الاثنين، 21 أبريل 2014

صبغة التارترازين (E102)

 

تم النشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 22 إبريل 2014

بقلم: الدكتور زكريا خنجي

تعد صبغة التارترازين المعروف بالرمز (E102) صبغة صفراء، تستخدم في تلوين الحلويات وبعض أنواع العصائر والمشروبات الغازية، وربما معظم الأطعمة التي تناولها، مثل المينو والبسلة والعلكة والأنواع المختلفة من المربى والكثير من الأطعمة.

وعلى الرغم من أن هذه الصبغة قل استخدامها الآن إلا أنه تبين أنها المسؤولة عن بعض أنواع الحساسية التي تصيب فئات معينة من الناس، مثل حكة الجلد وسيلان الأنف، كما أن تأثيرها كبير في تهييج الأطفال وإصابتهم بما يعرف النشاط الزائد.

وفي دراسة أجريت على 88 طفلاً مصابين مع الصداع الشديد والصداع النصفي المتكرر تسبب الأعراض في 12 منها. كما وجد أن التارترازين يثير الربو الكبار، ولاسيما الذين يعانون من الحساسية من الأسبرين، بالإضافة إلى أنه يجعل الحالة اسوأ لما لا يتراوح ما بين 10 و40% من المرضى الذين يعانون من ما يعرف بالطفح الجلدي المزمن، وربما تزيد من حدة ردود الفعل عند الأفراد الذين يعانون من حساسية للأسبرين. وكذلك إلى العديد من ردود الفعل السلبية الأخرى في بعض الناس، وتشمل الحكة والتهاب الأنف (سيلان الأنف)، عدم وضوح الرؤية، وظهور بقع أرجوانية على الجلد، ويقال أن التارترازين الموجود في نكهة عصائر الفاكهة قد تكون مسؤولة عن استيقاظ الأطفال الصغار في الليل.

وفي دراسة على أطفال مصابين بالصداع النصفي، الربو، آلام الأطراف، آلام البطن، الإسهال والاكزيما تم تغذيتهم – عددهم 88 وأعمارهم تتراوح ما بين 3 إلى 16 سنة – على وجبات خاصة حيث منعت عنهم بعض المضافات الغذائية مثل التارترازين (E102) وأصفر غروب الشمس (E110) وحامض البنزويك (سنتحدث عنهما لاحقًا)، كانت النتيجة أن 78 من الأطفال أصبحوا أصحاء، و4 تحسنوا كثيرًا و6 أطفال فقط لم تتجاوب أجسامهم مع هذه التغيرات، وعندما أعيدت تلك المضافات إلى وجباتهم ظهرت عليهم نفس الأعراض السابقة مرة أخرى فيما عدا ثمانية فقط.

وفي الإمارات لوحظ أن بعض الماركات من (البفك وكرات الجبن) تحتوي على كميات من الألوان تفوق المعدل المتعارف عليه لهذه النوعية من الأغذية، وبما أنها من الأغذية المرغوبة والمحببة لدى الأطفال – حيث يمكن أن يتناولوا أكثر من عبوة في اليوم – فقد لوحظ ظهور أعراض مرضية مختلفة – ما بين حساسية مفرطة، قيء، إسهال، حمى وصداع – في 13 أسرة معظمها حدثت نتيجة لتناول كميات متزايدة من هذه النوعية من الأغذية المحتوية على صبغتي التارترازين وأصفر غروب الشمس.

وعلى الرغم من خطورة هذه المواد الكيميائية إلا ان هذا لا تنفي أبدًا أهمية استخدامها كمضافات غذائية، وعمومًا فإن خطورة هذه المواد على صحة المستهلك تتأثر بعاملين، وهما: الأول: مقدار تركيز المادة المضافة في الغذاء، الثاني: الحد الأقصى لتناول المادة المضافة. وهذه الموضوعات سنتحدث عنها لاحقًا في هذه الزاوية.

هناك 6 تعليقات: