الجمعة، 11 يوليو 2014

الكراجات قضية ليست ذات حدود

 

نشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 1 فبراير 1994

بقلم الدكتور زكريا خنجي

على الرغم من أن قانون الصحة العامة رقم (3) لسنة 1975 لم ينص صراحة إلى موضوع الكراجات والمخالفات التي تقوم بها هذه الورش، إلا أن القانون يشير بطرف خفي إلى بعض المخالفات التي تنتج عن مثل هذه المنشآت والكيفية الصحيحة في التعامل معها، فمثلاً:

تنص المادة (4) "المخالفات الصحية" بند (ب) نقطة (1) على أن الغرامة تقع على : "كل عقار يكون أو من المرجح أن يكون في حالة ضارة بصحة ساكنيه أو بصحة أي أشخاص آخرين ضمن العقار أو بالقرب منه" وهذا البند وإن كان بعيدًا نوعًا ما عن موضوع الكراجات إلا أن هذه الورش يمكن اعتبارها عقار يضر بصحة الأشخاص الذين يسكنون بالقرب من هذه المنشآت.

كما أن الفصل العاشر من نفس القانون المذكور أعلاه ينص في مادته (75) "على السلطة المنفذة أن تراعي الاشتراطات التالية عند منح الشهادة المشار إليها في المادة السابقة، وغنى عن الذكر أننا لا نريد أن نتحدث عن هذه الشهادة الآن.

أ‌- عدم وجود ما من شأنه أن يسبب ضررًا على الصحة العامة.

ب‌- عدم وجود ما يسبب مضايقات أو اقلاقًا لراحة سكان الحي.

والآن وبنظرة سريعة على ما تقوم به الكراجات وخاصة تلك التي تمارس نشاطها التجاري في الأحياء السكنية، ترى ما المضايقات التي تقوم بها ؟ أو يمكن أن نصيغ السؤال بطريقة أخرى، ما المضايقات التي لم تقم بها هذه المنشآت التجارية حتى الآن ؟

أعتقد – وحسب ما تصلنا من شكاوي – أنها لم تترك جانبًا من هذه المضايقات وإلا قامت بها، ضاربًا بالقانون عرض الحائط، متحديًا كل من تسول له نفسه بالتحدث وإبداء الرأي، وحتى نكون واضحين أكثر فإننا سنقوم بتلخيص بعض من هذه المخالفات:

1- كثيرة من هذه الورش لا تتسع لإدخال السيارات فيها للقيام بإصلاحها، لذلك يضطر أصحاب الورشة بترك هذه السيارات المتزايدة بالخارج فترة من الزمن حتى يحين دورها، وخلال هذه المساحة الزمنية بين ترك السيارة والقيام بالعمل بها يمكن أن تسبب أعدادها في ازعاج المارة وقاطنين الحي وهذا ما يحدث في حالات عادية، فيا ترى ماذا يمكن أن يحدث إذا تزايدت عدد السيارات أكثر من نطاق الحي وهذا ما يحدث عادة ؟

2- في بعض الأحوال وخاصة عند تزايد أعداد السيارات، حيث لا يتسع المجال للعمل داخل نطاق مبنى الورشة نفسها يقوم أصحاب الكراجات بإصلاح السيارات في الهواء الطلق، والهواء الطلق هنا نقصد به الحي الذي يعيش فيه البشر الذي نص القانون على عدم اقلال راحتهم وازعاجهم، ونعتقد أن العمل في الهواء الطلق يسبب العديد من المخالفات، منها ازعاج المارة وذلك بتضيق مساحة الشارع وهذا يسبب ارباكًا لحركة المرور، وفي كثير من الأحوال تزعج هذه الأعداد المتزايدة من السيارات والواقفة تنتظر دورها في الفك والربط سكان الحي حيث تقف في الممرات والشوارع الضيقة غير النافذة التي تستخدم عادة للمارة وسكان المنطقة نفسها، والتي يستخدمها السكان وفي بعض الأحيان لأغراض خاصة كأنزال الأطفال وبعض المستلزمات المنزلية وما شابه ذلك، هذا بالإضافة للضوضاء وبعض المشاكل الأخرى.

3- بعض الكراجات وحتى تقدم خدمة أفضل للزبون فإنها بعد أن تنتهي من إصلاح السيارة تنفث على أجهزة السيارة الداخلية بعض من الكيروسين وذلك لتنظيفها. فيا ترى ألا يعتبر نفث أحد مشتقات البترول في الهواء الجوي تلوثًا للبيئة ؟ ألا يمكن اعتبار ذلك ضررًا على الصحة العامة ؟

ومخالفات كثيرة وأسئلة أكثر، ولكننا لا نريد أن نطيل، فهذا هو القانون وهذه هي بعض المخالفات التي نعتقد جازمين أن الجهات الرسمية تعرف منها الكثير وأكثر مما نعرفها نحن، ولكن سؤالنا الذي نود أن نطرحه للجهات المسئولة في ختام حديثنا: أين هو النقص، في التوعية أم في تطبيق القانون أم عند أصحاب الكراجات أنفسهم ؟

عمومًا وحتى نلتزم بالأمانة العلمية فإن هذه بعض من الصور التي التقطها مصور الجريدة احمد العجيمي، والتي وضعناها تحت زاوية "بقعة ضوء بالصور" والتي نرجو ان توضح بعضًا مما يحدث في هذه المنشآت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق