الثلاثاء، 8 أبريل 2014

الأسواق المركزية.. أما آن لها أن تتجدد؟

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٨ أبريل ٢٠١٤

بقلم: د. زكريا خنجي

في ذات يوم - قبل حوالي 30 سنة - بدأت حكومة البحرين - سابقة بذلك أخواتها من دول مجلس التعاون - في إنشاء الأسواق المركزية، من أجل بيع الأسماك واللحوم والخضراوات وما إلى ذلك، وفي ذلك الزمن لم تكن التكنولوجيا المتوفرة اليوم، ولم تكن فكرة المباني الصديقة للبيئة قد ظهرت للوجود، ولم نعرف التنمية المستدامة والمباني الخضراء ولم نعرف المحافظة على البيئة ولا كل تلك المصطلحات.
وبعد كل تلك السنوات بقيت الأسواق كما هي لم تتغير.
يقوم أحد باعة السمك بغسل «البسطة» التي يبيع عليها، وحتى يتخلص من الماء فإنه يسحب الماء عبر الزبائن حتى يصل إلى فتحة المجاري القليلة الموجودة في أرضية السوق!
وبائع آخر يتلطخ عرقًا، وبيده سكين يهرش بها جسده، وعندما يطلب منه الزبون أن يفتح البطيخة حتى يتأكد أنها حمراء فإنه يفتحها بنفس السكين التي كان يهرش بها جسده!
وبائع ثالث، ورابع والزبائن يدخلون الأسواق وهم يرفعون ملابسهم حتى لا تتسخ ويصيبها دم الذبائح أو بقايا مياه الأسماك، والعرق - في الصيف - يغطي أجسام الجميع، المكيفات إن وجدت فإنها قد لا تفي بالمطلوب أو حتى جزء منه. كما يجب ألا ننسى تلك الكميات من المخلفات التي تخرج من تلك الأسواق وكيف يتم التصرف فيها طوال النهار، وكلنا يعرف أنه يتم التخلص منها بطريقة غير بيئية!
حوالي ربع قرن وهذه الأسواق تعمل بطريقة أو بأخرى، واليوم ألا يحق لنا أن نسأل بعد كل هذه التكنولوجيا التي نعيشها والمفاهيم الجديدة التي دخلت عالم الهندسة والبيئة أما آن لهذه الأسواق أن تتجدد؟
بدأت الأسواق الضخمة «السوبرماركت» تغزو حياتنا، وعندما ندخلها نجد كيف أن الأسماك مرتبة بطريقة رائعة، واللحوم مقطعة ومصفوفة بطريقة تذهل الأنظار، وكذلك الخضراوات، وكل ذلك في بيئة مكيفة مريحة، ونحن نسأل ألا يمكن بناء الأسواق المركزية بهذا الأسلوب أو بأسلوب آخر حتى يتمتع الزبون والبائع بحياة هانئة؟
نتمنى من الجهات المسئولة إعادة النظر في هذه الأسواق حتى تتوافق مع أحدث النظريات الهندسية والبيئية والتكنولوجية، بدلاً من الشحططة والمرمرة من أجل كيلو أو كيلوين من الصافي وبعض الفاكهة وما إلى ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق