الثلاثاء، 22 يوليو 2014

بحر غزة.. يموت !!

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٢٢ يوليو ٢٠١٤

بقلم الدكتور زكريا خنجي

ونحن نطالع وسائل الإعلام المختلفة ونتابع أحداث الإجرام الإسرائيلي على غزة والدمار الذي تمارسه تلك العصابة الصهيونية البغيضة بأنباء شعبنا في غزة من غير أن تتحرك جمعيات حقوق الإنسان، نفاجأ بخبر يكاد يختفي تحت ركام تلك الصواريخ والدماء التي تنزف، هذا الخبر الصغير بعنوان «بحر غزة.. يموت» بقلم الكاتب محمود سلامة سعد الريفي. وسنحاول أن نقتبس الجزء الذي يهمنا من ذلك الخبر.
يقول الخبر «وكان نتيجة طبيعية لذلك مزيدًا من الاشكاليات في القطاعات الحيوية والانتاجية والخدماتية، وخاصة مع توقف مضخات الصرف الصحي عن العمل بطاقتها القصوى، وبالتالي بات يقذف بمياه الصرف الصحي للبحر مباشرة على مسافات قريبة جدًا مما سبب تلوثًا ازداد تدريجيًا وبشكل متسارع نتج عنه كارثة بيئية، وبات يمثل خطرًا على حياة المصطافين والمستجمين على البحر، وعليه تم الاعلان رسميًا عبر وسائل الإعلام المختلفة ان بحر غزة منطقة منكوبة، منطقة ترتفع فيها نسبة التلوث البيئي الى أعلى معدلاتها. ولم يعد البحر مكانًا للتنفس والاستجمام وقضاء أوقات نستمتع بها وأصدقاءنا وأهلينا بالسباحة أو الجلوس بالقرب من الشاطئ، ومتابعة مغيب الشمس في لوحة طبيعية اعتدنا أن نراها ونراقبها.
يعتبر شاطئ البحر الممتد على مسافة 45 كلم من بيت لاهيا شمالاً وحتى رفح جنوبًا المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة الضيق نسبيًا، وجاء إعلانه منطقة كارثة بيئية بعدما توقفت مضخات الصرف الصحي عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي الدائم والمستمر الناتج عن عدم دخول السولار الصناعي اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية بكميات كافية وتقنيين مشتقات البترول من بنزين وسولار للمركبات والمولدات الكهربائية التي تحتاج الى مئات اللترات من البنزين لتشغيلها، وهنا الحديث عن المولدات التي تشغل مضخات الصرف الصحي ومضخات الضخ التي باتت متوقفة ولا تعمل بطاقتها الطبيعية مما نتج عنها الكارثة البيئية والصحية التي يتعرض لها بحر غزة، حيث يتم ضخ مياه الصرف الصحي في البحر مباشرة بكميات كبيرة وتحتوى نفايات صلبة في عدة نقاط للتصريف ويتم ذلك بشكل مباشر وعلى مسافة قريبة جدًا من شاطئ البحر لا تتعدى عشرات الأمتار، مما خلق حالة بيئية كارثية تمثل خطرا على المستجمين وعلى الثروة السمكية».
ويواصل الكاتب «.. ويبقى بحر غزة شاهدًا على حصار احتلالي تعسفي جائر يعاني كما تعاني المدينة الصامدة التي يحتضنها ويداعب رمالها، ويوجه صرخة تتقاذفها أمواجه المتلاحقة للساسة والمؤسسات والجمعيات والأحزاب حول العالم لرفع الحصار الجائر عن غزة والاهتمام بأحد ملامحها الطبيعية كأجمل شواطئ العالم وأنقاها، وألا يتركوا للتلوث البيئي يميت بحر غزة».

انتهى الخبر،،
وإن كان لدينا تعليق، فإنه سيكون سؤال موجه الى منظمة السلام الأخضر التي ملأت الأرض صراخًا على بعض الأمور وتغض الطرف عن كل ما تسببه إسرائيل من مآسٍ بيئية حول العالم، شأنها في ذلك شأن كل المنظمات - الإنسانية - العالمية، أيها السادة في منظمة السلام الأخضر ألا ترون أن هذه جريمة بيئية تستحق منكم بعض الجهد حتى تقفوا فيها ولو لحظات مع غزة وتخلعوا ولو مرة ثياب الأنانية وتنظروا للأمور بعينين بدلاً من عين واحدة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق