الجمعة، 20 يونيو 2014

البيئة في عيد الأضحى

 

نشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 6 مارس 2001

بقلم الدكتور زكريا خنجي

تهنئ بعيد الأضحى .. تهنئ من صفحة البيئة إلى القراء بهذه المناسبة العظيمة.

ففي العيد تتصافح القلوب قبل الأيدي .. وتبتسم العيون قبل الشفاه .. وتنتشر المحبة بين الناس .. وينتشر السلام بين البشر .. أو هكذا نأمل.

ونتمنى أيضًا أن ينتشر الوئام بين الإنسان ونفسه قبل كل شيء .. فالإنسان العدو لنفسه لا يستطيع أن يتلاءم مع ما يحيطه من كائنات حية أو غير حية .. فلا تطيب نفسه ألا بتحطيم ما يحيطه من جمال وطبيعة .. فتمتد يد إلى الأزهار التي ذهب يستمتع بها في الحدائق العامة فيقطفها .. وينثر المخلفات بأشكالها المختلفة في كل مكان من غير أن يجهد نفسه بالبحث عن سلال المهملات، فتتحول الحدائق والأمكنة العامة إلى مقابر للقمامة.

مدوا أيدكم بالسلام مع البيئة واصطلحوا معها في العيد أيها السادة .. فما الغرض من تحطيم وقطف الأزهار ؟ ما الغرض من رمي أكياس المينو والجبس وعلب المشروبات الغازية في كل مكان ؟ ما الغرض من الاستهلاك المتزايد خلال هذين اليومين، في الأكل والشرب والملابس والكثير من السلع الاستهلاكية التي ترمى بعد انقضاء أيام العيد ؟

في الدراسة التي قمنا بها لقياس بعض التصرفات المتعلقة بالسلوك البيئي عند الطلبة والمدرسين، وجدنا أن نسبة لا بأس بها من المدرسات (18.5%) يقمن بقطف الأزهار من الحدائق العامة أثناء تنزههن بين ثناياها للترفيه عن النفس وقضاء وقت الفراغ. وسؤالنا إذا كانت المدرسات يقمن بهذا الفعل فما بال الطلبة والطالبات وبقية أفراد البشر ؟

وقطف الازهار ليس كل شيء، فالبيئة كما نعلم هي كل ما يحيط بنا بغير استثناء، فالمرافق العامة جزء من البيئة، والإنسان جزء لا يتجزأ منها، والطير والنبات وحتى الجماد جزء من البيئة فإذا تغير موقعه أو انحرف أو نقص أو حدث له أو فيه تغييرات غير محسوبة فإنه قد تحدث كوارث بيئية لا تحمد عقباها.

أيها السادة .. لا نريد أن نطيل عليكم ولكنها فرصة للصلح ومد أيدي السلام مع البيئة بمفهومها الشامل .. وهذه دعوة نرسلها لعلها تجد آذان صاغية وعقول متفتحة حتى ننعم ببيئة سليمة ونقية لنا ولأولادنا من بعدنا. فهل من مستجيب ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق