الاثنين، 30 يونيو 2014

المضافات الغذائية - الكارماين أو الكارمين (E120)

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :١ يوليو ٢٠١٤

بقلم: الدكتور زكريا خنجي

كارماين أو كارمين (Carmine) هي صبغة ذو لون أحمر مشرق اللون أو يمكن أن يطلق عليه القرمزي، ولقد وجد أنه يمكن الحصول عليه من حمض الكَرْمِنيك الذي تنتجه بعض الحشرات القشرية مثل الدودة القرمزية وحشرة القرمز البولندية (Polish cochineal)، ويستخدم اسم الكارمين للدلالة على أحد درجات اللون الأحمر الداكن. وقد يطلق عليه أيضا اسم (Crimson Lake)، أو (Cochineal)، أو (Natural Red 4)، أو (C.I. 75470)، ويدرج بحسب أنظمة الاتحاد الأوروبي فإنها تعرف بالرقم (E120). وتستعمل صبغة الكارمين في صناعة الملونات الغذائية والأدوية ومستحضرات التجميل، كما يستخدم في صناعة الزهور الصناعية، والطلاء، وأحمر الشفاه، والحبر القرمزي، والمواد الغذائية مثل اللبن وبعض أنواع العصائر وخصوصًا تلك التي تتمتع بلون أحمر قرمزي.
وتستخرج الصبغة القرمزية من أنثى الحشرة التي تعرف بالدودة القرمزية (Cochineal) وتسمى أيضًا (Dactylopiuscoccus)، وتبلغ نسبة محتوى حمض الكرمنيك الطبيعي المستخرج من الدودة ما بين 19 - 22%، وحتى يتم استخراج هذه الصبغة فإنه يتم قتل الحشرات بالغمس في الماء الساخن أو بالتعرض لأشعة الشمس أو البخار أو حرارة الفرن. وكل طريقة من هذه الطرق تعطي لونًا مختلفًا مؤدية إلى التنوع الكبير في ألوان الأصبغة الناتجة، ويجب أن تجفف الحشرات حتى تبلغ 30% من وزن جسم الحشرة الأصلي قبل أن تخزن من دون أن تتعفن، ونحتاج إلى 70000 حشرة لصنع رطل واحد من صبغة الدودة القرمزية. ويوجد نوعان رئيسيان من صبغة الدودة القرمزية، وهما: خلاصة الدودة القرمزية وهي مادة ملونة مصنوعة من أجسام الحشرة الخام المجففة والمسحوقة، والكارمين وهي مادة ملونة مستخرجة من الحشرة وهي أكثر نقاءً. ولقد أنتجت البيرو في سنة 2005 م حوالي 200 طن من صبغة الدودة القرمزية في السنة وتنتج جزر الكناري 20 طنا في السنة، وقد بدأت شيلي والمكسيك حديثًا في تصدير الدودة القرمزية. تعد فرنسا أكبر مستورد للدودة القرمزية، كما تستورد إيطاليا واليابان أيضًا هذه الحشرة. ومن الجدير بالذكر أن معظم هذه المستوردات تعالج ثم يعاد تصديرها للاقتصاديات المتطورة الأخرى. ويبلغ السعر السوقي للدودة القرمزية في سنة 2005 بين 50 و80 دولارًا أمريكيًا للكيلوغرام الواحد، في حين أن سعر الأصبغة الغذائية الخام الاصطناعية متوافرة بسعر من 10 إلى 20 دولارًا أمريكيًا للكيلوغرام الواحد.
ومن الناحية الصحية فإن الدراسات التي تجريها مجموعة دعم الأطفال مفرطي النشاط (the Hyperactive Children’s Support Group) أشارت إلى أنه يجب استبعاد هذه الصبغة من النظام الغذائي للأطفال، في حين لم تشر أي دراسة أجريت لتتبع خطورتها المسرطنة أن هذه الصبغة يمكن أن تسبب السرطان أو أي تأثيرات سرطانية.
وأما من الناحية السوقية فإن الكثير من الدول لا تفضل استخدام هذه الصبغة في الأغذية المنتجة وذلك لغلاء أسعارها السوقية، لذلك يستعاض عنها بصبغة (E124).
ومن الناحية الدينية ربما تكون الصبغة مصدرا للقلق لأصحاب بعض الأديان أكثر من كونها مسببا لبعض الحساسيات، وخاصة عند اليهود والمسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق