الاثنين، 30 يونيو 2014

في يوم البيئة العالمي 2014 (ارفع صوتك.. لا مستوى البحر)

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١ يوليو ٢٠١٤

بقلم الدكتور زكريا خنجي

نعلم جميعًا أنه في عام 1972، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 يونيو يومًا عالميًا للبيئة، في ذكرى افتتاح مؤتمر «استكهولم حول البيئة الإنسانية»، كما صدقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ومن الجدير بالذكر أن يوم البيئة العالمي الذي نحتفل به كل عام يجب أن يشكل إحدى الوسائل الرئيسية لشحذ الوعي والسلوك البيئي في نفوس الناس، وتعزيز الاهتمام والعمل لدى متخذي القرار على المستوى العالمي.
ولقد اتفق هذا العام (2014) على أن يكون شعار يوم البيئة العالمي «ارفع صوتك.. لا مستوى سطح البحر»، ومن الملاحظ أن هذا الشعار له علاقة مباشرة بموضوع تغير المناخ والمشاكل الناجمة عن هذه الظاهرة التي ترعب العالم أجمع وخاصة الدول الجزرية مثل البحرين.
ومن جانب آخر عينت الأمم المتحدة عام 2014 سنة دولية للدول الجزرية الصغيرة النامية (SIDS)، لذلك سوف يتركز موضوع يوم البيئة العالمي هذا العام على الدول الجزرية الصغيرة النامية وما تواجه من تحديات نتيجة لتغير المناخ والكوارث الطبيعية. الهدف هو المساعدة في بناء الزخم نحو مؤتمر الأمم المتحدة الدولي الثالث المعني بالدول الجزرية الصغيرة النامية، والذي سيعقد في سبتمبر 2014 في أبيا، ساموا، ويهدف إلى رفع الوعي والفهم بأهمية الدول الجزرية الصغيرة النامية، والحاجة الملحة إلى المساعدة في حماية الجزر في مواجهة تزايد المخاطر ومواطن الضعف، ولا سيما نتيجة تغير المناخ.
ومن المفروض أن يوم البيئة العالمي يكون فرصة ممتازة لرفع دعوة للتضامن مع الجزر.
والبحرين جزيرة، فما أعددنا للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ؟
إن كنا نؤمن بأن ظاهرة تغير المناخ ظاهرة حتمية وأنها سوف تتسبب في إحداث العديد من المشاكل فإنه يجب أن نستنهض ونحث على عمل خطة للتعامل مع هذه الظاهرة منذ الآن، حتى وإن كنا مشغولين في تصوير جمال بعض المحميات وإخفاء المشاكل الصحية التي تعاني منها تلك المحميات، حتى وإن كنا مشغولين بعمل ورش عمل من أجل إنقاذ السلاحف والضفادع والحشرات، أو أن نصور ونحن نبكي أمام شجرة أو دلفين أو سلحفاة ميتة.
إننا نحتاج إلى خطة متكاملة محكمة، وليس في الأمر هزل، ولا الظهور أمام عدسات الكاميرات أو التصريح وأخذ أقوالنا ونشرها في الجرائد.
مرة أخرى نحن نحتاج إلى خطة متكاملة محكمة، وليس إلى حلول ترقيعية، وعندها نكون بالفعل رفعنا صوتنا قبل أن يرتفع منسوب البحر ليغرقنا جميعًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق