الثلاثاء، 29 أبريل 2014

إلى المهتمين بالبيئة .. مع التحية (الباص البيئي)

 

تم النشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 25 يناير 1994

بقلم الدكتور زكريا خنجي

هذا اقتراح نقدمه للجهات الرسمية ذات العلاقة بالبيئة، خاصة ونحن من الدول التي ليس فيها جمعيات أهلية تعني بأمر هذا القطاع من المعرفة، كما وأننا لا نعرف على وجه الدقة ما الجهة التي ينبغي أن نحدثها بطريقة مباشرة، وذلك لأسباب عدة لا نريد الخوض فيها الآن.

عمومًا، اقتراحنا ينحصر في كلمتين (الباص البيئي)، ولكن ماذا تعني هذا الجملة ؟

كثيرًا ما تشتكي الجهات الرسمية بأن التوعية البيئية لا تؤتي ثمارها، وذلك بسبب عزوف الجماهير عن الحضور إلى الندوات والمنتديات البيئية، أو تهربهم من مشاهدة البرامج التلفزيونية ذات العلاقة بالبيئة، فتذهب جهود العاملين أدراج الرياح، فتنقضي سنوات وسنوات من غير أن نتقدم إلى الأمام خطوة. وهذه الشكوى على الرغم من صحتها إلا أنها تفتقد منطق الموازنة في توزيع الاتهام، فإن كانت الجماهير – والتي نحن منها – مقصرة فإننا من جهة أخرى كمهتمين بأمر البيئة نحمل العبء أو بالأحرى الاتهام الأكبر في ذلك. وهذه النقطة لا نريد أن نناقشها الآن.

حسنٌ، إن كانت الجماهير تعزف عن الحضور للمنتديات والندوات أو تتهرب من مشاهدة البرامج البيئية، فلماذا لا نذهب إليهم نحن كجهات مسئولة وكأفراد مهتمين ؟ وذلك بإنشاء أو عمل معرض متنقل يحمل إليهم كل ما يلزم من صور ورسومات ومعلومات وبيانات وإحصائيات تشرح لهم كل ما يتعلق بأمر هذا القطاع المسمى (البيئة)، يتنقل هذا المعرض وحسب جدول معد مسبقًا في جميع المناطق وخاصة بين المدارس والأندية والجمعيات النسائية والخيرية والمراكز الصحية وما شابه ذلك من أماكن يتجمع فيها قطاعات كبيرة من الجماهير.

وحتى يتم تسهيل الموضوع أكثر فإن أفضل وسيلة لعمل هذا المعرض المتنقل هو الباص أو الحافلة، وذلك بإزالة الكراسي فقط، ويستعاض عن ذلك بالمعرض المتنقل.

هذا هو اقتراحنا (باص – معرض – بيئي متنقل) يحمل للناس المعلومة المقرونة بالصورة والرسم والبيانات العلمية البسيطة وكل ما يلزمهم من هذا الأمر، فهل نجد الآذان الصاغية لتنفيذه وخاصة ونحن مقبلين على – يوم البيئة الإقليمي – أم كما هي العادة ؟

•••••

إلى الفنان خالد الهاشمي

تحية نقدمها إليك وإلى ريشتك التي عبرت بصدق في العددين 20 و21 من يناير 1994 ومن خلال الزميلة "الأيام" عن المعاناة التي تواجه العاملين في حقل البيئة، فشكرًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق