الجمعة، 4 يوليو 2014

العزف على أوتار البيئة/1

 

نشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 16 نوفمبر 1993

بقلم الدكتور زكريا خنجي

خلال الفترة القصيرة الماضية نقلت لنا صحافتنا المحلية مجموعة من الأخبار التي تعزف على أوتار البيئة، بعضها ايجابية تسر البيئيين والبعض الآخر أنغام نشاز تزعج العازفين على الأوتار الناعمة، وبين هذه وتلك تتشكل سمفونية البيئة الهادرة ويزيد الوعي والإحساس بهذا الكائن الحي الذي نعيش فيه والذي يعرف بالبيئة، لذلك فلنعزف مع العازفين ولنستعرض السمفونية الهادرة ولنوضح مع القراء ما هو الغث وما هو السمين من هذه الأنغام.

••••

تحية إلى شركة نفط البحرين (بابكو)

نظمت شركة نفط البحرين في 9 نوفمبر 93 تمرينا لمكافحة الإنسكابات النفطية عند رصيف خفر السواحل على الجانب البحريني من جسر الملك فهد، وقد كان الفريق المشارك في التمرين مكون من حوالي 70 شخصًا خضعوا لتدريبات وتمارين كافية تؤهلهم لمكافحة التلوث النفطي في حال حدوثه.

وهذا اتجاه صحيح، أو عزف ناعم على أوتار البيئة الناعمة فنحن في البحرين وبقية دول الخليج العربية في حاجة لمثل هذا الفريق ولمثل هذه التدريبات التي نتمنى أن تستمر وتتطور، فمياه الخليج مهددة باستمرار بالإنسكابات النفطية سواء الآتية من ناقلات النفط أو بسبب الحوادث والحروب، أو لأسباب أخرى، كما نرجو أن يتزايد عدد أفراد الفريق العامل وأن لا تكون المشاركة في الفريق حكرًا على موظفي وعمال الشركة فقط. ومرة أخرى نشد على أيدي المسئولين وموظفي شركة بابكو.

••••

الدورة الأولمبية الشتوية والتدخين

يقول الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء أن منظمو دورة (ليليهامر) الأولمبية الشتوية والتي ستقام في النرويج في عام 1994 تعهدوا بحظر التدخين في الدورة، بل أقر المتعهدون إلى حد الرغبة في منع المشجعين من التدخين في الملاعب المفتوحة، وذلك بالاتفاق مع منظمة الصحة العالمية من أجل اقامة "دورة أولمبية خالية من التدخين"، وقال (توريل بروتش) أحد مديري اللجنة المنظمة للدورة "إن الرياضيين يضيقون ذرعًا بالدخان المتصاعد من الجمهور، لذلك فلن تباع السجائر في مناطق المنشآت الرياضية وسيمنع التدخين في جميع الألعاب التي تقام على الصالات المغطاة".

ومرة أخرى نقول إن هذا عزف ناعم، ونرجو أن يعمم مثل هذا الحظر في الأماكن العامة – على الأقل – في البحرين، كما نرجو أن تقل أعداد مقاهي الشيشة لا أن تزحف على الحدائق الصغيرة المنتشرة بين الأحياء.

••••

همبرجر على لحم القطط

نشرة الزميلة (الأيام) في 10 نوفمبر 93 خبرًا يقول أنه تم القبض على آسيويًا يدير محلاً لبيع السنبوسة والسندويشات في منطقة الخميس وذلك بسبب استخدامه للحم القطط في تحضير سندويشات الهمبرجر – آسف (كات برجر) – ولم يفتضح أمر هذا الدجال إلا عندما اكتشفت رؤوس القطط وعظامها في قمامة منزله، وقد تبين بعد ذلك أن هذا الآسيوي استخف بعقول المواطنين ومراقبي المطاعم – هذا إن كان الخبر صحيحًا – فكان يقوم باصطياد هذه الحيوانات ثم يذبحها ويسلخها ويفرمها ويعتقد أنه كان يقوم بخلط لحومها مع اللحم المفروم وفي النهاية يصنع منها الكات برجر.

وإن كان هذا الخبر مقززًا وعزفًا نشازًا على أوتار البيئة الناعمة، إلا أنها حقيقة ويمكن أن تحدث في أوقات كثيرة وفي دولة مختلفة، والخبر المذكور في حد ذاته مؤشر خطير نرجو من المسئولين على مثل هذه الأمور الانتباه إليه وعدم ترك الحبل على الغارب، فحياة المواطنين مسئولية خطيرة رضيتم بالتصدي لها فنرجو أن تلتزمو بها.

ومن جانب آخر فإن هذا الخبر يفتح أمامنا الباب على مصراعيه في السؤال التالي: هل يتم فحص اللحوم الآتية من الدول المختلفة من حيث تركيبها الكيميائي، وحتى أكون أكثر دقه في طرح السؤال أقول: هل يتم فحص اللحوم المعدة للاستهلاك الآدمي (الابقار، الاغنام، وما شابه ذلك) من حيث احتوائها أو خلطها بأنواع أخرى من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي (مثل الكنغر، القرود، الخيول وما شابه ذلك) ؟

••••

قرى المحرق وتلوث الهواء

في صفحة بريد القراء في (اخبار الخليج) وبتاريخ 10 نوفمبر 93 وبالتحديد في زاوية فلاش نشرة القارئة فاطمة المناعي خبرًا وسؤال وربما اتهام، يقول الخبر "في الفترة الأخيرة لاحظنا تزايد نسبة الغازات المتصاعدة في الجو من مصنع الحديد والصلب عند الحوض الجاف، إننا نخشى على أنفسنا من هذه الغازات السامة فقد بدأت الأمراض تظهر على أهالي المنطقة، فهل من حل ؟" وانتهى الخبر.

وبالإضافة إلى سؤال القارئة عن الحل، فإننا نسأل عن مدى صحة الخبر يا من تقيسون تلوث الهواء في أرجاء البحرين ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق