الأربعاء، 2 يوليو 2014

البخور يهدد الأطفال بالربو

 

نشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 10 مايو 2011

بقلم الدكتور زكريا خنجي

كشفت دراسة أجريت مؤخرًا في تايوان أن الأطفال الذين يعيشون في بيوت تعتاد استخدام البخور يكونون أكثر عرضة للإصابة بالربو الشعبي، كما أشارت الدراسة إلى احتمال وجود علاقة لتحول جيني محدد بهذه الحالة.

وسنحاول أن نلخص هذه الدراسة

أشرف على الدراسة الباحث (يونجلينج ليو لي) من الجامعة الوطنية التايوانية في تايبه، وأجريت الدراسة على حوالي 3800 طفل من المدارس المتوسطة، فوجدت الدراسة أن 3% منهم يعانون من الربو، في حين يعاني ما يزيد على 5% من صعوبة التنفس أثناء التمارين الرياضية.

وقالت النتائج التي نشرتها مجلة (يوروبيان ريسبيراتوري جورنال) المختصة بأمراض الجهاز التنفسي أن الأطفال الذين يحرق آباؤهم البخور في المنزل معرضون للإصابة بالربو المزمن بنسبة 36% أكثر من غيرهم في حين تبلغ نسبة من يتعرضون لصعوبة التنفس أثناء التمرينات الرياضية 64% أكثر من غيرهم. كما أن 48% من الأطفال لم تكن لديهم نسخة من جين يعرف باسم (جي.اس.تي.تي 1) الذي يساعد على تنظيم مجموعة من الإنزيمات تحمي خلايا الجسم من أضرار الأكسدة بما في ذلك الأضرار الناجمة عن التدخين وغيره من الكيماويات السامة. وتبين أن الناس الذين لا يحملون هذا الجين يواجهون خطر الإصابة بالحساسية والربو بنسبة أكبر من غيرهم.

وكتب (لي) وزملاؤه في الدراسة (إن حرق البخور عامل ينطوي على مخاطرة فيما يتعلق بالربو وصعوبة التنفس المصحوب بالصفير خاصة في الأطفال الذين لا يحملون الجين (جي.اس.تي.تي 1) كما أن الأطفال الذين شملتهم الدراسة من الذين لا يحملون هذا الجين معرضون للإصابة بالربو حاليا بنسبة 43% أكثر من أقرانهم الذين يحملون نسخة واحدة على الأقل من الجين.

ومن بين هؤلاء الأطفال فإن الذين يتعرضون لاستنشاق البخور يوميًا في منازلهم عرضة للإصابة بالربو بنسبة 78% أكثر من زملائهم. وهو ما لا ينطبق على الأطفال الذين يحملون الجين (جي.اس.تي.تي 1). وانتهى عرض الدراسة.

عمومًا، هذه ليست أول مرة نتحدث فيها عن مخاطر البخور والتدخين في المنازل وخاصة في الغرف المغلقة، لذلك لا نريد أن نوجه إلى أهمية تهوية المنازل وخاصة في ساعات الصباح الباكرة، فخلال هذه الأوقات عادة ما تكون الأجواء قليلة الغبار والتلوث، فهذا موضوع تحدثنا فيه كثيرًا.

ولسنا هنا أيضًا نحاول أن نبعد الناس أو نوجههم في التقليل من استخدام البخور، فهذه عادات توارثناها أبًا عن جد، ولكن نحاول دائمًا أن نشير إلى تهوية المنزل والغرف بعد ممارسة تبخير المنزل وتعطيره بهذه الأدخنة العطرة.

ولكننا لا نرغب في انتشار الأمراض، لذلك من الجميل جدًا أن نمارس حياتنا بصورة بيئية حتى نقلل من الأضرار الصحية التي يمكن أن ترافق ممارساتنا الخاطئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق