الاثنين، 7 يوليو 2014

البرازيل تزرع غاباتهاوفقًا لأهداف كأس العالم

 

تاريخ النشر في جريدة أخبار الخليج :٨ يوليو ٢٠١٤

بقلم: الدكتور زكريا خنجي

أثارني خبر نشر عبر وكالات الأنباء مع بداية مونديال 2014 تحت عنوان «وفرة أهداف كأس العالم تمثل تحديًا لمشروع تشجير في البرازيل» ويهدف المشروع الذي يتم في ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل إلى غرس أشجار مقابل كل هدف يتم إحرازه في استاد «فونتي نوفا» في مدينة سلفادور، ويقول الخبر إن منظمي المشروع لم يكونوا يتوقعون إحراز أهداف كثيرة جدًا، حيث خطط المنظمون لزراعة 1111 شجرة في غابة اتلانتك في جنوب الولاية مقابل كل هدف يحرز،
إلا أنه في أول مباريتين سجلت هولندا خمسة أهداف في مرمى إسبانيا التي أحرزت هدفًا، بينما فازت ألمانيا على البرتغال 4 - 0 بمجموع عشرة أهداف في المباريتين أي ما يعادل 11110 شجرات يجب زراعتها، وهو ما جعل المنظمين يكافحون من أجل الالتزام بهدف المشروع.
ومن الجدير بالذكر أن المشروع يعد جزءا من مبادرة لحكومة الولاية تدعمها شركات منها شركة «فيراسيل» المحلية، ومع تبقي أربع مباريات ستقام في سلفادور يسعى المنظمون للحصول على تمويل خاص لزراعة المزيد من الأشجار.
انتهى الخبر.
لا نريد التعليق على الخبر أو الثناء على البرازيل لأنها استفادت من موسم كأس العالم، ولكن في الحقيقة الخبر جميل والفكرة رائعة وخاصة أن مساحة غابات البرازيل تقلصت إلى حوالي 8% من حجمها الأصلي، والفكرة في حد ذاتها أسلوب راقٍ وعملي للربط بين الرياضة والبيئة الذي ما زلنا في خليجنا العربي نتنطق باللجان التي أنشئت ولكنها حتى الآن تراوح في مكانها ولم تفعل أي شيء.
ونحن هنا لا نريد أن نعلق على هذه الفكرة في حد ذاتها، ولكننا نطلب بل ونطالب من الاتحادات الرياضية بدول مجلس التعاون وخاصة اللجنة المسؤولة عن دورة كأس الخليج ودورة كأس أندية دول المجلس بأن تعمم مثل هذه الفكرة أو بعض الأفكار الأخرى التي تخدم البيئة.
ما الذي يمنع -أيها السادة- من تبني نفس هذه الفكرة في الدولة التي تقام فيها دورة كأس الخليج ؟ لا نريد زراعة 1111 شجرة مقابل كل هدف، وإنما -على الأقل- زراعة 100 شجرة مقابل كل هدف.
أيها الاتحادات الرياضية بدول مجلس التعاون لنجعلها نوعا من المهرجان، لنفكر في أوطاننا ولنستفد من المواسم الرياضية التي يتم صرف آلاف الدنانير عليها، ولا يستفيد منها إلا فئة قليلة، لننشر الوعي البيئي بين هذا الكم الكبير والشريحة الأكبر من الجماهير، ولنقل لهم فقط «حافظوا على بيئتكم فإنها حياتكم».
هل يمكننا يا اتحادات كرة القدم والاتحادات الرياضية بدول المجلس واللجان الأولمبية أن نفكر وأن نناقش مثل هذه الفكرة وأن نخدم أوطاننا ولو مرة واحدة؟
اتمنى أن يسمعني أحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق