الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

سرطان أو سلطعون حدوة الحصان

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١٢ أغسطس ٢٠١٤

بقلم الدكتور زكريا خنجي

سرطان حدوة الحصان، حيوان بحرى يشبه حافر الحصان في الشكل لذلك سمى (سرطان حدوة الحصان)، ويسمى في بعض الأحيان (ملك السرطانات) أو (السرطان المجن)، وينتمي إلى مفصليات الأرجل التي تعيش في المياه الضحلة، وهو شبيه بالقشريات إلا أنه ينتمي إلى شعبة منفصلة تعرف باسم الكلابيات (Chelicerata).
ويعتبر سرطان حدوة الحصان من الحفريات الحية، وهي من الكائنات التي يوجد لها حفريات لكنها مازالت على قيد الحياة، وقد عثر على حفريات له تعود إلى 450 مليون سنة مضت ولم يحدث لهذا السرطان أي تغيير ملحوظ خلال الـ250 مليون سنة الماضية.
ويتكون جسم سرطان حدوة الحصان من ستة أزواج من الأرجل، يستخدم الأول منها للتزاوج ومسك الانثى، والخمسة الباقية للحركة والتقاط العوالق البحرية التي هي غذائه، ويتكون جسمه من غطاء عظمي قوي تشبه إلى حد كبير الخوذة العسكرية ما يجعله مميزًا ولا يمكن نسيان شكله بسهولة، ويتنفس باستخدام الخياشيم، ويتغذى على الديدان والرخويات والأسماك الصغيرة والقشريات والتي يقوم بالبحث عنها في قاع المحيط.
حجم إناث هذا السرطان أكبر من الذكور وقد يصل حجمها إلى 60 سم وخلال موسم التزاوج تقوم الإناث بوضع البيض المخصب في حفر رملية على الشواطئ، وقد تضع ما بين 60 ألف و 120 ألف بيضة في المرة الواحدة ويفقس البيض خلال اسبوعين، ولكن في هذه الفترة يكون هذا البيض وجبة شهية للطيور الجائعة.
وعلى الرغم من هذا الكم الكبير من أجيال هذا الكائن فإن كثيرا من البيض يؤكل بفعل الطيور، والبعض الآخر يستخدمه الإنسان كطعم في أمريكا لاصطياد الثعابين، وجزء كبير من أجيال هذا السرطان يصطاده الصيادون لبيعه وهذا لأن هناك بعض الناس يقومون بأكل هذا الكائن.
وجزء آخر يأخذه العلماء لدراسته في مختبرات علمية للحصول على مادة مقاومة للبكتيريا يفرزها جسمه لأن هذا الكائن قد وهبه الله إمكانية عدم تأثره بالجروح وعدم حدوث أي التهابات له عند حدوث أي جرح له، وهذا بفعل مادة رغوية تفرزها أنسجته وهي تقوم بالإحاطة بالبكتيريا عند أماكن الجروح لتقوم بمنعها من الاقتراب من الجرح أو دخول الجسم.
وقد تم منع اصطياد هذا السرطان في بعض الدول بينما قام البعض الآخر بمنع اصطياد إناثه.

3

 

110

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق