اللون الأخضر على الشوارع وبعض الأماكن العامة، فما أجمل أن تقع العين البشرية على اللون الأخضر الممزوج بلون البحر الأزرق على امتداد البصر، جميل منها كل هذا ولكن كما يقول المثل العربي "ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن".

نعم فنحن نتمنى من الهيئة البلدية الكثير، ولكن – وللأسف – فإن هذه الهيئة تناقص نفسها بنفسها، ونحن لا نقول هذا الكلام جزافًا فهي من جانب تشجع على التشجير إيمانًا منها بأهميته ولكنها من جانب آخر تحول الحدائق العامة إلى مقاهي لتدخين الشيشة وما شابه ذلك ! فتساهم في التلوث وانتشار العادات الضارة بالصحة.

•••

نعم فليزرع الأطفال الوطن في أسبوع الشجرة ولكن ماذا عن بقية أسابيع السنة ؟ هل سنتركهم يقطعونها ؟ أم من المفروض أن تكون لنا وقفات طويلة مع الأطفال ليس فقط لحافظوا على حياة الأشجار إنما أن نغرس في قلوبهم حب هذه الكائنات الحية الخضراء لتتفجر في نفوسهم ينابيع الجمال فيقوموا من ذوات أنفسهم بالمبادرة ولا ينتظرون الشتلات والفسائل المجانية. وحتى نصل إلى هذا المستوى من العطاء فإن أسبوع الشجرة بصورته الحالية أسلوب عقيم لا يحرك في النفوس الرغبة في البناء، لذلك نرى ضرورة التطوير، وحتى نكون عملين أكثر وأن لا يكون نقدنا لمجرد النقد فإننا نقترح بعض الاقتراحات لعلها تفتح للمسئولين آفاق جديدة للتفكير:

1- أن تقوم الهيئة البلدية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بفتح فصول خاصة لتعليم فن البستنة لمن يرغب من المواطنين.

2- أن تقام مسابقة سنوية لتقويم أفضل حديقة منزلية، وأجمل حديقة مدرسية، وأجمل حديقة خاصة .. الخ، ويمكن أن توزع جوائز رمزية على الفائزين.

3- أن يعطى كتيب صغير مع كل شتلة أو فسيلة، يشرح من خلاله الكيفية الصحيحة للتعامل مع هذه الكائنات (زراعتها، أمراضها، معالجتها وكل ما يتعلق بها)، على أن يتم العرض بالشرح والصور، بالإضافة إلى ملحق صغير يكون كشهادة ميلاد يتابع فيه الطفل من خلالها عملية نمو النبات.

4- أعتقد أنه يستحسن بدلاً من توزيع أشجار الزينة أن توزع الأشجار التي تعطي ثمرًا يمكن استهلاكها، وذلك لأسباب كثيرة فأشجار الزينة – على الرغم من أهميتها – فإنها تستهلك كميات كبيرة من المياه الجوفية وخاصة والبحرين تعد الآن خطة للمحافظة على هذه الثروة الوطنية، كما وأن الثمار تعزيز من مكانة هذه الأشجار في النفوس الصغيرة الغضة.

5- تقوم الهيئة البلدية مع وزارة الزراعة وبالتعاون مع وزارة الاعلام بعمل بعض البرامج الزراعية التعليمية لترشد المواطنين على الكيفية الصحيحة للتعامل مع النبات.

ولا يخفى على القارئ الفاضل بأن الاقتراحات في هذا المجال كثيرة، ولكن الأهم هو التنفيذ وكما يقولون أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة، وأعتقد أننا في الخطوة الأولى الآن، ونرجو أن لا تتوقف مثل هذه الخطوات، وهذا أمل نرجوه أن يتحقق، وإلا فما رأيكم يا رجالات الهيئة البلدية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق